رُبى محيسن.. الناشطة التي آمنت بشعار "لا مرأة..لا سلام"

28 مايو 2018

"العمل مع النساء لم يكن خياراً بل كان واقعاً، فالنساء السوريات اللاجئات كن من يعيل أسرهن في مدن الانتشار. وأنا أثق بمبدأ شعار "لا مرأة، لا سلام" على الأرض، من هنا بدأت مبادراتنا لتمكين النساء في خلق بيئة إيجابية للعائلة والوطن"، تقول الدكتورة رُبى محيسن، وهي خبيرة اقتصاد وناشطة محترفة.
رانيا برو


برزت أعمال الدكتورة محيسن مع انطلاق شرارة الحرب السورية، وهي مؤسسة ومديرة "سوا" للتنمية والمساعدات، إحدى منظمات المجتمع المدني التي تدعم اللاجئين السوريين في لبنان، ومؤسسة "سوا" في المملكة المتحدة، التي تدعم المهاجرين القسريين في أوروبا والشرق الأوسط.
وتشغل الدكتورة محيسن عضوية لجنة الحوار التي ترعاها الأمم المتحدة، ومهمتها الجمع بين المرأة السورية وصانعي السياسات الدولية لمناقشة العمل الإنساني والإيواء والسلام، الذي عقد على هامش مؤتمر سورية في العام 2018 في بروكسل.
تروي محيسن لموقع "الأمم المتحدة للمرأة" أنه "في العام 2011، سمعت عن عائلات اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى لبنان. فبدأنا العمل أولاً كمبادرة، ثم انتهى بنا المطاف إلى أن نكون منظمة. العمل مع النساء لم يكن خياراً، كان أمراً عضوياً خلقته البيئة التي تواجهنا معها. في أغلب مربعات عملنا هناك، كانت المرأة هي رب الأسرة. عندما ذهبنا إلى مخيمات اللاجئين، كانت النساء هن اللواتي يبادرن بأفكار ومشاريع. هكذا كنا نطور برامج موجهة للنساء، وجاءت جميع برامجنا ومناهجنا في العمل متوافقة مع مطالبهن واحتياجاتهن".


لا مرأة لا سلام
تعتقد محيسن، وهي واحدة من آلاف الناشطات اللواتي كرسن عملهن للعمل الاجتماعي، أن المرأة السورية يجب أن يكون لها دور مركزي في معالجة جميع جوانب الصراع، حيث إن ربط النساء بعملية السلام، أمر حتمي، لأن النساء يلعبن دوراً مركزياً في جميع المراحل، من القتال من أجل حقوقهن خلال الحرب، إلى الحفاظ على ترابط الأسرة أثناء النزوح. فطوال الطريق القاسي تكون المرأة هي العمود الأساسي الفاعل في الاستقرار.
أنا أتفق كثيراً مع شعار: لا مرأة لا سلام، لأنه في المجتمع السوري على وجه التحديد، المرأة هي العمود الفقري للعائلة، وهي قلب المجتمع. لهذا وضعت في طليعة هذه المعركة ومنحت مركز الصدارة في المشاركة المجتمعية". تقول محيسن.
عملها النشيط بين صفوف اللاجئين أهلّها في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016 لنيل جائزة وزارة الخارجية البريطانية "مارش 2016" لصناعة السلام، وذلك بسبب عملها من خلال منظمتها "سوا للتنمية والإغاثة" لمساعدة اللاجئين السوريين في لبنان.
وهي حائزة على بكالوريوس في الاقتصاد من الجامعة الأميركية في بيروت، وماجستير في التنمية الاقتصادية، ودكتوراه في الشؤون الاقتصادية من جامعة Soas في لندن.


تنمية شاملة
يقوم عمل رُبى، الذي بدأ في مجال الإغاثة في المراحل الأولى، على تعزيز التعليم واستمراريته بين نساء وأطفال اللاجئين، ثم تعزيز مفهوم التنمية الشاملة التي تطال الأفراد والمجتمعات، عبر تقديم برامج الدعم النفسي والاجتماعي والروحي، والذي يعزز التماسك بين أبناء المجتمع اللاجئ رغم الاختلافات، وبين المجتمعات الأخرى. وكذلك تعزيز الحس الثقافي والفني الذي يُبعد اللاجئين عن أجواء الحرب من خلال تفعيل العلاقة مع الموسيقى والفنون والرياضة والطبيعة، وتعزيز برنامج "جسور" الذي يعيد تأهيل المنقطعين عن التعليم للدخول إلى المدارس الرسمية، أو التوجه نحو التدريب المهني.
وفي حين تشدد رُبى على أهمية تمكين وإيواء المرأة السورية ودعمها في اكتساب المهارات التي تحتاجها لتكون وكيلة مستقلة لعائلتها، لكنها تؤكد من ناحية أخرى أنه "يجب على صانعي السياسة التركيز على إنهاء الحرب. فإذا انتهت الحرب، سيكون بمقدورهم تحسين حياة كل فرد، بما في ذلك حياة النساء".

السلام والعيش بكرامة هو جل ما تحتاجه المرأة ومن خلفها المجتمعات بأكملها، وفي هذه المسيرة الطويلة ثمة وجوه تنشر الأمل وتضيء بقعة ضوء أمام درب المتعثرين.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"