Home Page

'مصطفى الملاعب' مصطفى الآغا في حوار رياضي صريح

برنامج ترفيهي تلفزيوني, قناة ام.بي.سي, تامر عبد المنعم, برنامج ألعاب تلفزيوني, برنامج تحدي وإثارة ومغامرات تلفزيوني, مصطفى الآغا, مي الخطيب, محمد الشهيري, وليد جاسم, مذيع رياضي, برنامج رياضي تلفزيوني, برنامج منوعات تلفزيوني, برنامج إجتماعي تلفزيوني

29 مارس 2010

فرض نفسه بفعل ابتسامته التي لا تفارق وجهه وتعليقاته في إطار من التناغم الواضح مع فريق عمله داخل الأستوديو وخارجه، ليكون المذيع الرياضي الذي نجح عبر برنامجه «صدى الملاعب» على شاشة «أم بي سي» وعلى مدار أكثر من أربع سنوات في أن يقدم وجبة رياضية منوعة، وبنسبة مشاهدة تعد الأعلى عربياً.
مصطفى الآغاأو «مصطفى الملاعب» أو «صدى الملاعب»، ثلاثية اقترنت بالمعزوفة التي تقدم مساء كل يوم على شاشة «أم بي سي»، ومن خلالها نجح مصطفى الآغا في أن يدخل كل بيت عربي، خاصة ان مشاهدي برنامجه في السعودية ألفوا أغنية باسمه واسم برنامجه.
«الشاشة الأحلى والأجمل والأمثل»، و«ألف مليون تريليون ديزليون مبروك»، وغيرهما من التعليقات ينتظرها مشاهدو البرنامج مساء كل يوم، كما ينتظرون ما دأب الآغا في الخروج عليه من المألوف، فتارة يغادر موقع المحاور إلى موقع الضيف، ليجعل الناقد الرياضي لدقائق يتولى إدارة دفة الحوار، وتارة أخرى» يحتفل على الهواء بعيد ظهور البرنامج أو ميلاد واحد من طاقم العمل ممن هم خلف الكاميرات.
وقد يكون الإعلامي العربي الوحيد الذي يحرص دائماً على تكريم فريق عمله من المراسلين والمصورين وغيرهم ليضعهم في دائرة الضوء معه وأمام الكاميرا وليس خلفها.  داخل أستوديو «صدى الملاعب» في مبنى «أم بي سي» في دبي، جلسنا على كرسيه الأحمر، وجلس الآغا هذه المرة في موقع الضيف ليجيب عن أسئلة «لها».

- في كلمات سريعة جداً من هو مصطفى الآغا؟
هذا السؤال يحتاج الى صفحات طويلة. بكل بساطة مصطفى الآغا يشبه العالم كله ولا يشبهه أحد، أنا إنسان بسيط بل أقل من بسيط،أعتبر نفسي مجتهداً، وعملي يأتي في المقام الأول في حياتي. مهنتي هواية أكثر من احتراف، مهنة إنسان قريب من الناس لأني أحب كل الناس، حتى من يشتمونني منهم خلال البرنامج.

- الحالة الاجتماعية والأبناء؟
متزوج من إعلامية مذيعة هي مي الخطيب، إبني كرم وابنتي ناتالي يمثلان كل حياتي رغم أن الضحية الأولى لعملي هي البيت. وأعتقد أنه إذا حدث وابتعدت عن العمل الإعلامي أو شيء منعني عن العمل وعن «صدى الملاعب» فستكون الأسرة هي السبب لإحساسي الدائم بالتقصير معهم.أحكي لكم بألم لأنهم دفعوا ويدفعون الثمن غالياً. أعمل أحياناً ٢٠ ساعة يومياً على مدار الأسبوع، أنام في السادسة صباحاً وأستيقظ الساعة الأولى بعد الظهر ليبدأ يومي في العمل أحياناً دون أن أتناول وجبة واحدة معهم.

ابني كرم عمره ٧ سنوات ونصف وهو مثلي من مواليد برج الجوزاء، وناتالي عمرها عام وشهور وهي تجعلني أعيش لحظة حنان وعشق، ولكن في الوقت نفسه تسبب لي الألم في كل لحظة أكون بعيداً عنها. وزوجتي تتهمني بأني لا أعطي كرم الاهتمام نفسه الذي أعطيه لناتالي. وأضطر بسبب افتقادي لهما لإحضارهما أحياناً معي إلى الأستوديو... كرم لا يشبهني إلا في أشياء قليلة، هو مثلي ليس لديه أصدقاء ومتفرد، وبالفعل ليس عندي -  أنا مصطفى الآغا الذي أتمتع «بفضل الله» بحب ١٠٠ مليون مشاهد وأكثر -  أصدقاء سوى صديق وزميل واحد. ابني لا يحب الخروج من البيت ولا يأكل اللحم كثيراً مثلي، بسيط مثلي ولا يمارس الرياضة، ويختلف عني في انه لا يتقدم نحو الآخر ليعرفه.

