Home Page

طلال طعمة رئيس تحرير مجلة 'زهرة الخليج'

مقابلة, ملحم بركات, محمد عبده, زهرة الخليج, موقع / مواقع إلكترونية, قناة أبو ظبي الإمارات, طلال طعمة

23 مارس 2010

«زهرة الخليج» هي دون شك مجلة رائدة خليجياً وعربياً وتعدّ من أبرز المجلات النسائية والفنية المتخصصة منذ أكثر من ثلاثين عاماً. يرأس تحريرها الدكتور طلال طعمة منذ حوالي عشر سنوات، ويقول إن المجلة شهدت تطوراً كبيراً على مرّ السنوات وأصبحت تحتلّ موقعاً متقدماً جداً في أكثر من بلد، رغم أنه لا يحب التحدث كثيراً عن نفسه وإنجازاته. في زيارته الأخيرة لبيروت، إلتقيناه في هذا الحوار الخاص.


- تعدّ مجلة «زهرة الخليج» من المجلات النسائية الرائدة خليجياً وعربياً. بعد مرور ٣١ عاماً على تأسيسها كيف تقيّم وضعها اليوم في ظلّ التطويرات الكثيرة التي شهدتها؟
إحتفلنا العام بمرور ٣٠ عاماً على تأسيس مجلة «زهرة الخليج»، ولهذه المناسبة أجرينا تطويراً مهماً جداً في المجلة لناحية الشكل أو الإخراج الفني، فضلاً عن إضافات عديدة لناحية المضمون. أنا موجود في «زهرة الخليج» منذ عشر سنوات تقريباً وقد توليّت المسؤولية من خلال عمليتي تطوير كبيرتين. لا أحب التحدّث كثيراً عن نفسي، لكن أعتقد أن المجلة استطاعت منذ عشر سنوات وحتى اليوم أن تتبوأ موقعاً مهماً ومميزاً جداً في السوق العربية، كما أنها احتلّت الموقع الأول في أسواق كثيرة، وهذا بشهادة الشركات المتخصصة. هذا الموقع المتقدّم للمجلة لم يحصل نتيجة صدفة طبعاً ولا بين ليلة وضحاها، بل نتيجة تراكم السنوات والنجاح المستمّر يوماً بعد يوم.

- تحدثت عن عمليتي تطوير، هل لنا أن نعرف ما هما؟
العملية الأولى كانت عندما غيّرنا شكل المجلة بشكل جذري، وغيّرنا اللوغو (شعار المجلة)، كما أن روح المجلة تغيّرت. وفي العام الماضي أجرينا أيضاً تعديلات ملحوظة على الإخراج الفني، وإضافة بعض الأبواب الجديدة. هذا التغيير أنا أسمّيه تحديثاً لأن شكل المجلة صار أحسن ومريحاً أكثر للنظر.

- بالنسبة الى التبويب، ما هي المّدة التي يُسمح فيها للمجلة بتغيير أبوابها؟ بمعنى أنه هل يجوز أن نغيّر كل فترة وأخرى الأبواب الثابتة التي اعتاد عليها القارئ؟
لست من أنصار التغييرات المتلاحقة والمتقاربة في أبواب المجلة. لأن القارئ بالفعل يعتاد على شكل معين يراه أسبوعياً في مجلة يطالعها باستمرار، فإن سمحنا بتغييرات متلاحقة وفي فترات متقاربة سيضيع دون شك. التغييرات مطلوبة لكن في فترات متباعدة نسبياً. وهي دون شك مطلوبة في كلّ مرة نشعر أن هناك ضرورة لذلك لمواكبة تغييرات السوق. فلا نستطيع أن نحافظ على شكل معين في الإخراج بينما تقنيات الإخراج تشهد تطوراً في أماكن أخرى... كما أنه ليس سليماً أن نقيم هذه التعديلات والتغييرات كل سنة مثلاً. هناك مجلات إعتمدت هذا المبدأ، لكن هذا دليل على وجود مشكلة، وكأن هناك أخطاء نريد تصليحها أو محاولات للبحث عن حلول لمشكلة معينة بينما يمكن أن تكون المشكلة في مكان آخر. مطلوب أن نتطوّر باستمرار لكن لا بدّ من الحفاظ على بعض الثوابت كي يكون هناك بمثابة خريطة أمام القارئ يقرأ من خلالها المجلة.

