جورج وسوف: حياتي لا يمكن تلخيصها في أغنية...

محمود الرفاعي (القاهرة) 20 مايو 2018

بعد غيابه الطويل عن الإعلام، فتح «سلطان الطرب» جورج وسوف، أو كما يحب أن يطلق عليه «أبو وديع»، قلبه لـ«لها»، وذلك خلال زيارته لمصر وغنائه للمرة الأولى في مدينة طابا.
زيارة «أبو وديع» لمصر لم تكن عادية، بل استثنائية، حيث تهافت عليه المعجبون من الدول العربية كافة، واستقبلوه بالورود وبهتافات مثل «بنحبك يا أبو وديع» و«نورت مصر يا أبو وديع»... حتى أنه فتح مقر إقامته في أحد فنادق طابا لكل محبيه وعشاقه، من أجل استقبالهم والتقاط الصور معهم والغناء لهم.
يتحدث «الوسوف» في الحوار الآتي، عن حالته الصحية وأجمل لحظات عمره وعلاقته بالوسط الفني، ويكشف رأيه في الغناء راهناً، كما يتكلم عن شيرين عبدالوهاب وأغنية «3 دقات»، وغيرها من الأمور التي صرّح بها بعد صمته الطويل.


- ما آخر أخبار حالتك الصحية؟
الحمد لله، أنا بخير وصحتي جيدة، وأحب أن أطمئن جمهوري عليَّ، وأقول لهم: «أنا أحبكم وستستمعون مني الى أعمال جديدة ومختلفة، كما سأقابلكم في عدد كبير من الحفلات خلال الأسابيع المقبلة.

- ما سبب موافقتك على الغناء في مدينة طابا المصرية للمرة الأولى في مشوارك الغنائي؟
أعشق مصر، وأعتبرها أحد أجمل البلدان التي عشت فيها لحظات لا تُنسى، فللنجاح فيها طعم مختلف، لذلك أحرص دائماً على الموافقة على أي عرض غنائي يأتيني من مصر، وحين عُرضت عليّ حفلة طابا، لم أتردّد ووافقت عليها فوراً، بخاصة أن طابا مدينة جميلة لم أزُرها من قبل، لكن حين شاهدت معالمها وأنا في الطريق إلى مكان إقامتي، أدركت كم هي جميلة، لذا أتمنى أن أزورها مرة أخرى وأُقيم فيها فترات طويلة.

- بمَ شعرت حين وصلت الى الفندق مكان إقامتك واستقبلك المصريون بالهتافات؟
أشعر دائماً بأن محبة المصريين لي مختلفة عن أي جمهور آخر، وألمس الصدق لديهم، كما أن لهم أسلوباً مختلفاً في التعبير عن محبتهم، التي أراها على وجوههم. وأكون في قمة السعادة حين يطلب مني أي مصري التقاط الصور معي، فيكفيني هتافهم الدائم «بنحبك يا أبو وديع»، وابتسامتهم في كل مكان أذهب إليه، ولذلك أحب الغناء في مصر دائماً، وحفلي في طابا لن يكون الأخير.

- لماذا أحجمت عن طرح الأعمال الغنائية خلال السنوات الماضية؟
بالعكس، لقد طرحت عدداً من الأغنيات، وتركت أثراً طيباً لدى جمهوري. وخلال الفترة المقبلة، سيستمع الجمهور إلى مجموعة من الأغنيات التي أحضّر لها مع إدارة أعمالي، وستكون بأسلوب جديد ومختلف، وسيتم طرحها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والأغنيات تتضمن أشكالاً موسيقية متنوعة وستنال إعجاب جمهوري.

- لماذا ابتعدت عن تقديم الأغنية المصرية؟
لا أنكر اشتياقي الى الأغنية المصرية، وقريباً ستكون هناك أعمال جيدة باللهجة المصرية. وللمناسبة، أوجّه التحية الى أحد أهم الشعراء الذين تعاملت معهم في الأغنيات المصرية، وهو فوزي إبراهيم، وأتمنى أن يكون في صحة جيدة، فهو قدّم لي أفضل الأغنيات مثل «صابر وراضي» و«أنت غيرهم» و«هيّ الأيام» و«غدر الناس».

- ما سبب ابتعادك عن طرح الألبومات الغنائية منذ ما يقرب من 10 سنوات، أي منذ طرحك ألبوم «الله كريم»؟
بصراحة، المرحلة الحالية التي نمر بها لا تسمح بطرح ألبومات غنائية إطلاقاً، فسابقاً كانت الألبومات تحقق مكاسب مادية للمطرب والمنتج معاً، أما اليوم فأصبحنا نعيش في عصر الأغنية السريعة وطرح الأغنيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلينا أن نتعايش مع تلك الموضة، سواء كنت موافقاً عليها أو رافضاً لها. لذا، كل ما عليَّ فعله الآن هو الغناء، وترك تسويق أعمالي وطرحها لإدارة أعمالي، حتى لا أغيب عن جمهوري طويلاً.

- هل اعتزلت طرح الألبومات الغنائية وبدأت تساير موضة «السينغل»؟
ثمة ألبوم أحضّر له حالياً، لكنني في المقابل سأساير موضة «السينغل» وأطرح عدداً من الأغنيات بطريقة الفيديو كليب، وذلك كل شهرين أو ثلاثة أشهر.