- أين حكمة المحترف في التوفيق بين الأسرة والعمل؟
أيامي متشابهة وروتينية للغاية. برنامج «صدى الملاعب» يعرض الساعة الأولى والنصف صباحاً، ولكني ومنذ الظهيرة أبدأ العمل بحكم ضرورة متابعة كل الصحف والمجلات ووكالات الأنباء. لا بد أن أرى وأن اقرأ لأني أقدم الدوري الليبي والبحريني والتونسي وكل الدوريات العربية، وليس برنامجاً حوارياً. ثم أني اكتب في أكثر من عشر مطبوعات عربية بشكل أسبوعي مثل «الإتحاد» الإماراتية و«الشرق الأوسط» و«الرياضية» السعودية و«الحياة»، و«الكورة وبس» في عمان، و«إستاد الدوحة» القطرية، و«تشرين» السورية، ومجلة «هيا»  MBC.
لا بد من التفكير بشكل متروٍ في ما ستكتبه، و لابد أن ترى وأن تقرأ.
فهل لديّ وقت لهذا ؟ بينما ابني يذهب إلى مدرسته في الصباح ويعود الساعة ٤ عصراً، وهو موعد عودة زوجتي. وأحياناً أمضي معهم ساعة واحدة فقط وأخرج الساعة الخامسة للإعداد لحلقة اليوم. وفي أحيان كثيرة دون أجازات أسبوعية كما حدث أيام كأس الأمم الإفريقية الأخيرة في أنغولا.
ومثل هذه البطولات تتكرر كثيراً على مدار العام. حتى الدعوات لتكريمي لا أجد وقتاً لتلبيتها رغم أنها إنجاز حياتي ودليل نجاحي. كان عندي تكريم في ليبيا من كبار الشخصيات هناك، ولم أتمكن من الذهاب، وكذلك في قطر. كما دعيت الى مباراة ليفربول وفيورنتينا من جانب رئيس نادي ليفربول، الى جانب تكريمي كواحد من أفضل عشرة إعلاميين في العالم . ولم يسعفني الحظ والوقت لتلبية عشرات الدعوات والتكريمات.

- أنت تشارك في مباراة فيها الفوز والخسارة معاً؟
أشعر بالألم بسبب انشغالي عن أسرتي، ولكني  سعيد بالنجاح كوني كمذيع رياضي أحدث الفارق. وقد كرمني مجلس العمل السوري كإعلامي ولم أكرم كمذيع رياضي، وتنافست مع صحافيين وكتاب كبار وليس مع رياضيين وهذا يعني لي الكثير. والدليل أني قدمت برنامج منوعات «ويب أوت» مع الفنان المصري تامرعبد المنعم وبرنامج «طرائف وابتسامات» وبرنامج «عيدكم مبارك يا عرب». ولنقل أن كل أنواع الإعلام الموجودة في الكرة الأرضية عملت فيها، من تعليق إلى تحليل وتقارير صحافية ومراقب ومترجم ومذيع وصحافي وغيره، أي كل شيء له علاقة بالإعلام أنا اشتغلت فيه.

تشكيل الفريق
- التشكيل الإعلامي الأمثل لخوض مباراة دولية في كرة القدم وفق اختيارك ومعارفك؟
حسب رؤيتي ومعارفي يكون التشكيل على النحو الآتي: في حراسة المرمى مصطفى الآغا كوني كنت حارساً للمرمى في كرة اليد وكرة القدم. وفي الدفاع يحتاج الأمر الى بنية قوية وأوزان والبداية مع تركي الدخيل (ما شاء الله عليه) لديه بنيه قوية، ويعقوب الساعدي  ويزيد مواقي وروؤف خليف، كلهم أوزان وبنية يحتاجها الدفاع.أما خط الوسط الذي يحتاج الى ذكاء وخبرة فيتكون من عدنان حمد الحمادي لانه «ثعلب» وعنده ذكاء، والىجانبه عصام الشوالي وجلال شهده ووليد الفراج رجل محترم ولديه ذكاء كبير. أما في خط الهجوم فرأسا الحربة هما جورج قرداحي «كابتن الفريق» ومحمود سعد المهاجم الخطير.