- معروف أن اليوم هو عصر الإنترنت، وأغلب الإعلاميين يقولون أنه لم يعد هناك ما يُعرف بالسبق الصحفي في المجلات بسبب الإنترنت وسرعة انتشار الخبر، أي أن الإنترنت هي التي صارت دائماً تسبق المجلة. ما رأيك؟
هذا صحيح، لكن مما لا شكّ فيه أن هناك خصوصية معينة للعالم العربي، بمعنى أن التغييرات لدينا أبطأ مما هي عليه في أماكن أخرى. لا شكّ أن الإنترنت يتطوّر بشكل سريع لكنه لم يصل إلى مرحلة تهديد الصحافة المكتوبة. لكن ما حصل أن الإنترنت أثّر على طريقة طرح المواضيع في المجلات وكيفيّة معالجتها بما أن الخبر يكون قد انتشر إلى حين طبع المجلة وصدورها. أعود وأقول أن الإنترنت أثّر دون شك لكنه لم يلغ دور المجلات، كما أن المجلات ولمواكبة هذه التطورات صارت تكمّل هذا النقص من خلال مواقع خاصة بها على الإنترنت. ونحن في «زهرة الخليج» سنطلق قريباً الموقع الجديد الخاص بالمجلة وسيكون باسم «أنا زهرة»، لكنه سيكون ضخماً جداً وشاملاً لأمور كثيرة.

- ولماذا ليس اسمه «زهرة الخليج» كما هي المجلة؟
رغبنا أن نكون أكثر قرباً للمستخدمين من خلال الخصوصية والقول «أنا».

- هل تأثرت نسبة قراءة المجلات وحجم شرائها بسبب الإقبال الكثيف على مواقع الإنترنت؟
لم ألاحظ هذا الأمر صراحة. دون شك هناك إقبال على الإنترنت، لكنه إقبال على أمور معينة. بالفعل الإنترنت لم تصل بعد إلى مرحلة التهديد الحقيقي للصحافة المكتوبة أو دفعها إلى القلق. هناك عادات معينة لدى القارئ العربي تحتاج إلى وقت كي تتغير وهي تتغير في شكل أبطأ من أماكن أخرى، كما ان علاقتنا أصلاً بالإنترنت ليست متطورة كما في الخارج. هي مسألة الإعتياد، فهناك سيدات مثلاً اعتدن على مطالعة مجلة معينة كل أسبوع، ليس من السهل أن يتخلين عن هذه العادة ويلجأن إلى الإنترنت.

- هناك برنامج يُعرض على شاشة «أبو ظبي» بعنوان «زهرة الخليج» وهو خاص بمجلتكم. ماذا عنه؟ وما هي أهميته للمجلة؟
هو مكمّل لدور المجلة وقد حرصنا على ألاّ يكون نسخة طبق الأصل عن المجلة. لأنه لو كان كذلك، لن يخدم نفسه ولن يخدم المجلة أيضاً. يجب أن يكون البرنامج مكمّلاً للمجلة وليس نسخة طبق الأصل عنها. هناك مواضيع معينة يمكن أن نخدمها في التلفزيون أكثر من خلال طريقة تصويرها مثلاً أو أنه لم يتم تناولها في المجلة بشكل موسّع. كما أن هناك أشخاصا ربما لا يطالعون المجلات، فيكون البرنامج مخصصاً لهم، إضافة إلى إعلان مستمر للمجلة على المجلة. لهذا أقول أن دور البرنامج هو مكمّل للمجلة.

