إساءة الأهل للأطفال.. "السوشال ميديا" المتهم

30 مايو 2018

حسام بركات

ثار ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر فيديو تم تداوله لطفلة صغيرة، يقوم فيه أحدهم، وربما كان والدها، بوضع سيجارة في فمها ونزعها، مع تكرار الفعل ذاته، ما دفع جمهور "السوشال ميديا" للتفاعل بتغريدات منوعة أطلقت في سماء "تويتر" و"فايسبوك"، بزوايا مختلفة.

سارة المومني كتبت عبر حسابها الشخصي: "تعليقا على فيديو الطفلة وأحدهم يضع سيجارة مشتعلة في فمها.. استهتار"، في حين توقع عبد المجيد الفارس في تغريدة ثانية أنه"يمكن يكون الوالدان منفصلان، ووالدها يقوم بمثل هذه السلوكيات لإرسال رسالة استفزازية للأم طليقته"، في حين دعا خالد الحسن عبر تغريدة على حسابه الشخصي إلى عدم تحميل الموضوع أكثر مما يحتمل، وقال: "مجرد دعابة، ما لكم ما بتتحملوا مزح؟ شو صار يعني؟ شو بتحبوا تكبروا المواضيع".

أيا كانت أسباب الفيديو، فإن هذا المقطع لم يكن الأول وقد لا يكون الأخير. ففي كل يوم تفاجئ "السوشال ميديا" المتابعين بمثل هذه المقاطع العشوائية، بمناسبة ومن دونها، لا تعكس سوى جهل الوالدين للأمانة التي بين أيديهم، وتكشف عن مستوى الوعي المتدهور.



قبل عام تقريباً، استطاعت طفلة عربية لم تبلغ سنواتها الأربعة، أن تثير ضجة مماثلة بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك عندما ظهرت وهي تصرخ وتريد مشاركة "الشيشة" مع والدتها، التي تستجيب لطلبها، وتتركها مع "الشيشة"، لتقوم هي بتصوير طفلتها ومن ثم نشر الصور على مواقع التواصل.

هوس "السوشال ميديا"

السؤال الذي بات يطرح نفسه بقوة: ما السبب الحقيقي في رغبة الأهل بمشاهدة العامة لأطفالهم؟ وما الدافع إلى لفت الانتباه إليهم من خلال مقاطع وصور غير متناغمة مع الطفولة؟

يكفي أن تكتب كلمة " طفل" أو "طفلة" على محرك البحث "غوغل" لتصاب بالدهشة والصدمة جراء النتائج المهولة لـ "الفيديوهات" ذات المحتوى العجيب لأطفال عرب يدخنون "الشيشة" أو "الأرجيلة"، أو أطفال يرقصون ويغنون بأساليب تخدش الطفولة وتسلبها براءتها، والأهل من حولهم يصفقون ويضحكون، والأدهى أنهم يصورون، لتكون مادة دسمة لجمع "اللايكات" والتباهي بها على صفحاتهم وحساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.

الناشطة الحقوقية الأردنية خلود خريس، عبر مداخلة سابقة لها في قناة "العربية"، عبّرت عن أسفها لانتشار مثل هذه "الفيديوهات" التي تعكس هوس الأهل لالتقاط صور و"فيديوهات" لأطفالهم بغرض نشرها في مواقع التواصل، حتى تحظى بمشاهدات وتعليقات طريفة ومجاملة، بغض النظر عن كمية الإساءة الموجودة في هذا المحتوى. وناشدت خريس كل الناشطين على "السوشال ميديا" بضرورة شطب مثل هذه الفيديوهات حتى لا تشجع الأهل على تجاوز الحدود في الإساءة إلى الأطفال بقصد أو من دون قصد.



تقرير حديث نشرته صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، كشف عن أنه ومع بلوغ الطفل سن الخامسة، يكون الأهل قد نشروا له ما يقارب 1500 صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي أرقام ضخمة يجدر التوقف عندها وتأملها والتدقيق بمحتواها جيداً.

نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"