هفوات مضحكة وأخطاء مبكية مسلسلات رمضان

26 مايو 2018

كتب الزميل أمين حمادة في الشقيقة "الحياة" تحت عنوان "هفوات مضحكة وأخطاء مبكية على شاشة رمضان: من المبكر تقديم نقد فني للأعمال الدرامية المعروضة في شهر رمضان، وإلا كان الأمر سفسطةً شخصية قاصرة ولا مهنية. حتى الرأي سيكون مستعجلاً أقرب إلى «التصفيق» أو «التخريب»، ولو أن مطلقيه «ستروه» في خانة «الانطباع الأولي». ولكن الأخطاء لا تنتظر إذا برزت ملموسةً باكراً. بعضها ربما يسببها الضغط الكبير الذي يؤدي اليه استمرار عدد كبير من المسلسلات بعمليات التصوير بالتزامن مع عمليات المنتجة والعرض. ويتصيد المشاهد الكثير من الأخطاء التي لم تميز بين أعمال درامية مصرية وسورية ولبنانية وخليجية، لكنها تختلف بين Faux raccord، هفوات في الديكور او ادوات الشكل الخاصة بالشخصية، وسقطات إخراجية ودرامية وتقنية، لتصل إلى ما يشبه الاحتيال، بخاصة في إخفاء مصادر الأعمال المقتبسة. 

يلجأ صناع الأعمال الى الرسومات التقنية (Graphics)، في معرض تنفيذ مشاهد مستحيلة أو صعبة او خطرة، وأيضاً بسبب تكاليف الإنتاج العالية، على رغم «تبجح» بعض الشركات بضخامة الإنتاج. في المشاهد الأولى من مسلسل «الواق واق» (ممدوح حمادة/ الليث حجّو)، يتم الاعتماد على هذه التقنية في تصوير غرق السفينة، من دون مواءمتها مع متطلبات المشهد الحركية، فيقع الفارق الكبير مع التمثيل الشخصي. مثلاً، البحر يتلاعب بالسفينة فتضرب أمواجه متنها وجسمها، بينما الماء المتساقط في المشاهد المصوّرة لا يتعدى حجم المطر. وفي بداية مسلسل «تانغو» (إياد ابو الشامات/ رامي حنّا)، يُبنى مشهد انقلاب السيارة بـ «عامر» وفرح» على الـ «غرافيكس»، في لقطات ضعيفة تقنياً وغير مقنعة حتى لطفل صغير، بخاصة أن مسلسل «رحيم» (محمد اسماعيل امين ومحمد جلال/ محمد سلامة) يشهد في حلقته الأولى انقلاب سيارة بطل العمل في مشهد واقعي مماثل، يفقد المسلسل الأول أي قيمة تعبيرية. في هذا الجانب، على الأرجح كان من الأجدى تخطي هذه المشاهد والابتعاد من التقنية إلى حين إتقانها، في بعض الأحيان «العمى أحلى من الكحل».

وفي «تانغو» أيضاً، يوضح الكاتب ابو الشامات أن العمل مقتبس من عمل أرجنتيني، لكنه يشدد أن الإقتباس ينتهي بدءاً من الحلقة السابعة قائلاً في منشور عبر حسابه في موقع «فايسبوك»: «تم الانطلاق من عمل أرجنتيني (...) انطلقنا بالكتابة من فرضية الخيانة التي تحصل بين الأزواج الأربعة من النص الأصلي (...) ولجأت إلى التأليف بالكامل اعتباراً من الحلقة السابعة وتم تغيير مصائر الشخصيات وطبيعتها والحكاية بالكامل». ويوضح: «في بداية التجربة كان يفترض أن يوضع اسمي تحت عنوان سيناريو وحوار وربما مضافاً إليه مهمة ثالثة هي الاقتباس لكن المخرج والشركة ومن دون طلب مني قررا إضافة صفة المؤلف بعد معاينتهما لواقع الحال وكيف تغيرت طبيعة المهمة المفترضة التي انطلقنا منها». انتهاء الاقتباس عند حلقة معينة لا يلغيه، ولا يضيف صفة التأليف اللائقة بعمل أصلي، والأهم انه لا يلغي أيضاً الجودة الدرامية في العمل عينه، وإسقاطه بواقعية على البيئة المحلية.

ولم تسلم أعمال لبنانية وسورية أخرى من بعض الأخطاء البسيطة، مثل «الهيبة – العودة» (هوزان عكّو- باسم السلكا/ سامر البرقاوي)، يسمع المشاهد غناء نانسي عجرم في أحد الإعلانات المصورة منذ شهور قليلة، بينما تحصل الأحداث قبل عام 2014.

وفي مصر، حيث تتجه معظم الأعمال الى دائرة الحركة والـ»أكشن» والبطل الأول والخارق، يقع الجزء الثاني من «كلبش» (يوسف حسن يوسف وباهر دويدار/بيتر ميمي) في أخطاء بالجملة، من أبرزها تضمين مقطوعة من مسلسل «لعبة العروش»، في الموسيقى التصويرية خلال الحلقة الخامسة، وفي الثامنة «ليلى» تنادي «عمر» بينما الشخصية اسمها «حسام». ويثير مسلسل «نسر الصعيد» (محمد عبد المعطي/ ياسر سامي) سخرية واسعة عبر شبكات التواصل الإجتماعي، بعد ظهور «زين القناوي» في بعض مشاهد المسلسل بشامة قرب شاربه من الناحية اليمنى، بينما تختفي في مشاهد أخرى. وتجري أحداث الحلقة الأولى في عام 1998، بينما يلعب طفل بكرة قدم من صنع عام 2010. والخطأ الأكثر استغراباً، يبرز في مشهد قفز رمضان الى نهر النيل من على أحد الجسور، ظهور جمهور من العامة يتفرجون على عملية التصوير من مسافة قريبة. لا بد هنا من الإشارة إلى تشابه العمل بمسلسل «الأسطورة» للممثل والكاتب والمخرج ذاتهم، من جهة أداء رمضان شخصيتين ووقوعه في حب امرأة من طبقة أعلى، الى جانب التشابه في الحوارات والسيناريو والإخراج.

وفي مسلسل «بالحجم العائلي» (محمد رجاء/ هالة خليل)، يظهر نادر التركي حليق اللحية قبل نزوله من فوق إحدى الهضاب، ليظهر بلحية طويلة عند وصوله.

وأخيراً، تنال الأعمال الخليجية نصيبها من الأخطاء، كظهور ضابط برتبة مقدم، واضعاً شارته رأساً على عقب في مسلسل «شير شات» (علاء حمزة/ عمر الديني).