«المعلّم»

فاديا فهد 13 يونيو 2018

ثمّة فصول في حياتنا لا تأفل. ثمّة مشاهد مشرقة لا تغادرنا. وإن فعَلَت لظرف معيّن، سكنت ذاكرتنا بفرح، وصارت مزاراً نحجّ إليه بشوق وحنين. من هذه الذكريات، المراحل الأولى من تأسيس مجلتنا «لها»، وتحدّياتها، ومصاعبها، وهفواتها، ونهفاتها. من أبطال تلك المرحلة المعلّم جورج بيروتي، المدير في مطبعة رعيدي، الذي واكب صدور العدد الأول من مجلة «لها»، ورافقها في مراحلها كافّة بحرص المهنيِّ المحترفِ المهتمِّ بأدقّ التفاصيل، ومحبّة الوالد ورعايته «لطفلته المدلّلة» صفحةً صفحةً. أذكر مناقشاتنا الطويلة وخناقاتنا على فرز ألوان الأغلفة والمقابلات الرئيسة والصفحات الإعلانية، ثمّ مصالحاتنا الطريفة حول فنجان قهوة، مع قفلة واحدة: «ماشي، بتموني». ومعروف عن المعلّم أخلاقه الدمثة، تفانيه، صدقه، وعطاؤه اللامحدود. تصدر «لها» للمرّة الأولى، من دون لمسات «المعلّم» الذي اختار الاستقالة، وتغيير المسار. نفتقد حضوره، ونتمنى له في كلّ خطوة نجاحاً، والمزيد من العطاء، لأن من يعطي لا يعرف طريقاً غير العطاء حيثما حلّ.


نسائم

الغابة كثيفة مظلمة، لا شعاع فيها

تحملني قدماي الى هروب بعيد قاتم

وأغوصُ أكثر في الأخضر الغضّ،

أركض لاهثةً

أهربُ منّا...

عساكَ تجدني.