المرأة الحامل... هل عليها الصوم؟

25 مايو 2018

على رغم إباحة الدين الإسلامي إفطار المرأة الحامل في شهر رمضان، بخاصة إن كان الصيام يضر بصحتها أو صحة جنينها، إلا أن عددا من النسوة في العالم العربي يرفضن الإفطار، ويخالفن حتى أوامر الطبيب في ما يخص ذلك، خوفاً من تفويت أجر الصيام، بينما فئة أخرى ترفض الصوم على رغم أن صحتها وصحة الجنين جيدة، لكن تخوفها من تداعيات الصيام يدفعها إلى الإفطار طيلة الشهر.

هذه الإشكالية دفعت بعض الدول الإسلامية إلى تبني دراسات خاصة بمدى تأثير صوم المرأة الحامل على صحة الجنين خلال شهر رمضان، ومن بينها الدراسة التي احتضنتها جامعة "غارزيانتيب" التركية، التي أجريت على ما يقارب 42 امرأة حامل وصائمة، قابلتها 30 امرأة غير صائمة، جميعهن في منتصف حملهن، أي من الشهر الرابع إلى الشهر السادس.

هدفت الدراسة التي نشرت في دورية البحوث النسائية والتوليد، إلى قياس مدى تأثير الصيام على نساء حوامل صائمات ومفطرات، بعد نهاية شهر رمضان، حيث تم جمع عينات من دم كل فئة على حدة، لإجراء اختبارات تساعد على قياس توتر الأكسدة، الناتج عن تراكم المركبات الكيميائية المسببة لعدة أمراض. وخلصت الدراسة، إلى أنه بعد إجراء الاختبارات اللازمة على الأمهات الصائمات والمفطرات، لم يجد الباحثون أي تأثير كبير على تطور أو وزن الأجنة لدى الحوامل الصائمات، بالمقارنة مع الحوامل المفطرات.

لكن شرط الصوم في حالة الأم الحامل واضح، وهو أن تكون بصحة جيدة هي وجنينها، ويسمح لها الطبيب المشرف على حالتها بالصوم، بينما يمنع منعاً كلياً الصيام على المرأة التي يشكل الصوم خطر على صحتها وصحة جنينها، وعليها القضاء بعد الوضع.

ولا يعتبر صوم الحوامل موضوعاً يشغل أطباء التغذية والتوليد فحسب، بل انتقل جدال صوم الحامل إلى "السوشال ميديا" مع دخول شهر رمضان: هل يجب عليها الصيام على رغم  الرخصة الممنوحة لها في الإسلام، أم عليها الأخذ بالرخصة؟ 

معظم الآراء أجمعت على أن الإسلام منح رخصة للأم الحامل إذا كانت مريضة، أما غير ذلك فلا مانع من صيامها، لكن شريطة ألا ترهق نفسها وتلتزم بقدر كبير من الراحة، وأكل صحي ومغذٍ بعد الإفطار.


بينما خلصت آراء أخرى إلى أن صوم الأم يكون آمناً خلال الشطر الثاني من الحمل، أي ابتداء من الشهر الرابع، حيث تتعافى الأم من الوحام، وتستعيد شهيتها وقدرتها الجسمانية شيئاً فشيئاً، عكس الثلاث شهور الأولى التي تعاني فيها من الغثيان والقيء وانعدام الرغبة في الأكل.

الرأي نفسه تقاسمت الدكتورة رحاب عبد الله، استشارية أمراض النساء والتوليد، بأن الصيام لا يشكل خطراً على المرأة الحامل في الشطر الثاني من حملها، لكن عليها الاهتمام بشكل كبير بنظامها الغذائي، والحرص الكبير على تناول وجبة السحور وتأخيرها قدر المستطاع.

كما دعت استشارية النساء والتوليد، إلى تناول التمر بشكل يومي، لأنه يعوض السكريات التي تفقدها الأم خلال اليوم، إلى جانب معالجته للإمساك، وضرورة تناول الخضروات الطازجة والفواكه، والابتعاد عن الدهون والمخللات.  

نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية" بقلم هدى أمين