فاطمة عبدالسلام: لا أهاجم الرجال... لكن أنتقد تصرفاتهم المسيئة الى المرأة

فادية عبود (القاهرة) 01 يوليو 2018

أول مدافعة عن حقوق المرأة تسجل ملايين المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي، فبدلاً من التحدّث عن الاتفاقيات الدولية المقنّنة لحقوق النساء وخرق الحكومات والقوانين لها، قدّمت المخرجة فاطمة عبدالسلام برنامجاً ساخراً قصيراً بعنوان «كلام بديهي» لتصفع المجتمع بحقيقة التمييز ضد النساء، حاصدةً ملايين المشاهدات للحلقة الواحدة.
«لها» التقت فاطمة عبدالسلام، في حوار كشفت فيه عن نشأتها في أسرة فنية، حيث إن أباها هو المخرج المسرحي الراحل حسن عبدالسلام صاحب روائع «سيدتي الجميلة» و«هالة حبيبتي» و«المتزوجون»، فعشقت الفن ولا سيما التمثيل الذي دفعها والدها بكل قوته وبطرق غير مباشرة لتعديل بوصلتها عنه؛ والانشغال بأنواع أخرى من الفنون، فتخرجت في كلية الفنون الجميلة؛ ودرست الإخراج في المعهد العالي للسينما، لتعمل مخرجة ومنتجة وتؤسّس شركتها الخاصة، لكن كل ذلك لم يثنِها عن خوض معركتها للقضاء على التمييز الاجتماعي ضد النساء.


- ما الواقعة التي استفزتك كمخرجة وممثلة لتُخرجي برنامجك إلى النور؟
لطالما فكرت في تقديم برنامج نسائي، لكنني أتطلع دائماً إلى الظروف المثالية ليكون برنامجاً كبيراً ذا إنتاج ضخم. أما الواقعة التي حفزتني لذلك فكانت لقائي بصديقة قديمة بعد طول غياب وصدمتي بشخصيتها التي تغيرت.
لقد مُحيت شخصيتها تماماً، والسبب خطبتها إلى شخص تحبّه، لكنه منعها من العمل وعزلها عن أهلها وأصدقائها، فتوقفت حياتها عند أعتاب حياته، ونجح في طمس معالم شخصيتها، حتى حكايتها الخاصة كانت عنه... شعرتُ بالحزن الشديد، فصوّرت أول حلقة عنها بكاميرا الهاتف الخليوي، وأدركت حينها أنني أضعت وقتاً طويلاً في انتظار الظروف المثالية.

- لكنَّ كثراً لا يلتفتون إلى خطورة العنف النفسي المُمارس ضد النساء...
هذا حقيقي، لذلك كانت أولى حلقات برنامج «كلام بديهي» تأكيداً على أن تعنيف النساء بشكل عام لا يقتصر على الضرب والقتل، وإنما أصبح مغلفاً بإطار ناعم يبدأ من مجرد انتقاد سلبي أو تعنيف لفظي، فضلاً عن تحكم الرجل في حياة المرأة، حيث يمنعها من العمل أو يفرض عليها وظيفة معينة بحجة أنها أكثر أماناً، أو يتدخل في اختياراتها الأساسية، مثل فرض زي معين عليها، ففي مصر ودول الشرق بصفة عامة لا تُعامل المرأة كإنسان كامل الأهلية؛ بل يجب أن يكون هناك وصي ذكر عليها، هو إما الأب أو الأخ أو الزوج أو الحبيب.
فضلاً عن ذلك، لا حدث أو موقف تتعرض له المرأة يومياً بعيداً من التمييز، سواء كان على مستوى المعاملة أو الراتب أو أسلوب العمل وتقنيته، مما يضطر المرأة لإظهار أنوثتها في معظم الوقت، رغم أن ذلك ليس مطلوباً منها في مركز العمل مثلاً أو في أثناء تعاملها مع الآخرين، فهذه هي معاناة المرأة العاملة في مصر، وبالتالي تقف عقبة أمام تحقيق حلمها. كل ما تحتاجه حواء هو أن تُعامل على أساس أنها إنسان كامل وناضج بغض النظر عن الجنس.