الشوط الأول
- عمر برنامج «صدى الملاعب»؟
هذا البرنامج مولود سابق للزميلين محمد الشهيري ووليد جاسم وكان يحمل الاسم نفسه، وكان خاصاً بالدوري السعودي. أما مولودنا الذي أصبح شاباً اليوم فقد تشكل في كأس العالم عام ٢٠٠٦ تحت اسم «أصداء كاس العالم». وقد أحب الناس وإدارة «أم بي سي» البرنامج وردود الفعل حوله بسبب نسبة المشاهدة العالية، ثم خرجنا باسم «المحطة الرياضية»، وعدنا من جديد إلى مسمي «صدى الملاعب» بالتحديد في  ٢٨ تشرين الأول/ اكتوبر ٢٠٠٦.

- عدد الحلقات التي نعتبرها مباريات؟
 «صدى الملاعب» برنامج يومي، ويمكن ان تعد عدد حلقاته منذ تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٠٦. وأحيانا كنا نقدم البرنامج مرتين في اليوم، ويمكن أن تقول إننا تجاوزنا ١٥٠٠ حلقة.

- أسباب الفوز أو وصفة النجاح؟
أول شيء الإخلاص في العمل، وثاني شيء البساطة، وثالث شيء الإتقان في العمل، ورابع جزء وهو الأهم العفوية، لأننا وبكل بساطة كفريق عمل «عفويون» ولا نتصنع، بل أصبحنا نموذجاً ومثالاً لبرامج كثيرة تقدم على شاشات أخرى. فهذا أنا، وهذا شكل البرنامج، وهذه القناة. لا يوجد أي شيء مرتب أو معد بدقة وعلينا الالتزام به من ورق مكتوب، لأننا على الهواء. في الأمس القريب أحد الضيوف حضر وبصحبته أبنه، ومرة  جلس الناقد ضيف الحلقة في مقعدي وجلست مكانه. لا يوجد أي شيء مرتب، والأمور تأتي عفوية  لأننا لا نبحث عن الفرح، بل هو يأتي إلينا وأصبح سمة مميزة للبرنامج لإمتاع أنفسنا وإمتاع المشاهدين.

- هل تعتبر ذلك بمثابة شكل جديد للبرامج التلفزيونية؟
يبدو أن هناك شيئاً غائباً لأن بعض أخواننا يعتقدون أن الإثارة هي النجاح، والبعض الآخر يعتقد أن الثرثرة والصراخ هما الأفضل، وثمة فريق ثالث يري أن طريق النجاح يتمثل في اثنين يتشاجران! بينما نحن أثبتنا أن الفرح والمرح شعار لنا وأسلوب عملنا. على سبيل المثال المنتخب السعودي خسر كأس آسيا، وعملنا حفلة للمنتخب العراقي الفائز. مصر خسرت مع أميركا في كأس القارات، وكان ضيفنا في الأستوديو سعيداً بعطاء المنتخب المصري طوال البطولة، رغم حزنه على خسارة منتخب بلاده للمباراة، لكنه معنا كان سعيداً. لأننا نرى الرياضة بشكلها وتعريفها الحقيقي كرياضة ونشاط إنساني، لا كما يراها البعض كنشاط سياسي وآخرون يرونها نشاطاً تنفيسياً أو إلهاء عن المشاكل الاقتصادية...

المشجعون والنساء في المدرجات
- من الذي يشجع فريق «صدى الملاعب»؟
جمهورنا على امتداد الوطن العربي كله. يمكنكم رؤية «الإيميل» الخاص بي لتجدوا ما يزيد عن ٣٠ ألف رسالة في اليوم الواحد، الغريب أن بينها ما يقرب من ٢٦ ألف رسالة من نساء، بالطبع ليس لأني وسيم، خاصة اني «صاحب أكبر أنف عربي »، وقد كتب عن أنفي. لكن لأن العائلة بأكملها أصبحت من مشاهدي برنامجي، لأنه برنامج رياضي ومنوع. الفنان محمد عبده وصفه بانه « شو»، وأنا مع فنان العرب محمد عبده فلا يوجد مثله في العالم كله، لأني جبت العالم من الشمال إلى الجنوب ولم أشاهد مثله. حتى النجم الأرجنتيني دييغو مارادونا عندماقدم برنامج «اللاعب رقم ١٠» كان برنامج سهرة للمنوعات وليس رياضياً، لكن برنامجنا فيه الخبر والمعلومة واللقاء، وهناك مقابلات حصرية يندر أن تجدها في برامج أخرى.
برنامجنا هو الوحيد الذي التقى كريستيانو رونالدو وديدييه دروغبا وسيرغي برباتوف، والسير اليكس فيرغوسون، ومايكل شوماخر.  وعرضنا كؤوس العالم والخليج وكؤوس أوروبا. كان عندنا أكثر من ٨٠٪ من الفنانين العرب ضيوفاً وبمبادرة منهم، لأن «صدى الملاعب» برنامج يشاهده الكل من المحيط إلى الخليج وحتى خارج الوطن العربي. وأعتقد أن MBC هي فورمولا، و«صدى الملاعب » مثل الكنتاكي خلطة سرية.


