مقص الرقيب السوري يقطع عنق الدراما... اليكم التفاصيل

18 مايو 2018


جاء في مقال للزميل أمين حمادة في الشقيقة "الحياة" تحت عنوان دراما 2018: مقص سوري... نعامة لبنانية والفرصة للإنتاج التلفزيوني «المشترك»: تحضر الدراما السورية واللبنانية موسم عام 2018 في رمضان الجاري، بعلامتين فارقتين تشبهان الغياب لمصلحة ما بينهما من مشترك غثٍّ وسمينٍ، مقص الرقيب السوري والغياب التام عن الواقع لبنانياً. في الأولى، يئد الرقيب جملة من الأعمال لأسباب غير فنية حتماً وشخصية واضحة تخنق الدراما السورية، أكثر من اتهامات المقاطعة التي تصبح سخيفة جداً، أمام «ظلم ذوي القربى» وضعف السوق المحلية في استيعاب أو إغراء إنتاجات ضخمة، بخاصة أن أعمالاً بارزة لم تحصل على فرصة عرض تلفزيوني، مثل «هوا أصفر» (علي وجيه، يامن الحجلي/ أحمد ابراهيم أحمد) و «فرصة أخيرة» (فهد مرعي/ فهد ميري) و «سايكو» (أمل عرفة وزهير قنوع/ كنان صيدناوي)، فيما تنزح أعمال من شروط العرض التلفزيوني الى هواء موقع «يوتيوب»، مثل مسلسل «الشك» (سيف حامد/ مروان بركات). وعلى رغم ذلك، من المتوقع أن تظهر أعمال أخرى جانباً مشرقاً، كـ «الواق واق» (ممدوح حمادة/ الليث حجّو) في الكوميديا، و «وردة شامية» (مروان قاووق/ تامر إسحق) في الأعمال الشامية غير التقليدية، و «فوضى» (حسن سامي يوسف ونجيب نصير/ سمير حسين) في الأعمال المعاصرة الواقعية. 

في مفارقة غريبة ولا منطقية، تنتج «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي» الرسمية، مسلسل «ترجمان الأشواق» (بشّار عبّاس/ محمد عبدالعزيز) بموافقة دائرة الرقابة على النص، قبل أن ترفض لجنة المشاهدة في «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون» الرسمية أيضاً عرضه. يقول الكاتب عبّاس في منشور على صفحته في موقع «فايسبوك»: «إشكاليّة الرّقابة على الدّراما في البلاد، والتي تطلع بأزاهير شر من هذا النّوع في كلّ موسم، مثلما يفعلون الآن عبر هذا القرار الذي ينتمي إلى مسرح العبث واللامعقول، قد تكون فرصة لمناقشة مسألة الرّقابة. تخيّلوا! عشرات العمّال والموظّفين والفنيين ممن اشتغلوا في المسلسل هُم الآن أمام تهديد وظيفي مهني». 

وتصف الكاتبة عنود خالد، زوجة الممثل عبّاس النوري أحد أبطال العمل، الأزمة الرقابية بـ «حرب الداخل». وتضيف في كلامها عبر حسابها على «فايسبوك»: «توالى في زمن إنجاز هذا المسلسل مديران للمؤسسة وكانا موافقين عليه ومضى على الانتهاء من العمل عليه نحو عشرة أشهر، وفجأة منذ يومين يأتي من يقول إن العمل غير مقبول سياسياً وفكرياً»، متسائلةً: «من أعطى هؤلاء الحق في تكميم الأفواه والتشكيك في وطنية الناس وانتمائهم إلى بلدهم؟». وتدور أحداث العمل حول قصة ثلاثة من قدماء اليساريين، أحدهم يعتنق الفكر الصوفي ويتصل بالميليشيات المتطرفة، ويحافظ الثاني على مبادئه اليسارية مما يعرضه للمتاعب، ويهاجر الثالث، ليعود بعد نشوب الحرب باحثاً عن ابنته المفقودة. 

ومُنعت شركة «غولدن لاين» من تصوير جزء من مسلسل «هارون الرشيد» (عثمان جحا/ عبد الباري أبو الخير) في سورية، إذ تتهمه الرقابة بالطائفية والعرقية، كونه يتضمن في مجريات أحداثه «نكبة البرامكة» أي الحقيقة المعروفة والثابتة تاريخياً، بحجة أنه يعارض «سياسة البلاد»، وفق كلام القارئ في اللجنة الكاتب قمر الزمان علّوش، علماً أن النص دقّقه ووافق عليه الباحث والمحقق التاريخي السوري سهيل زكّار. ويصبح الملف مجرداً من أي حد أدنى من أخلاقيات العمل، عندما يقبل علوّش نفسه معالجة النص الذي رفضه درامياً، قبل أن يعيد رفضه مرة ثانية بسبب عدم اتفاقه مع الشركة المنتجة مادياً، وإعلانه عبر حسابه في «فايسبوك» أن «إصلاحاته» لم يؤخذ بها كاملة. ويكمن التساؤل الحقيقي بعيداً من الأخذ والرد بين الشركة المنتجة وعلّوش، في كيفية ائتمان وفق منطق مؤسساتي، من هو مستعد للعمل معاً لدى «القاضي» و «المتهم»، وبالتالي من يفقد الموضوعية والحياد. يعيد سلوك الرقابة السورية الى الأذهان، قرارها باستبدال المحتل العثماني بالمستعمر الفرنسي في الأعمال الشامية، خلال «سنوات العسل» بين النظامين التركي والسوري. هذه الذهنية، تهجّر عدداً من أبرز الممثلين، مثل قيس الشيخ نجيب في الموسم الماضي، ولا تستعيد آخرين مثل قصيّ خولي وباسل خيّاط.

لقراءة الموضوع كاملاً في الشقيقة "الحياة" انقر/ي هنا