أم علي.. طبق حلوى ذو تاريخ

12 يونيو 2018

تتعدد أنواع الحلوى الشرقية، وفي كل دولة يكون لها مذاقها الخاص. ولكن، تظل حلوى "أم علي" واحدة من أشهر الأطباق، التي يعشقها كثيرون، وغالبا ما تكون طبقا لذيذا على موائد الطعام، بل هناك من يبحثون عنها أو يشتاقون إلى مذاقها باستمرار.
علا الشافعي

"أم علي" هي حلوى لذيذة، مصنوعة من رقائق عجين، ويضاف إليها اللبن والمكسرات والسكر. البعض يفضلها ساخنة، وهناك من يعشقها باردة. وفي الحالتين يكون طعمها لذيذاً، إضافة إلى أنها طبق مغذٍ ومليئٍ بالفوائد. وهي شهية، وسهلة التحضير، وغنية بالعديد من العناصر الغذائية اللازمة لصحة الجسم، مثل البروتينات، والألياف، والمعادن، والفيتامينات، والسعرات الحرارية، وغيرها، بحيث تختلف هذه العناصر باختلاف المكونات وطريقة التحضير، إذ من الممكن تحضيرها بعجينة الـ"بف باستري"، أو بـ"التوست"، أو بالجلاش، وغيرها، كما يمكن تزيينها بالمكسرات، أو القشطة، أو الكريمة، ما يزيد من لذة طعمها ومن قيمتها الغذائية.

"أم علي" طبق يسهل تحضيره في المنزل بدلا من شرائه، بخاصة وأن تكلفته بسيطة.

ومن يحبون هذا الطبق يعرفون أن وراءه حكاية تتناقلها الأجيال. وطبقا للروايات المتداولة، وبحسب "ويكبيديا"، يعتقد أن الفضل في تحضير هذا الطبق يرجع لامرأة تسمى أم علي، صنعت تلك الحلوى الشهيرة، فرحا بموت "شجرة الدر".

و"شجرة الدر" هي واحدة من الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ. فهي لم تكن جارية عادية طوال حياتها، لفتت أنظار الملك نجم الدين الذي أظهر إعجابه بها واشتراها، إذ أنها تميزت أيضاً بالذكاء الحاد والجمال، كما أنها كانت تجيد القراءة والكتابة، وصاحبة موهبة أيضا في الغناء. وبعد فترة قرر الملك نجم الدين الزواج من "شجرة الدر"، والتي كان لها دور هام عندما توفي زوجها الملك الصالح نجم الدين، حيث أخفت خبر وفاته، بعد علمها بأن الحملة الصليبية باتت على أبواب مصر، وألهمها ذكاؤها إخفاء خبر وفاة الملك كي تحافظ على قوة الجيش وتماسكه ليواجه العدوان، فخرج لمواجهة جيوش لويس التاسع الذي أمر بشن حملة لتصفية المصريين.

وكان لـ"شجرة الدر" طموح كبير في حكم مصر. وكي تصبح زمام الأمور بين يديها، تزوجت من الأمير عز الدين أيبك، الذي أطلق عليه اسم "الملك المعز" للتخلص من اعتراض العباسيين عليها. لكن هذا الرجل كان متزوجا ولديه ولد أطلق عليه اسم "المنصور علي"، وكان شرط "شجرة الدر" للزواج منه أن يطلق زوجته الأولى، وبالفعل قام بذلك، ولكن في نهاية الأمر أخلف وعده وتزوج عليها أيضا.

انتقمت "شجرة الدر" من زوجها بدعوته إلى منزلها، وعندما دخل الحمام ضربه عدد من خدمها حتى مات.

وعندما علمت أم علي، الزوجة الأولي للملك عز الدين أيبك، أن "شجرة الدر" هي من دبرت قتله، خططت للانتقام لزوجها، حيث حرضت ابنها علي على قتل "شجرة الدر"، وفي رواية أخرى تقول إنها حرضت الجاريات على ضرب "شجرة الدر" بالقباقيب، إلى أن توفيت.

بعدما أمرت أم علي الجواري بقتل "شجرة الدر" ضربا بالقباقيب، طلبت من الطباخ إعداد حلوى كانت معروفة في ذلك الوقت ويتناولها الناس للتحلية بعد أكل الشواء، وكانت هذه الحلوى معروفة في مصر والشام وتركيا، لتوزعها احتفالا بقتل "شجرة الدر"، ومن هنا سميت تلك الحلوى بـ"أم علي"، بحسب الروايات المتناقلة شعبياً.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"