خطة اللعب
- هل ان فريق عمل «صدى الملاعب» يتمتع بروح رياضية يصعب تكرارها في برامج أخرى؟
نحن في رأس الهرم لمفهومكم هذا، فنحن الوحيدون الذين نمتلك شبكة مراسلين كلهم من المشاهير،  وأنا حريص دائماً على أن أذكر أسماءهم وأعطيهم حقهم. وفي تغطيتنا لكأس آسيا أكدت أنه لو كان هناك نجم فهو مراسلنا في السعودية، وفي كاس الأمم الأفريقية الأخيرة في أنغولا قلت انه إذا كانت هناك نور مضيء في أنغولا فهي مراسلتنا في مصر. يعني كل واحد نعطيه حقه، ومعظم المراسلين أصبحوا في دائرة الضوء ونجوما، لأننا نؤمن بأهمية العمل كأسرة واحدة، وهذا إيماني الحقيقي. ولعلكم لاحظتم أني أول واحدموجود في العمل وآخر من يغادر. المبدع يكون لدية عقلية خاصة، نحن لدينا مجموعة مبدعين حاولنا أن نصهرهم معاً ليخرج ما ترونه على الشاشة. كل واحد له موال يغني عليه، لكن ضمن الإطار العام للبرنامج.

- ما دور الإعداد والمعسكرات في نجاح «صدى الملاعب»؟
أنا أؤمن بالمركزية واللامركزية رغم أنه من الصعب أنك تؤمن بالنقيضين في وقت واحد. المركزية أننا نظهر للشاشة لأن لدينا أكثر من ١٠٠ مليون مشاهد، ولا مجال للأجندات الجاهزة وإلا كنا صمتنا من زمان، رغم أنه وللأسف الإعلام فيه أجندات، فقد أبحرنا في أجندة مصر والجزائر كأننا أبحرنا في حقل من الألغام لأنك تتكلم ويتابعك ٨٥ مليون مصري و٣٥ مليون جزائري أي ١٢٠ مليون إنسان. ورغم ذلك خرجت من مصر بجائزة أفضل برنامج عربي، وبشخصية العام من الجزائر! أنت تعمل بالفعل وسط حقل ألغام كمحايد بين دولتين «شلخوا» بعضهما في وسائل الإعلام، ورغم ذلك الاثنتان أعطتاك جائزة. وهذا بالنسبة إلي كمصطفى الآغا أحسن شيء عملته في حياتي.

- هل تعتبرها حنكة إعلامية كحنكة حكم المباراة؟
أنا رجل مهتم بالسياسة وعملت كأستاذ جامعي.كما أن حياتي هي الأدب والثقافة، يعني قرأت منذ كان عمري ١٢ عاماً الأدب الروسي وتشربت الأدب الإنكليزي، ثم تخصصت في الأدب المقارن. لذا أنا أفهم نبض الشارع وكيف أتعامل معه. في برنامجي لا أخاف من أحد ولكني أمشي علي حد السيف، لأني لم أرتزق وأنا أعمل، فهذه المهنة بالنسبة إلي هواية حتى اليوم، وخلطة البرنامج هي شيء خاص به، وليس تقليداً أو استنساخا، بل بصمة في عالم الأعلام وباحترام.


التعليق على المباراة
- «الشاشة الأحلى والأجمل والأمثل». و«ألف تريليون وديزيليون مبروك» وغيرهما، كلمات تمثل أسلوباً جديداً في التعليق الرياضي؟
والله العظيم كلها عفوية، أنا لا أعرف حتى اليوم من أين أتيت بهذه الكلمات. عقلي لا يعرف إلا المليون فقط، وبالكاد أعرف إن التريليون هو ألف مليون، ولا أعرف ماذا يعني «الديزليون»؟ ولكن وسط حالة الفرح التي يتميز بها البرنامج خرجت مني كلمة ديزليون كمفردة جديدة. أي شيء غير عفوي  لن ينجح ولكن بحسابات وخبرة، لأنك أحياناً تخونك برامج الهواء، كما أنك أمام ضيف يمكن أن يتفوه بكلمة قد تؤدي الى مصيبة.  

