الزراعة المائية.. أثر مفيد على البيئة والمجتمع

06 يونيو 2018

محمد المحفلي

بالقدر نفسه الذي يُحدثه الإنسان من تدمير في بيئته ومجتمعه وعالمه، فإن هناك مبادرات واختراعات واكتشافات إنسانية تعمل على إعادة التوازن، فينفتح باب للأمل محاولاً أن يخفف من موجات الألم والمصاعب التي تتلاحق من وجهات مختلفة.
أحد هذه الحلول والاكتشافات الإنسانية هي الزراعة المائية، التي لا تقتصر على تقديم فوائدها المباشرة من خلال تزويد المجتمع بالغذاء اللازم، ولكنها تقدم الكثير من الحلول لمشاكل أخرى وبطريقة غير مباشرة من خلال حماية البيئة، وتعزيز الجانب الاجتماعي.
ولكن، كيف ذلك؟ 

الزراعة المائية
السمة الأساسية للزراعة المائية أنها لا تستعمل التربة. وجاء تعريفها في كتيب بعنوان "الزراعة المائية Hydroponic " الصادر عن وزارة الزراعة السعودية على أنها "إحدى صور الزراعة بدون تربة، ويقصد بها تنمية النباتات في الماء كوسيط أساسي للنمو، مضاف إليها العناصر الغذائية (الأسمدة) التي تحتاجها النباتات للنمو بصورة طبيعية، ويوجد العديد من أشكال الزراعة المائية التي تختلف بحسب حركة المياه حول الجذور ما بين ساكن ومتحرك".
هذا النظام من الزراعة لا يقتصر على نوع معين من النباتات فقط، وإنما التجارب جارية ليشمل نباتات مختلفة، وكذلك زراعة الأسماك التي تأتي أحياناً كجزء أساسي من هذا النظام الزراعي الجديد.
وتشتمل الزراعة المائية أخيراً على الأنواع الخفيفة من الزراعات، كـ"اللفت والخس"، وكثير من النباتات التي لا تحتاج عناصر ثقيلة في تغذيتها. 


العيوب
أهم عيوب الزراعة المائية، بحسب موقع "الباحثون السوريون"، هو الحاجة إلى بنية تحتية كبيرة ورأس مال ضخم، حيث الحاجة إلى أنظمة مياه وطاقة ومهندسين وصيانة وضبط ومراقبة. هذا الأمر، وإن تحقق، سيجعل الزراعة بيد الشركات ويُبعدها عن النشاط الفردي الذي ميز العمل الزراعي التقليدي عبر قرون مضت.
ثم يأتي أمر آخر وهو سرعة انتقال العدوى، حال وجودها، عبر الماء، الذي يمر على كل المزروعات. بيد أن هناك من الخبراء، وبحسب ما جاء في صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، من يحذر من مخاطر أكبر تتعلق بالمكملات الغذائية والمواد الكيماوية التي يتم وضعها في الماء بدلاً من الأسمدة الموجودة في التربة. 


المميزات

وفي مقابل هذه العيوب، هناك مميزات كثيرة جداً لهذا النوع من الزراعة، كما جاء في النسخة العربية من موقع "منظمة الزراعة المعمرة"، حيث أن الزراعة المائية تعمل على توفير المياه بشكل كبير جداً، كما أنها تحافظ على البيئة من خلال التقليل من التلوث والمبيدات الحشرية، وغيرها من الملوثات التي تنقل إلى البشر الكثير من الأمراض، كما أنها تعمل على توفير المساحات من خلال استثمار مساحات صغيرة، وكذلك استثمار الزراعة في المدن، الأمر الذي سيوفر الغذاء ويعمل على التقليل من نسبة انبعاثات الكربون.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"