- نلاحظ في «زهرة الخليج» كما مختلف المجلات النسائية، أن الجزء الأكبر من الصفحات مخصص للمواضيع النسائية بينما الأغلفة هي دائماً لفنانين رغم أن عدد الصفحات الفنية قليل نسبياً. لماذا؟
هذا صحيح، لكن كما هو معروف إن الغلاف هو عامل جذب للقارئ، وهذا يحصل من خلال المشاهير الذين هم طبعاً نجوم ونجمات الغناء والتمثيل الخ... القارئ يهتم بالوجه الذي يعرفه ويتابع حواراته وأخباره. الغلاف الجميل يدخل في العملية التسويقية التي نحتاجها. رغم أن المحتوى الأكبر هو للمواضيع الجادة والإجتماعية أو الصحية والثقافية، لكننا نقدمها للقارئ من خلال قالب جميل، وهذا ليس عيباً. كما أن هذه الظاهرة موجودة عالمياً وليس فقط في المجلات العربية.

- من يتابع أخبار الوسط الفني يلاحظ باستمرار أن عدداً كبيراً من الفنانين يصرّحون بأمور معينة ثم ينفون ذلك إن تسبب الأمر بخلاف مع أحد أو لأي سبب آخر. ودون شك حصل هذا مرات كثيرة مع «زهرة الخليج» كان آخرها مثلاً خلاف ملحم بركات ومحمد عبده بسبب تصريح الأخير في مجلتكم. كيف تتعاملون مع هذه المسائل لناحية مصداقية المجلة؟
إن الصفحات الفنية رغم كونها الأقل في المجلة، لكنها دون شك صفحات متميّزة لأن فيها حركة معينة نطرح من خلالها قضايا ساخنة. هذه القضايا طبعاً تثير أقاويل معينة وتحدث ضجة. وبالفعل هذا الأمر يحصل كثيراً معنا ومع سوانا. فأحياناً يصرّح الفنان بأمر معين ثم يتراجع أو يلوم نفسه لأنه ربما لم يتوقّع أن يحدث هذا التصريح كل هذه الضجة، فيجد أنه تسرّع لهذا يقول «أنا لم أصرّح بكذا» وغالباً ما يقولون أن الصحافي هو من اخترع أو فبرك الحوار. يلوموننا أحياناً على نشر تصريحات معينة، ويعتبون على اعتبار أنه لم يكن من الضروري نشر الكلام كما ورد. لكن نحن مجلة لها مصداقية ولا نخترع، كما أن هدفنا ليس التسبب بقطيعة بين الفنانين أو الخلافات والدعاوى القضائية بينهم. لكن هذا ما يحصل، مع التأكيد أننا لعبنا في الوقت ذاته دوراً إيجابياً في الصلح بين الفنانين محمد عبده وملحم بركات.

- هناك فنانون يقاطعون المجلة بسبب نشر أخبار معينة أو حوارات ساخنة، ثم يتراجعون؟
(يضحك) صحيح وهذا يحصل كثيراً. يزعل الفنان أو يغضب بسبب خبر، أو حتى أن هناك من يزعل إن نشرنا تصريحاً عل لسان فنان آخر يهاجمه فيه، بينما هذا ليس ذنبنا أساساً. هذا الزعل وصل في مرات عديدة إلى إقامة دعاوى علينا، لكننا تمكنا من حلّ الأمور. وهم في النهاية يعودون لأنهم يحتاجون إلى الإعلام، كما أنهم يحتاجون إلى موقع مهم يطلّون من خلاله. الفنان دون إعلام هو فنان ناقص، لأنه يتواصل مع جمهوره من خلال الصحافة. الفنان ليس غبياً كي يقاطع مجلة معينة بشكل نهائي، خصوصاً إن كانت تمتلك موقعاً مهماً ومتميزاً.