الاحتراف
- ردود فعلك الكوميدية والسريعة ترشحك لتقديم برنامج كوميدي؟
بالعكس أنا قدمته، وقد عرض عليّ التمثيل أكثر من مرة، وكان ردي أني لا أمثل أو أتصنع ما يصدر مني علي الشاشة، خاصة أن حالتك المزاجية تبدو واضحة لعيون المشاهدين. وقد حدث أثناء فترة عملي في لندن أن تلقيت مكالمة من صديق يستفسر عن المشكلة التي أنا فيها، وبالفعل كنت قد تشاجرت مع شخص وظهرت على الهواء متوتراً. ومن يومها تعلمت أن الجمهور لا ذنب له في ما أنا عليه خارج حدود الأستوديو، ومن يومها لا أغضب لسبب شخصي. وأيضاً نشأت حالة حب بيني وبين الجمهور، وقد أكون المذيع الوحيد الذي يغضب من الجمهور لإحساسي بالقرب منهم وبأنهم من أفراد عائلتي.

جمهورالملاعب
- العلاقة بينك وبين الجمهور تبدو غريبة أحياناً قياساً بالبرامج المعتادة؟
الجمهور العربي عاطفي بطبعه يحب ويكره سريعاً. المدرب رابح سعدان صعد بالجزائر إلى كاس العالم بعد ٢٤ سنة من ابتعادها، ثم أهلهم لكأس الأمم بعد دورتين من عدم مشاركتهم فيها، وعندما خسروا امام مالاوي صار أسمه الشيخ بهلول والمخرف، وعندما فاز على ساحل العاج في الدور قبل النهائي صار بطلاً والفارق أيام! والجمهور حوّله من بطل إلى صفر، ومن صفر إلى بطل! وكان من الضروري أن افهم هذه المعادلة أو تلك اللعبة وأتأقلم معها، على أساس يوم فوق ويوم تحت. فعندما وقفت في صف مصر صرت حبيب  المصريين، وعندما وقفت ضد موجة الشتائم في حق الجزائريين أصبحت مكروهاً من المصريين. والعكس صحيح مع الجمهور الجزائري. ولا تنسى أن الرياضة فيها نوع من التعصب والهاجس الوطني، وهذا له جوانبه الإيجابية والسلبية.
أنا أبدي وجهة نظر قد تكون مثيرة للجدل نعم، ولكن أنا لا أسبح ضد التيار،  بل أسبح في تيار خاص يتماشى مع فكر ورؤية MBC  كقناة لكل العرب. ولهذا لم ولن أدخل في مهاترات حتى لو قطعوا رقبتي، فقد تعرضت للهجوم وللشتائم على الهواء، ولكني لم أدخل في هذا الخضم الذي أعتبره شيئاً تافهاً. فهل تكون  مثل أولاد الشوارع تظهر على الشاشة وتشتم الناس أمام ٢٠٠ مليون بني آدم! أرفض ذلك، فقد اخترت أن أكون محترماً.

- كيف تحافظ على هدوئك؟
لكل عاصفة سكون، وأنا أتوتر كثيراً لكن بعيداً عن الشاشة، خصوصا عندما أقود سيارتي وسط زحام، ولو كان هناك نموذج لإنسان عصبي أكون أنا

- لكنك تعرض أحياناً شتائم المشاهدين كما تعرض مديحهم؟
أخوض التجربة بكل ما فيها من جيد وسيئ. لا أحب المشاكل وحتى الآن لم أدخل في مشكلة والحمد لله. حتى في عملي قد أجلس في مكتبي ولا أخرج منه إلا إلى البيت، وهذا أيضاً ينطبق علي برنامجي. وقد أكون المذيع الوحيد في العالم الذي طلع على الهواء وقال: «أنا المذيع الأقذر والأتفه والأسخف» كما جاء في رسالة من مشاهد! وبالأمس أتصل آخر وقال: « برنامجك سخيف وتافه، وهذا من حقه.

