الدورة ال ٤٢ لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

سلمى المصري, المملكة العربية السعودية, وردة الجزائرية, أحلام مستغانمي, علوية صبح, جائزة نوبل للآداب, روسيا, رواية / قصة, جان ماري غوستاف لوكليزيو, ندوة , أنطون تشيكوف, معرض القاهرة الدولي للكتاب, معرض فرانكفورت, واسيني الأعرج, دار الآداب البيروتية, إ

15 فبراير 2010

في الدورة ال٤٢ لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، التي عُقدت بين ٢٨ كانون الثاني/يناير الماضي وحتى ١٣ شباط/فبراير الجاري، حلّت روسيا ضيف شرف، فاستعادت الذاكرة العربية حضوراً ثقافياً مميزاً ارتبط بزمن الاتحاد السوفيتي، الذي انهار في مستهل تسعينات القرن الماضي. وفي الوقت نفسه حافظت السعودية للعام الثامن على التوالي على المشاركة بأكبر جناح في المعرض، الذي يعد الأهم على مستوى العالم بعد معرض فرانكفورت. أما الجزائر فغابت رسمياً على خلفية التصعيد الإعلامي المتبادل مع مصر في أعقاب تأهل الأولى على حساب الثانية إلى نهائيات كأس العالم التي تستضيفها جنوب أفريقيا في حزيران/يونيو المقبل، وفي المقابل حضرت أعمال أحلام مستغانمي وواسيني الأعرج بقوة في أجنحة المعرض المختلفة وندواته.

حديث المصادرة الذي لا تمرّ دورة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب من دون طرحه، حتى ولو على سبيل لفت الأنظار، تطرق هذا العام إلى روايتين: الأولى هي «اسمه الغرام» للبنانية علوية صبح الصادرة عن دار «الآداب» البيروتية، وبدأ الكلام عن مصادرتها «لإفراطها في الجنس» قبل افتتاح المعرض ضمن الجدل الذي أثير حول أحقيتها من عدمه في أن تكون ضمن القائمة القصيرة لجائزة «البوكر» العربية. والثانية هي رواية الكاتب المصري النوبي إدريس علي «الزعيم يحلق شعره» الصادرة عن دار «وعد» في القاهرة، والتي تردد أنها صودرت لانتقادها النظام الليبي. من جانبها نفت إدارة المعرض مصادرة أي من الروايتين، على الأقل داخل أجنحته، بحسب تصريحات صحافية لنائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب حلمي النمنم. وكالعادة كان «المقهى الثقافي» الأنشط في استضافته ندوات متنوعة وأمسيات شعرية وموسيقية ضمن فعاليات المعرض، ونافسه «المقهى الثقافي النسائي» الذي استحدث هذا العام. وحظيت ليبيا بقدر كبير من الاهتمام من خلال ندوات عدة، بينها ندوة تحت عنوان «السيرة الهلالية من منظور مصري- ليبي»، وندوة عنوانها «شعراء السبعينات في مصر وليبيا».
في سياق الحضور الروسي لوحظ نفاد الأعمال الكاملة لدوستويفسكي من اليوم الأول، علماً أنها من ١٨ مجلداً بسعر خمسة جنيهات (أقل من دولار) للمجلد الواحد، وهي من منشورات الهيئة المصرية العامة للكتاب التي تعتبر أكبر دار نشر حكومية عربية، وتتولى تنظيم المعرض منذ العام ١٩٦٩. وفي الوقت نفسه حضرت أعمال كاتب روسي كبير آخر هو أنطون تشيكوف من خلال ندوة احتفت بمرور ١٥٠ عاماً على مولده.

المترجمة الجزائرية إيمان رياح، أكدت أنها ترفض تماماً المقاطعة بين مصر والجزائر، سواء على المستوى الثقافي أو في أي من المجالات الأخرى، مشيرة إلى أنها حزينة لعدم مشاركة الجزائر في واحد من أكبر الأحداث الثقافية في العالم العربي. وشاركت رياح في ندوة حول رواية «الحوت» للكاتب الفرنسي جان ماري غوستاف لوكليزيو الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، علماً أنها ترجمت الرواية نفسها إلى العربية ضمن «سلسلة الجوائز»، التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب. كما شاركت في ندوة أخرى حول ثلاثية «الكالياس» للروائي الغابوني جان ديفاسا نياما بعدما ترجمت الجزء الثالث منها إلى العربية تحت عنوان «صخب الميراث». ورأت رياح أنه من غير اللائق اختزال العلاقة بين شعبين عظيمين في مباراة كرة قدم، «فالثورة الجزائرية لم تقم إلا بمشاركة مصر، وكذلك ساعدت الجزائر مصر في حرب ١٩٧٣».
ومن بين الضيوف غير العرب الذين شاركوا في فعاليات المعرض الروائي البريطاني أندرو ميللر، وهو من جيل الثمانينات، وله العديد من الأعمال التي يغلب عليها الطابع التاريخي مثل روايته «كازانوفا» التي صدرت ترجمتها أيضاً في «سلسلة الجوائز» القاهرية، وهو أيضاً صاحب رواية «أوكسجين» التي أدرجت ضمن القائمة القصيرة للبوكر الدولية.

ويشار إلى أن الهيئة المصرية العامة للكتاب رفضت طلب عدد من الناشرين تمديد فترة انعقاد المعرض. وقال نائب رئيس الهيئة حلمي النمنم: «الرفض يرجع إلى أنه من المقرر أن يبدأ معرض الدار البيضاء بعد معرض القاهرة مباشرة»، وأوضح النمنم أن فكرة تمديد المعرض «لا تخدم أياً من دور النشر لا العربية ولا المصرية»، وأضاف: «إذا سرنا وراء طلبات الناشرين فلن نعقد المعرض أبداً أو سنعقده طوال العام، وهذا بالطبع مستحيل»، وأكد النمنم أن دور النشر المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب التي مثلت ٣٢ دولة وعرضت مليون كتاب لم تواجه أي عقبات، مشيراً إلى أن «حجم المبيعات أفضل بكثير من العام الماضي، وهذا دليل على أن توقيت المعرض الذي يواكب إجازة نصف العام الدراسي مناسب».
وعُقدت على هامش فعاليات المعرض انتخابات اتحاد الناشرين العرب، وبلغ عدد المرشحين ٢٣ مرشحاً تنافسوا على ١٣ مقعداً، ونجح كل من محمد عبد اللطيف وعاصم شلبي من مصر، ونبيل أبو حلتم وخالد البليسي من الأردن وبشار شبارو ومحمد بيضون من لبنان ومحمد الصباغي من سورية ووفاء كامل من السعودية وإبراهيم اليازجي من فلسطين، وسعود المنصور من الكويت وهيثم فاضل من المغرب، وعماد العزالي من تونس، فيما خسرت الجزائر مقعدين كانت تحتلهما في الدورة الماضية لحسان بن نعمان ومهند الجهمي، وكانا قد رشحا نفسيهما ولم يحضرا بعد أن احتكما إلى قرار وزارة الثقافة الجزائرية بعدم المشاركة في المعرض، رغم أن القانون واللوائح لا يمنعان ذلك، وبذلك احتفظت الجزائر بمقعد واحد لها في الاتحاد هو للناشر أحمد ماضي ضمن الأعضاء المعينين.