رجال يتمايزون في تناقضاتهم

متحف غاليريا بورغيزي, معرض فني تشكيلي, رجل / رجال أعمال, فنانة / فنانات تشكيلية, لوحة / لوحات فنية, المنحوتات الإغريقية, ريم الجندي

01 فبراير 2010

في معرضها الأخير الذي أقامته في غاليري «جانين ربيز» تحت عنوان مثير «رجال»، خرجت الفنانة التشكيلية ريم الجندي من عالمها الشخصي الحميم الذي كشفت عنه في أكثر معارضها، لتدخل عالم «الرجل» بكلّ ما يحمله من هواجس وألغاز وجماليات وتناقضات، وتُقدّمه برؤية فنية عميقة تصرّح بكلّ معاني الذكورة وأشكالها على تنوعها.
من هنا ينضوي العنوان المتمثّل في إسم جنس نكرة «رجال» اختيار ذكي، إذ إنّ حذف «أل» التعريف من «رجال» ساهم في تعميم صورة الرجل بدل تخصيصه. وفي لوحاتها الأربع والعشرين تسعى الفنانة ريم الجندي إلى أن تقدّم رجالاً في مختلف تجليّاتهم الجسدية والنفسية والفكرية والإجتماعية، لذا نرى الرجل الخارق في لوحة Superman وفي المقابل رجل يتهاوى من أعلى طابق من عمارة بيروتية في «أحد السكّان» وكذلك هناك الأب الذي يُحاول حماية طفله من خطر قادم، وفي لوحة أخرى تخطف الأنظار والأنفاس نجد أنفسنا أمام العاشق الوسيم الغارق في نومه تحت حراسة ملائكة مجنّحة...
وارتأت الفنانة في أن تصنع عالماً متناغماً بين شكل المعرض وموضوعه، فجاءت الألوان الحارّة والصارخة والواضحة والخطوط العمودية الرامزة في الدرجة الأولى إلى الصلابة والقوّة والجسارة في خدمة ثيمة المعرض الأثيرة «الرجل» المعروف بقدرته ومتانته وعناده.
ولكن بالرغم من قوّة الخطوط واستقامتها ووضوح الألوان وصراحتها ومع كلّ الدقة في رسم «رجال» اللوحات الذين يشبهون إلى حدّ ما المنحوتات الإغريقية لما في رسمهم من دقّة وتمعّن، إلاّ أنّ ثمة ريبة مجهولة المصدر تنبعث من لوحات ريم الجندي وقد يكون سببها ناتجاً عن تكثيف استخدام «الظلّ» إلى جانب الصورة الأصل وكذلك الفراغ الذي يستشعره الناظر إلى تلك اللوحات أو عن الرسم الضبابي لبعض الحيوانات البريّة ذات القرون والملائكة مثلّثة ومسدّسة الأجنحة.
وفي هذا الإطار تقول الرسّامة ريم الجندي إنّ «الموضوع هو حجة فحسب. واللوحة ملعب تختبئ فيه الأسرار. لا شيء يظهر كما هو...».