شكوى للفيفا
- «صدى الملاعب ومصطفى الآغا» أغنية تتردد في البرنامج وذات إيقاع جميل. أنت متهم بأن الأمر ليس عفوياً بل تم باتفاق مسبق مع المشجعين السعوديين ؟
لا والله لم نرتب لهذا الأمر، وكل ما حدث أن مشجعين سعوديين كانوا في ماليزيا واندونيسيا لتشجيع منتخب المملكة، وابتدعوا بعفوية هذه الأغنية وهي مقطع صغير، ومن جانبنا أحببنا الأغنية وجعلناها «النشيد الوطني» للبرنامج. بالأمس فوجئت بأن أخواناً من تونس نزلوا من الطائرة وهم يرددون أغنية «صدى الملاعب» وعرضناها في برنامجنا. كل الشعوب العربية تتابعنا. أنا في حالة وفاق مع نفسي أولاً ومتفق مع الآخرين. قد لا يحبني البعض لان هناك حالة تنافس. أعتبر نفسي لاعبا مهاريا،  وأن الحل عند هؤلاء المنافسين أن يمنعوني من تسجيل الأهداف بدلاً من منافستي بشرف. ولكن أن يصل الأمر إلى ضربي فهذا ليس بالتنافس الشريف وهم معرضون للطرد لأنهم ارتكبوا مخالفة ضدي. وهكذا يحدث في الأعلام، شخص مثلاً لا يستطيع أن ينافسك على المستوى المهني فيهاجمك رغم أن التنافس مهم ويولّد نوعاً من التكامل، وهو الأساس والضرورة للنجاح في العمل الإعلامي. والنجاح أيضاً أن أتنافس مع نفسي قبل التنافس مع الآخرين.

 - أنت متهم بالانحياز الى الدوري السعودي علي حساب باقي الدوريات العربية ؟
أنا أنحاز؟  معاذ الله! أنا أعمل في قناة غير حكومية، بل قناة خاصة مع احتفاظنا بهويتنا وبمنتجنا العربي، ولو كنت متهماً بالانحياز الى الدوري السعودي لكان «صدى الملاعب» برنامجاً سعودياً فقط. لماذا يظهر الدوري البحريني واليمني والعماني وغيرها في البرنامج؟

- لكن الدوريات العربية لا تأخذ المساحة نفسها من الاهتمام؟
بالطبع لا يمكن أن تأخذ المساحة نفسها لأن أكبر نسبة مشاهدة في السعودية، وهي السوق الرئيسي، والراعي الرئيسي للبرنامج شركة سعودية. الا ان عندي نسب مشاهدة أخرى في السودان والجزائر وفي تونس والمغرب وسورية وفي كل الدول العربية. الفكرة أن لديك معلناً وإعلانات، ولست مجبراً على أن أقوم بتغطية الدوري السوداني مثلاً لأنه لا يأتينا إعلان واحد من السودان! لكن الدوري السوداني موجود في البرنامج. في زيارتي الأخير للكويت شعرت بأني موجود في الكويت رغم إني لم أعطِ إلا القليل للدوري الكويتي، ولكن البرنامج مشاهد بقوة هناك. والأمر نفسه في عمان، فعندما ذهبت لإلقاء محاضرة في جامعة السلطان قابوس شعرت كأني موجود في سورية، رغم أن الدوري العماني لا يأخذ حيزاً كما الحال مع الدوري السعودي. وهذا لاعتبارات مهنية لا أكثر ولا أقل.

- مصطفى الآغا متهم أيضاً بالاستعانة بنجوم الفن العربي للترويج للبرنامج؟
هذا غير صحيح، لأنه في عام ١٩٩١ كان عندي برنامج «ما يطلبه الرياضيون» في التليفزيون السوري، وظهر فيه مثل نجوم وفاء موصلى وعباس النوري. كنت أمزج الفن بالرياضة. كما قدمت على شاشة «ام بي سي» برنامجاً أسمه «مقهى الرياضة»،وأتمنى أن تعودوا الى هذا البرنامج لتجدوه زاخراً بالفنانين. نانسي عجرم عندما قدمت أغنية «أنا مصري وأبويا مصري» أعتبرها خطة لنانسي لكسب حب المصريين، أليست نانسي جزءاً من الإعلام وجزءاً من الفرح؟
وعندما ظهر معي نجوم مثل صلاح السعدني ونور الشريف وتامر حسني إنما فعلوا لأنهم يفهمون في الرياضة. وهاني شاكر ومحمد فؤاد وفله ساعدوا في تهدئة الأجواء بين مصر والجزائر أثناء أزمة مباراة أم درمان الشهيرة. من وجهة نظري العمل الرياضي والفني متكاملان وجزء من النسيج الاجتماعي. واستضافة الفنان تتم حسب الحالة ولإعطاء البرنامج روحاً، فقد استضفنا دريد لحام وصابر الرباعي لتحليل كأس العالم.