- تحمل أغنياتك دائماً أسماء كبار الشعراء والملحنين في العالم العربي.
أدقّق في اختياراتي بشكل مبالغ فيه، فعند التحضير لعمل جديد أصبّ فيه تركيزي من أجل تقديم أفضل ما لدي، إذ إن أعمالي هي فقط ما سيتبقى للجمهور، فأنا لا أترك أي شيء يمر من دون موافقتي أثناء التسجيل، لا سيما أن الناس يحبونني لصوتي ولأغنياتي، بالتالي عليَّ أن أقدم لهم أفضل ما عندي. من هنا، أجلس مع الشعراء والملحنين، ونختار معاً الأغنيات.
أما أسعد لحظات حياتي، والتي أشعر فيها أنني قدمت رسالة، فهي حين أرى الشباب يستخدمون أغنياتي للتعبير عن مشاعرهم أو إرسالها في رسائل خاصة، عندها أشعر بأن أغنياتي ستعيش أبد الدهر.

- ما حقيقة تسجيلك أغنية تسرد فيها قصة حياتك الفنية؟
أغنية واحدة؟ حياتي تحتاج إلى مئات الأغنيات لسرد جزء بسيط منها، فأنا أغنّي منذ ما يقرب الـ37 عاماً، وتلك الفترة شهدت تغيرات كثيرة، منها ما هو جيد ومنها ما هو سيئ، كما أنني حققت نجاحات باهرة وتعرضت لإخفاقات وأزمات.
وبشكل عام، أميل الى الغناء عن المشاكل والأزمات المؤثرة في حياتي، وكذلك الغناء للإنسان بكل الحالات التي يمر بها.

- ما سبب رفضك مواكبة التكنولوجيا الحديثة؟
أنا فنان هاوٍ، أحببت الغناء من طريق الفن الطربي الأصيل، فأنا تلميذ في مدرسة «كوكب الشرق» أم كلثوم و«العندليب الأسمر» عبدالحليم حافظ و«موسيقار الأجيال» محمد عبدالوهاب، لذا رغبت أن أتبع خطهم الفني الذي ما زال إلى اليوم يحقق النجاح لدى الجمهور. لكن راهناً، لم تعد لديَّ القدرة على الاستمرار في السير بهذا الخط، لأن عليَّ أن أواكب عصر التكنولوجيا، فالشباب اليوم يستمعون الى الأغنيات عبر تطبيقات الهواتف المحمولة، وبالتالي أصبح لزاماً علينا كمطربين أن نقدّم الأغنية عبر هذه التطبيقات لكي يحمّلها هؤلاء ويستمعون إليها عبر هواتفهم، وإن لم أفعل ذلك فسيُحرم مني جمهور كبير من الشباب أحبّني وتربّى على صوتي، وأنا أرفض بشدة حدوث ذلك.

- كيف تتعامل مع الفنانين الذين أصبحوا نجوماً بعد أن كانوا يقلّدونك في الصوت والأسلوب؟
أتمنى لهم الخير والتوفيق، فالإنسان الذي لا يتمنى النجاح لأخيه الإنسان لا يكون إنساناً، فنحن في النهاية ضيوف في هذه الحياة، وعلينا أن نتركها ونحن مسالمون ومحبّون للخير والسلام. من جهة أخرى، أجهل تماماً سبب تقليد بعض الفنانين لي، لكنني أتمنى على الجميع أن يقلّدوني في الأمور الجيدة وليس السيئة، مثل تدخين السجائر. وهذه النصائح ستجعل حياتهم أفضل بكثير مقارنةً بحياتي.

- ما رأيك في أداء المطربة المصرية شيرين عبدالوهاب أغنيتك الشهيرة «لو كل عاشق»؟
أحببت الأغنية بصوتها، وأنا بطبعي أقدّر وأشكر أي فنان يعيد غناء أغنياتي، فهي متاحة للجميع، وغناؤها من جانب الفنانين دليل على نجاحها.

- ما تقييمك لصوتها في أداء الأغنية؟
شيرين عبدالوهاب فنانة رائعة، وأنا أحبّها على المستوى الشخصي، وهي تمتلك إحساساً مختلفاً عن باقي زملائها، وقادرة على خطف قلوب الناس بإحساسها هذا، كما أنها فنانة تتفانى في عملها.

- من هم أقرب الفنانين الى قلبك؟
لا أبالغ إذا قلت إنني أحب كل الفنانين، ولا أحمل الضغينة لأي فنان.

- ما رأيك في أغنية «3 دقات» التي انتشرت أخيراً؟
أغنية جميلة تثير البهجة والسعادة، لكن قصص نجاح الأغنيات ليس لها مفهوم معين، فهناك أغنيات تحقق نجاحاً غير متوقع، وأخرى جيدة لا تحقق أي نجاح، وربما تكون الحالة التي طُرحت فيها الأغنية سبباً رئيساً في نجاحها، فأنا مثلاً لا أعرف اسم الفنان الذي يغنّي «3 دقات»، لكنها أغنية «ضاربة»، وأتمنى من كل قلبي أن تحقّق غالبية الأغنيات العربية نجاحاً في العالم.


من كواليس الحوار
كرّر جورج وسوف جملة «بسم الله الرحمن الرحيم» مراراً خلال المقابلة، واضطر لتأجيل الحوار لأكثر من ساعتين من أجل التقاط الصور مع حوالى 200 شخص، قائلاً: «لا أستطيع إحراج أي شخص يطلب مني التقاط صورة معي، فأنا أحيا بحب الناس». كذلك رفض «الوسوف» التحدّث في أمور بعيدة من الفن، واحتفل مع معجبيه في مصر، ووعدهم بتنظيم حفلة خاصة لهم.