"الطلاق الرمضاني".. الصيام بريء منه

25 مايو 2018

سجلت في نهار اليوم الأول من شهر رمضان في الأردن واقعة طلاق تسبب بها كيلوغرام من القطايف، وشهدها جمهور من الناس، لم تشفع عيون الفضوليين والمتطفلين منهم في وقف الشجار بين الزوجين الذي تطور إلى وقوع الانفصال.

الزوجة التي رفض زوجها طلبها بشراء القطايف لأنها على موعد مع ضيوف بعد الإفطار، ألحت مرار وتكرارا لكنه رفض، بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام المتنوعة، ليصل الأمر بهم إلى نهايته الغريبة.

بعض متابعي "السوشال ميديا" والناشطين حملوا الصيام وزر الطلاق، لأن الزوج مضطرب غير متحكم بأعصابه بسبب الجوع والحر والصيام عن السجائر. وغرد "الجاسم" عبر حسابه في موقع "تويتر" قائلا إن "نقص النيكوتين مسوي شغل جامد في رمضان".

غير أن الحقيقة بخلاف ذلك. فهناك من سمع الزوجة أثناء الشجار وهي تقول: "شو الله جبرني واتجوزت واحد بخيل". هذه الكلمات جعلت فريقا آخر ممن استوقفتهم القصة يؤكدون أن الصيام بريء من التهمة المنسوبة إليه، وأن هناك أسبابا أخرى، لكن الصيام كان الضربة الأخيرة والقاضية التي طرحت زواجهم أرضا، وأردته قتيلا.  يقول عمار العلي في تعليق عبر حسابه الشخصي: "استفزتني كلمة (بسبب الصيام)، تتهمون رمضان والصيام لتبرير تصرفاتكم المتهورة، كان الأجدر أن تقولوا بسبب قلة الصبر، وانعدام الوعي وسرعة الانفعالات غير المسؤولة، وما ينتج عنها من قرارات غير حكيمة".              


وفي مصر الحال ليس أفضل. فقد تداولت مواقع إلكترونية عدة أن طلاقا وقع بسبب "عزومة رمضان"، حيث اتهم الزوج زوجته بالتقصير المفرط في إعداد وجبة الافطار لأهله، حيث صرح الزوج: "لم تعد طعام الإفطار، بعد أن قمت بعزومة أهلي، ولم تخبرني إلا قبل الافطار بدقائق أن أنبوبة البوتاجاز (الغاز) نفذت".

وفي إحدى دول الخليج أقدم رجل على تطليق زوجته، لأنها لم تقم بايقاظه لتناول وجبة السحور، وبعد مشادة كلامية طويلة تلفظ بالطلاق، وأنهى الجدل على طريقته البائسة. وقصة ثانية في الخليج أيضا في رمضان قبل سنوات، طلق فيها رجل زوجته بعد زواج دام سنوات عشر بسبب حشوة "السمبوسة". وفي تفاصيل القصة، بحسب ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي، أن الزوج أرادها محشوة بالجبنة، والزوجة أعدتها باللحمة، فكان الطلاق سيد الموقف. وفي تغريدة غاضبة على حساب "حنين" قالت: "لو الخبر صحيح، فالسبب تراكمات ومشاكل سابقة". وتغريدة ساخرة من عبدالرحمن: "وراء كل رجل عظيم سمبوسة".

قاضي القضاة يتدخل

هذه الحالات وغيرها حصلت وتحصل في دول عربية عديدة، ولا تقتصر على  بلد عربي دون آخر. 

المحامية الجزائرية نجاة بن عيساوي دعت أولا إلى ضبط النفس والمشاعر وتعود الصبر، وهي القيم الحقيقية والهدف من الصيام، ثم تحدثت عن الأسباب لمعظم حالات الطلاق التي تحدث في شهر رمضان قائلة إن "السمبوسة والسحور والقطايف والجوع كلها مسببات للطلاق في رمضان مضحكة وسخيفة، وبعضها يتم التراجع عنها واتمام الصلح". وتابعت بن عيساوي: "يبقى الأكيد أن الصوم لا يمكن أن يكون سوى النقطة التي تجعل الكيل يطفح ويفيض"، فهي تراكمات سابقة فجرها الجوع ونقص النيكوتين والكافيين في الجسم.                                                                                                                            

وفي فلسطين، لم يتردد قاضي القضاة محمود الهباش عن إصدار تعميم على المحاكم الشرعية، يتم بموجبه منع توثيق حالات الطلاق خلال شهر الصيام، وأرجع الهباش أسباب قراره، بحسب بيان صحافي نشرته صحف ومواقع فلسطينية وعربية عديدة، إلى الكثير من الحالات التي واجهتها المحاكم خلال الشهر في أعوام سابقة "إذ يتخذ بعض الأزواج قرارات سريعة وغير متزنة بسبب الصيام" كما وصفها الهباش، حيث يكون الصائم في حالة من عدم الاستقرار والعصبية، وأكد أنه سيتم تسجيل بعض حالات الطلاق "اذا اقتضت الضرورة".

نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية" بقلم حسام بركات