نساء في المدرجات
-  معظم الرسائل التي تقرأها في البرنامج من نساء رغم أن البرنامج كروي. أليس الأمر غريباً؟
أحياناً أتلقى ٣٠ ألف رسالة «إيميل» في اليوم الواحد، والغريب أن أكثر من ٧٠ في المئة منها من النساء. كما يلفت نظري عندما أكون في مكان عام أو في الشارع  أن أشاهد نساء يخبرن أزواجهن أن هذا هو مصطفى الآغا، الغريب أن البرنامج يذاع في وقت متأخر من الليل فمتى يشاهدنه؟
ورأيي أن الناس تبحث منذ زمن عن البساطة وملّت التعقيد، ولا بد من استثمار الحالة المتردية عربياً سياسياً ثقافياً واجتماعيا وأخلاقياً وغيره. الناس ترى المتنفس في نوعية برنامجنا ومنهم النساء، خاصة مع وجود روح وفرحة وضحك وشكل غير تقليدي لبرنامج رياضي، إضافة الى وجود الفنانين والتقارير وغيرها.

- وماذا عن رد فعل زوجتك تجاه المعجبات؟
كان الله في عونها! فقد زوجني مشاهد من أبنته على الهواء، ومعظم ما يردني من رسائل إعجاب اعيد إرسالها الى زوجتي، وقد كتبت أربعة مقالات عن زوجتي مثل «فوائد الزوجة النكدية»، و«زوجتي كورية شمالية». وللحق لو لم تكن زوجتي إعلامية ومتفهمة لما كنت كتبت هذه المواضيع وكان من المستحيل أن تتحمل، فهي مذيعة واعية ونتفق معاً في كل شيء.

تعليق حيادي
-  حدثنا عن الفرق التي تشجعها عربياً وعالمياً؟
عربياً لن تحظى أبداً بهذه الإجابة مستحيل! لأني أنا من يقود هذا المنبر الإعلامي الحيادي، وهو مخصص لكل مشاهد دون النظر الى الفريق الذي يشجعه. واذا لم يحدث امتزاج بيني وبين المشاهد والضيف أيضاً تصبح الحلقة مفقودة. يأتي واحد يقول لك أنا مع الوحدات الأردني، فعليك أن تستضيف ايضاً من يشجع الفيصلي. الناقد والإعلامي عصام سالم يقول أنا زملكاوي، لكن لا بد أن أستضيف واحداً يقول أنا أهلاوي لأني العب دور الموازن. وعندما كنت أعيش في بريطانيا وكان طوني بلير رئيسا للوزراء أكد أنه يشجع نيوكاسل ولم تقم الدنيا عليه، رغم أنه لا يملك القرار في الرياضة. ولكن أتحداك أن يصرح رئيس عربي بالفريق الذي يشجعه! لأن الأمور عندنا مختلفة ولأن الرياضة عندهم في الغرب متعة.

- بدون دبلوماسية من هي الفرق التي تحب مشاهدتها؟
أحب تشيلسي لأني كنت أسكن في منطقته أثناء عملي في لندن، وأول تقرير كتبته ل«أم بي سي »كان عن تشيلسي. كما أحب البرازيل وبعدها الأرجنتين والكرة اللاتينية بشكل عام. وفي إيطاليا لا يعنيني أي فريق، وعربياً الأهلي المصري والزمالك واستمتع بلعب الإسماعيلي والترسانة. زرت النادي الأهلي المصري ورأيت حالة الانضباط داخل النادي تشعر معها بأنه كيان وثقل ومنظومة متكاملة وشعرت بأني موجود في نادٍ أوروبي، بل وأفضل من ريال مدريد الذي زرته أيضاً، وفي تونس أحب  النادي الأفريقي والنجم الساحلي، وفي السعودية لا تستطيع أن تقول أنك  لا تستمتع بالهلال والإتحاد والنصر والأهلي. وأحب ان أشاهد فريق الشباب لأنه فريق عظيم، وأصفه بالأحلى والأجمل لكنه يفتقد الدعم الجماهيري. ومن الإمارات استمتع بلعب فريق العين.

-  وماذا عن المعلقين الكرويين؟
عصام الشوالي كتبت عنه مقالاً بعنوان «تعليق نووي». أحب تعليقه، وأطرب لسماع رؤوف خليف، وعلي سعيد الكعبي، وأيمن جادة رغم اختلافي معه في أمور كزميل وصديق ولكني مضطر للقول انه يعجبني. كما أحب تعليق عدنان حمد وهو صديقي وحبيبي، ويتميز كمذيع يدير حواراً أكثر منه كمعلق.

