مصمِّمة الأزياء نفلاء العتيبي: أبهرتُ الحاضرين في عاصمة النور «باريس»

آمنة بدر الدين الحلبي (الرياض) 17 يونيو 2018

عشقت ملمس الأقمشة وأنواعها، وجذبتها ألوانها الساحرة وتصاميمها، ما دفعها الى الابتكار والإبداع في مجال تصميم الأزياء، خططت، ورسمت في ذاكرتها مشروعها، وكانت البداية منذ 2007 حين قررت الدخول إلى عالم الأزياء باحترافية عالية ومهنية مدروسة، حتى استطاعت أن تجعل لها مكانة مميزة في عالم الأزياء، ووضعت بصمة مختلفة من خلال تصاميمها للمرأة العصرية، وبأناقة لا مثيل لها جمعت بين الأصالة والمعاصرة. مصمّمة الأزياء نفلاء العتيبي الملقبة بـ»أم طلال»، السيدة العصامية التي أثبتت جدارتها في عالم الأزياء، عاشقة للغة العربية، وتُعلّم اللغة الإنكليزية كونها خريجة أدب إنكليزي، ولديها مواهب متعددة، منها ما سرقه الزمن، ومنها ما صقله. التقتها «لها» لتغوص في عالم الجمال الذي وصل إلى المحافل العربية والدولية، حتى شهدت عاصمة النور «باريس» عروضها الجميلة في أوائل 2018، مع مجموعة من المصممين العرب في أسبوع الموضة العالمي، حيث أبهرت الحاضرين بمجموعتها الساحرة وإبداعها الراقي.


- كيف تم ترشيحك لتشاركي في أسبوع الموضة العالمي في باريس؟
من خلال شركة فرنسية - مغربية، وقد تم ترشيحي مع بعض المصممين لتكون لديهم بصمة في باريس.

- كيف تصفين شعورك وأنت تشاركين في أسبوع الموضة العالمي؟
شعور جميل ورائع توّجني سيدة سعودية من طراز رفيع.

- كيف كانت ردة الفعل لدى الحاضرين؟
جميلة جداً، وكان الحضور متفاعلاً، وحرص على التقاط الصور التذكارية والإعلامية مع العارضات.

- استهواك عالم تصميم الأزياء، هل كانت البداية فيه سهلة؟
كنت محبة للأزياء، أختار ملابسي بأسلوب يعبر عن ذوقي الرفيع، فينال إعجاب الجميع، بعد ذلك بدأت مشروعي، وهو مشغل للخياطة مع صالون للتجميل، ومن ثم بوتيك لعرض تصاميمي.

- هل درست تصميم الأزياء أو خضعت لدورات؟
لم أدرسْ تصميم الأزياء مطلقاً، كل ما في الأمر هو حبي للألوان وتخصصي في مجال التعليم بريادة النشاط المدرسي، وإلقاء المحاضرات الفنية والثقافية، حتى كُرّمت من صاحبة السمو الأميرة حصة الشعلان، زوجة الملك عبدالله طيب الله ثراه، كأفضل رائدة نشاط على مستوى الرياض، وكنت أعزز النشاط بين الطالبات في ورشات العمل، التي كانت إحداها تحت عنوان «كيف أبدأ مشروعي من مدرستي» لكي أخرّج رائدات أعمال.

- ما الذي دار في ذاكرتك، وشكلته يداك؟
حين دارت فكرة تصميم الأزياء في ذاكرتي، سارعت يدايَ لوضع التصميم للخياطة والتطريز، نظراً الى موهبتي العالية في الرسم والمتقنة لكل الخطوط، وكل ما يهم الزبونة أن يخرج فستانها بالصورة التي شكلها التصميم، وبعد ذلك أبدأ في التنفيذ بإدخال فن «الديكوباج»، أي مبدأ القص واللصق من مواد أخرى وخامات متعددة الأشكال والألوان، مضافاً إليها فن التطريز وفن الكولاج، فتخرج القطعة أنيقة تناسب المرأة العصرية، بعد أن أكون قد عملت على تفاصيل القطعة خطوة بخطوة، من تنسيق وتطوير.

- من خلال مشغلك، هل تقومين بدعم الفتيات السعوديات؟
أدعم الفتيات المنتجات بإتاحة الفرصة لهن لعرض منتجاتهن عندي، وأتعاون مع البعض من منازلهن كي أستفيد من اليد العاملة الماهرة في الخياطة والتطريز، وأفتح المجال لكل موهبة تستطيع أن تظهر إبداعها من خلال العمل، مع التوجيه المستمر لهن كي تخرج القطعة أنيقة وجميلة.

