مدن بوجوه رومانسية

08 ديسمبر 2019

بعد فصل طويل كان مزدحمًا بهموم العمل، ومتابعة دروس الأبناء، والانهماك بامتحاناتهم ونتائجهم النهائية، يشعر الزوجان بأنهما في حاجة إلى رحلة استجمام يتنفّسان خلالها الصعداء، ويستعيدان صفاءهما الذهني، والنفسي، فيعودان منها محمّلين بالكثير من الذكريات الجميلة ممتلئين بالتفاؤل.
ومن
العالم اخترنا نيويورك وبرشلونة ولندن، ثلاث مدن توفر ذروة الترف النفسي والرومانسي، حيث يجدد الزوجان عهودهما التي سطّراها في كتاب حياتهما الزوجية.


نيويورك
يرغب الزوجان في رحلة رومانسية إلى الولايات المتحدّة! فأي مدينة توفر لهما الرومانسية بالنمط الأميركي غير نيويورك؟ هناك عدد لا يحصى من الأماكن لتمضية لحظات رومانسية في هذه المدينة. نزهة في سنترال بارك، أو التجوال في متحف Cloisters، أو عشاء على ضوء الشموع في One if by Land، Two if by Sea West Village. أما الأماكن السياحية مثل تايمز سكوير فتستحق الزيارة، كما سيكون لديهما على الأرجح وقت للتجوال على طول الشوارع الجانبية في سوهو، أو الاسترخاء في الحديقة وسط ناطحات السحاب في براينت بارك.
التنزّه على طول نهر هادسون في ساوث ستريت سي بورت متعة حقيقية تتيح مشهدًا بانوراميًا لجسرَي بروكلين ومانهاتن، خصوصًا في لحظات الغروب.
شُيّد جسر بروكلين عام 1883 ويعتبره البعض أجمل جسر في العالم، فهو أول جسر في التاريخ عُلّق بكابلات الفولاذ. يجدر بالزوجين عبوره سيرًا على الأقدام ليستمتعا بمشهد رائع، لا سيما من المعبر المنطلق من سيتي هول حيث تبدو منطقة مانهاتن الدنيا لوحة فريدة تضجّ بالألوان الطبيعية.
يعتبر التسوّق امتيازًا خاصًا تمنحه نيويورك لزائريها الذين يفضّلون الدخول في متاهته سيرًا على الأقدام. ففي شرق ميد تاون في شارع 59 عند أعلى فيرست أفنيو يقع بريدج ماركت، وهو شارع يغص بالبوتيكات التي تعرض لأهم دور الأزياء العالمية والمطاعم الراقية التي تجاور متجر كونران شوب.
هذا فضلاً عن مطعم غواستافينوز القديم الذي أصبح اليوم مخصصًا للمناسبات الخاصة. ويعتبر شارع 9 في إيست فيلدج مهد مصمّمي الأزياء الشباب من أمثال سوهو حيث تحتشد البوتيكات التي تعرض ابتكاراتهم في ماديسون أفينيو، بينما البوتيكات التي تعرض للأزياء الراقية والمجوهرات موجودة في شارع فيفث أفنيو.
وإذا كان الزوجان من هواة الجاز، فإن نيويورك تجيد اللعب على إيقاعاته وأنماطه، فهي العاصمة العالمية لموسيقى الجاز منذ ثلاثينيات القرن العشرين. ويعتبر حي هارلم معقل الجاز حيث يوجد شارع سوينغ (وسوينغ أحد أنواع الجاز) الذي يُعرف اليوم بشارع 52، وسمِّي بذلك تكريمًا للموسيقيين الذين كانوا يأتون للعزف في النوادي الليلية المنتشرة في هذا الشارع علّهم يأخذون قسطهم من الحلم النيويوركي، فأبدعوا وابتكروا أنماطًا من الجاز مثل البلوز والراغتايم والسوينغ والووغي بوغي والجاز اللاتيني، والسول... لذا، ليس أجمل من أن يمضي الزوجان أمسيتهما وهما يتناولان العشاء على أنغام الجاز في معقله النيويوركي.