بطاقات حمراء وصفراء
- لمن تعطي بطاقة حمراء وأخرى صفراء؟
أعطى الأحمر للسياسيين الذين يتدخلون في الرياضة، لأنه لا سياسة مع الرياضة. ولهذا بطاقة حمراء لكل من يرى في الرياضة ساحة لتصفية حسابات شخصية وما أكثرهم للأسف. وحمراء لكل من يرى أن التلفزيون «ملك أبيه» يتعامل فيه دون فكر ووعي. أحمر لكل من يستعمل ألفاظاً بذيئة على شاشة التلفزيون أمام الملايين من البشر. أحمر لكل من لا يرى من العرب سوى نفسه أياً كان مع احترامي. أما الأصفر فلكل من يفكر في فعل هذه الأشياء!

- لو كانت هناك ضربة جزاء من يستحق أن يسددها؟
 ليت كل ضربات الجزاء تقود إلى أهداف، وهناك ضربات جزاء ذهبت أدراج الرياح وسددها كبار نجوم العالم. وأرى أن الأحق بتسديد ضربة الجزاء هو من تسبب بها، ومن أقدم على ترجمتها إلى هدف حقيقي باعتبارها هدف شبه مؤكد. الإعلام الرياضي فن وعلم واختصاص، وللأسف 99في المئة ممن يعملون فيه ليس لديهم فن ولا موهبة ولا علم ولا اختصاص  من قال ان لاعب كرة بالأمس مؤهل اليوم أن يجلس أمام ميكرفون ويقود الرأي العام؟ وعلى أي أساس؟

- لكن الموهبة والممارسة أساس النجاح؟
ليس بالضرورة أن أكون مثل ميشال بلاتيني لأكون معلقاً لكرة القدم، وميشال فوترو أفضل حكم في العالم قبل كولينا لم يمارس كرة قدم في حياته، لكنه كان أفضل حكام العالم. هل تصدق أني رغم عملي أفضل رؤية فيلم عن الطبيعة والحيوانات المفترسة مثلاً ومتابعة «ناشونال جيوغرافيك» على مباراة في كرة القدم، إلا اذا كان فريقاً يهمني. والباقي أتعرف فقط على النتائج، وأعصابي لا تتحمل أحياناً متابعة دقيقة من مباراة لأني أشجع فريقاً ما!  

- هدف نادم على إضاعته؟
أضعت أهدافاً كثيرة، وندمت حينما لم أتعلم من ندمي، لأني آكل المقلب وأقول لن أفعلها من جديد، ولكني أقع في المقلب نفسه أندم على أني تلقائي، وأعطي أحياناً بعض الناس أكثر مما تستحق. وحتى من أساء إلي أعامله بطيبة  فيعتقد أني  ضعيف. لم أستطع حتى الآن معالجة تلك العيوب التي تسببت بإضاعتي أهدافاً كثيرة.

- مكتبك يعج بعشرات الشهادات المعبرة عن الجوائز والتكريم، ماذا تمثل لك؟
أكذب لو قلت أن ذلك لا يسعدني. بل أسعى لذلك ليكون ترجمة لعملي المضني. كرمت بجائزة «الأهرام» المصرية أربع سنوات متتالية، ولم أتسلم كؤوس التكريم حتى الآن لعدم قدرتي على ترك البرنامج لأيام. كرمت باعتباري مؤثراً من الجزائر وبلدان عربية كثيرة. ويكفيني شعوري محاطاً بالناس وأنا في مركز تجاري بأني نجم مثل نانسي عجرم.

الآغا والاحتراف
- أحلامك وأمنياتك إلى أين تمتد؟
عندي حالة إحباط شديدة جداً لشعوري بأني لم أحقق ذاتي بعد، لأن ذاتي ليست بالرياضة فقط، ولم يكتشف أحد أن عندي الكثير من المواهب ولم أعط سوى ٥ في المئة منها، وال ٩٥  يمكن أن تظهر في برنامج حواري ثقافي سياسي منوع بمساحة حرة. أعطوني الفرصة وستجدون أني لست رجل رياضة فقط.

- وهل تعتبر أن هذا هو التوقيت المناسب لاحترافك للتعبير عن أحلامك؟
نعم هذا هو التوقيت المناسب خاصة في ظل حالة الشهرة التي حققتها، وقريباً سترونني في شكل مختلف.