- ما هي خططك المستقبلية؟
خط إنتاج نسائي وخط إنتاج رجالي في مصنع صغير أتمنى من الله أن يرى النور، وسيكون هناك قسم لفساتين السهرة والعرايس، وقسم للجلابيات، وآخر للملابس الكاجوال التي تناسب المرأة العاملة.

- هل تتفاوت الأسعار في بوتيك أم طلال؟
لكل قطعة سعرها الخاص، وأخص كل فئات الشعب، وعلى سبيل المثال لا الحصر من الممكن أن أنفذ التصميم الواحد بسعرين مختلفين، لكن يكون الاختلاف بالأقمشة ونوعية الكريستال حتى تكون تصاميمي في متناول جميع فئات الشعب.

- هذا يعني أنك أطلقت علامتك التجارية؟
أطلقت علامتي التجارية على مجموعتي في عاصمة الموضة باريس تحت عنوان «OT style Collection»، ووثّقتها في الغرفة التجارية لحفظ حقوق الملكية. 

- هل تتدخّلين في تصميم فستان العروس وما يليق بها، أم تتركين لها الاختيار؟
أضع نصب عيني أن تتألق العروس ليلة زفافها، لذلك لا بد من حجز موعد للقائها، فأجلس معها، وأدرس  نفسيتها، وكل تفاصيل جسمها، لكي أصمم ما يليق بها، كما أراعي الأسعار حتى أكون منصفة لكل عروس تدخل مشغلي.

- هل تهتمين بكل تفاصيل الفرح؟
أصمم كل ما تحتاج العروس إليه ليلة زفافها، وأقدم لها الهدايا، من مسكات الورد إلى تصميم الفستان الذي ستخرج به مع عريسها إلى الفندق ليلة الزفاف، وذلك حسب المستوى الذي ترغب فيه، وبعض العرايس يكملن مكياجهن في الصالون ويستحققن هدايا أكثر، ويكن في غاية السعادة.

- في ظل المنافسة الشرسة، هل درست الجدوى الاقتصادية؟
قبل خمسة عشر عاماً، درستها بكل تفاصيلها ولم تعترضني أيّ معوقات مادية أو معنوية، لكن اليوم تغير الوضع في ظل القوانين الجديدة والمفروضة على الأيدي العاملة الأجنبية، ومع ذلك استطعت أن أوازن الأمور لأبقى قوية في السوق السعودية.

- ما النصيحة التي تقدمينها لرائدات الأعمال اليوم؟
لا تقدمن على مشاريع جديدة قبل أن تدرسن السوق دراسة وافية، ويُفضّل العمل من منازلكن كي تحققن النجاح والربح الوفير لمشروع مستقبلي قوي، وتُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أكبر سوق لتسويق منتجاتكن.

- هل تسوّقين بضاعتك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؟
لم أسوّق بعد من خلالها، ولديّ ما يكفيني بفضل من الله، لي مواعيدي الخاصة، ومن الصعب التقصير مع زبائني بمواعيد معينة وطلبات خاصة، لكن في المرحلة المقبلة سيتغير الوضع بعمل دراسة كبيرة للجدوى الاقتصادية من أجل إنشاء المصنع وتشغيل الفتاة السعودية ليصبح الإنتاج وطنياً مائة بالمائة، وربما حينها أدخل وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أعرض بعض الموديلات للمرأة العصرية، كي أحقق رؤية 2030 على أرض الواقع، لأنني لا أستطيع العمل من دونها رغم المعوقات التي ستعترضني.

- هل من معوقات كبيرة؟
المرأة السعودية ما زالت تحبو في مجال الخياطة والتطريز، وفي حاجة إلى تأهيل لتدخل المصنع وتحقق إنتاجية جيدة، لذلك ستكون هناك يد عاملة أجنبية إلى جانب اليد الوطنية إلى أن تتقن المرأة السعودية العمل بتفاصيله كافة.

- ما الذي تحتاجه المرأة السعودية؟
التوعية الثقافية بكل نواحي الحياة، وأهمية المهنة والحرفة، وأسرارها في حياة الشباب والشابات، لأن تحقيق رؤية 2030 لا يتم إلا بتوعية الشباب وتأهيلهم لسوق العمل بكل تفاصيله، من أجل البقاء.

- أين تمت عروضك؟
شاركت مع مصممات الخليج العربي في دبي قبل سنتين، كما شاركت في عرض في البحرين مع المصممة أميرة ماهر، ومن ثم في أسبوع الموضة العالمي في باريس أوائل هذا