برشلونة
يحوّل فصل الصيف برشلونة المدينة الإسبانية إلى مدينة لا تنام حتى ساعات الفجر الأولى حين يحتضن الأفق المتوهّج حُمرة المدينة المتحرّكة بفوران رقص الفلامنغو وقهقهات صنوج الخشب تعلو وتيرتها بصرخة «أولي...!»، مما يجعل الرحلة إلى هذه المدينة وخصوصًا في فصل الصيف مليئة بالألوان المتوهجة والورود.
يشكّل التجوال في الأحياء القديمة لبرشلونة تجربة إسبانية فريدة. فهنا تعرض الحوانيت التذكارات والتحف الفنية وتتدلى من أسقفها الفساتين المزركشة وهي تتماوج بحركات راقصة تنافس حركة الفنانين الذين اتخذوا من ساحات الأحياء مسرحًا لاستعراض ما تجود به إبداعاتهم. وتتحول رائحة الطعام اللذيذ التي تفوح من المطاعم إلى هوى من نوع خاص 
يستهلك حواس الزوجين كلها، فيبحثان عن حاسة أخرى تعيش خارج الزمان والمكان.
والتسوّق في برشلونة فردوس هواة التسوّق، 
ففي كل شوارعها تنتشر البوتيكات بشكل كبير. وفي ساحة غلوريس Glories يوجد سوق البرغوث Els Encants vells حيث يُعرض الكثير من الغرائب والقطع الفريدة، يزيّن بها الزوجان بيتهما. أما محبّو القطع القديمة فيفضّلون ميركات غوتيك Mercat Gotic في ساحة نوفا Nova . ويقام السبت والأحد في ساحة سان جوزيب أوريول Sant Josep Oriol سوق الفن والأعمال الحرفية.

لندن
لا تزال لندن الوجهة الأمثل لرحلة استجمام خصوصاً بالنسبة إلى الزوجين اللذين يرغبان في الاطلاع على ثقافة أوروبية بامتياز، والشعور بالاسترخاء في بلد يتحدث الإنكليزية. هناك الكثير من التفاصيل التي تدخلهما في تجربة رومانسية بلكنة إنكليزية... أهمها زيارة متاحف المدينة، ولا سيّما متحف فيكتوريا وألبرت وتيت مودرن the Victoria & Albert and Tate Modern الذي تأسس عام 1852، وهو أكبر متحف للفن والتصميم في العالم، يقدم مجموعة رائعة من الفنون الزخرفية الهندوسية والصينية والكورية واليابانية والإسلامية والأوروبية، والتي تتكون من أكثر من أربعة ملايين قطعة.
كان اسمه في الأصل متحف جنوب كنزينغتون، أُعيدت تسمية المتحف عام 1899 تكريماً للملكة فيكتوريا وزوجها ألبرت.
أمّا إذا كان الزوجان من هواة المسرح فعليهما مشاهدة مسرحية في مسرح «شكسبير غلوب». هنا لا سقف في الوسط، منصّة العرض زُخرفت بالنمط نفسه الذي كانت عليه أيام شكسبير. أما مقاعد المشاهدين فتحيطه بشكل دائري يتيح مشاهدة المسرحية بشكل تفاعلي.
من الطقوس اللندنية العريقة، استراحة الشاي الشهيرة Afternoon tea . فلتناول الشاي بعد الظهر بروتوكول، إذ تقدَّم في البداية شطائر من الجبن والمورتديلا والكعكات المحشوة بالكريما، ثم يتم اختيار نوع الشاي المفضل، ترافقه قطع كيك لذيذة. وعلى الشخص أن يحجز مسبقًا، ربما قبل شهر أو أكثر، طاولة لتناول شاي بعد الظهر... إنها لندن ولكل تفصيل فيها بروتوكوله.
 ولرومانسية بنكهة العسل اللندني، يمكن الزوجين حجز مقصورة خاصة لمدة 30 دقيقة في London Eye. إنها مثل عجلة Ferris كبيرة تتيح لهما رؤية 25 ميلًا في كل اتجاه في يوم صافٍ.

رومانسية رقصة الفلامنغو

لا تفوتا عرض فلامنغو في «تابلاو فلامنغو كوردوبيس»، وتمرنا على بعض الحركات الخاصة بهذه الرقصات المفعمة بالحيوية.