موسيقى الإمزاد.. حلال على النساء حرام على الرجال

16 مايو 2018

"اليوم الذي أموت فيه لابد أن تدفنوني في قطعة بيضاء ناصعة من الكتان. وصدقوا عني ثلاث أغنيات من غناء الإمزاد والفاتحة"، هي مقولة لأحد الشعراء الطوارق في الجزائر، تعبر عن المكانة الخاصة التي تحتلها موسيقى الأمزاد في قلوب ناس الصحراء.

كريمة هادف

غرد بوشارب عمر على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" معرفاً هذا النوع الموسيقي قائلاً: "اكتشف صحراء الجزائر.. إمزاد: موسيقى الطوارق، يستعملون فيها آله تسمى الإمزاد، و هي عود بوتر واحد، تستعملها النسوة". وغردت مستخدمة تحمل اسم مي زيادة، في ذات الشأن قائلة: " موسيقى الإمزاد موسيقى طارقية خاصة بالنساء، تعزفها المرأة النبيلة المكتملة.. صنفتها اليونيسكو أخيراً ثراثاً عالمياً".


تراث عالمي
أدرجت منظمة اليونسكو آلة إمزاد وما يتعلق بها من مهارات ضمن لائحة التراث العالمي الثقافي اللاّمادي للإنسانية. وحسب ما جاء في الموقع الرسمي للمنظمة فإن موسيقى الإمزاد وآلتها الموسيقية تشكلان إحدى مميّزات قبائل الطوارق، وتعزفها النساء على آلة موسيقية أحادية الوتر تُعرَف بالإمزاد.


الرجل ممنوع منها
من الأمور المتعارف عليها عند قبائل الطوارق أن الرجل لا يقرب آلة الأمزاد، وعزفه عليها محرم عليه، ويعتقد بأنه يجلب له مكروها ما. وفي هذا الشأن يقول الصدّيق ختالي، وهو أحد أعضاء جمعية "أنقذوا الإمزاد" التي تأسّست في العام 2003، إن "هذه الآلة في تاريخ الطوارق ارتبطت بظهورهم وثقافاتهم، هي آلة محرّمة على الرجال، وكلّ من يحاول منهم عزفها يقاطع من القبيلة، لأنهم يعتقدون بأنّ ذلك ينتقصّ من رجولة عازفها. تعزف آلة الإمزاد في الحب والحزن والفرح، فتسمّى موسيقى الفرح إيسوهاغ نيمزاد وينترا، ويُطلق على موسيقى الحزن إيسيوهاغ نيمزاد وينتكا".


مساع لإنقاذها
الجمعية، وفق تأكيدات ختالي في تصريحات سابقة له، تسعى إلى الحفاظ على هذا النوع من الموسيقى التراثية من خلال تعليم الفتيات العزف عليها، إذ لم يبق سوى عدد قليل من النسوة اللاتي يجدن ذلك، ومن بينهن عازفة طاعنة في السن اسمها "ألامين خولن" التي تم الاتصال بها من طرف الجمعية لتدريب فتيات المنطقة على الإمزاد.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"