- أنت مخرجة في الأساس، لكنّ أداءك التمثيلي في الفيديوات بدا مبهراً، لماذا لم تفكري في التمثيل؟
على الرغم من أن والدي هو المخرج حسن عبدالسلام، لكنه حرفني بكل طاقته عن التمثيل، فهو رغم تحضّره لا يزال يملك النزعة الذكورية الشرقية القديمة، حيث كان يرى أن من غير اللائق أن تكون ابنته ممثلة، فضلاً عن خوفه الشديد عليَّ بعدما أنجبني وهو في الخمسين من عمره، ومع ذلك لم يجبرني على الابتعاد عن التمثيل، بل وجّهني بكل أوتي من قوة وبأساليب غير مباشرة للمضي في طريق مغاير للتمثيل رغم تأكّده من موهبتي، فالتحقت بكلية الفنون الجميلة- قسم التصوير الزيتي، لكنني انضممت إلى فريق المسرح طوال سنوات الدراسة، ومثّلت فيه وحصلت على جوائر على مستوى الجمهورية، ومن خلاله اكتشفت موهبتي في الإخراج؛ فدرسته في معهد السينما بعد تخرّجي في كلية الفنون الجميلة.

- كيف قدّمت برنامجك على مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزت فيه قدراتك التمثيلية؟
كنت أنتظر أفضل الظروف الإنتاجية لتنفيذ البرنامج، لكن واقعة صديقتي استفزّتني شخصياً، فبثثت كل طاقتي فيه؛ وصورت الحلقة الأولى منه بكاميرا الهاتف الخليوي ولاقت صدىً جيداً. بشكل عام، أنا مقتنعة بأن الفن هو الذي يفرض نفسه على الفنان وليس العكس.
فكرتي في البداية كانت ترتكز على الحديث عن التابوات المفروضة علينا كنساء في مجتمعنا الشرقي، وأنه يجب على كل امرأة أن تواجهها بمقدار قوتها وقدرتها على التأثير في حياتها أو في المجتمع. ومع مرور الزمن، وجدت أنه كلما صيغت الفكرة بأسلوب بسيط وقُدّمت في إطار ساخر، جذبت المشاهدين وكانوا أكثر تفاعلاً معها، وعلى هذا الأساس وضعت الإطار العام لبرنامجي.

- أي فيديو حصد أكبر نسبة من المشاهدات، وبالتالي حقق لك انتشاراً واسعاً؟
الفيديو الثالث، فالأول كان عن العنف ضد المرأة؛ والثاني عن مشاركة الزوج للزوجة في الأعمال المنزلية، بينما حقق الثالث مليون مشاهدة، وكان اسمه «أسرار الجمال». في البداية، تحدثت الفتيات عن الأسلوب المتبع ليصبحن شبيهات بنجمات السينما، لكن في أثناء السيناريو تلقّين رسالة تفيد بأن نجمات السينما هن اللواتي يشبهننا، وأنهن بشر وفيهن العديد من العيوب الجسدية، لكن ذلك يُمحى على أغلفة المجلات بطريقة «الفوتوشوب»، فلا يُفترض أن تلازمنا تحسينات «الفوتوشوب» في حياتنا العادية، فنرهق أنفسنا بارتداء «مشد كيم كاردشيان» طوال اليوم، أو نُتعب بصرنا بعدسات تلك النجمة، وجاءت الرسالة المباشرة في نهاية الفيديو، بضرورة التخلّي عن الفكر السلعي الذي يفرضه علينا تسويق منتجات التجميل، فنظهر وكأننا خارجون للتو من غلاف مجلة. وفي المقابل، لا يواجه الرجال ذلك الضغط المجتمعي، وبالتالي حاولت تحطيم فكرة معيار الجمال التي يرهق بها المجتمع الفتيات.

- لماذا طرحتِ فيديو آخر تهاجمين فيه الإعلانات التلفزيونية التي تقدمها شركات منتجات التنظيف المنزلية؟
بسبب تعمّدهم ترسيخ مفهوم تنميط دور المرأة المنزلي، وأنها وحدها المسؤولة عن الأعباء المنزلية، فيظهرونها طوال الوقت تنظّف مراحيض المنزل أو تغسل الملابس وتعتني بصحة أولادها، بينما زوجها يتفرج عليها أو يشاهد التلفاز، فتلك المنتجات الدولية أسلوب تسويقها مختلف في دول العالم المتقدمة.
واللافت أن أكبر صحيفة ألمانية كتبت مقالاً تطالب فيه أصحاب تلك الشركات بتوضيح ردّهم على انتقادي لهم، بسبب اختلاف أسلوب التسويق في المنطقة العربية وتنميط دور المرأة الذي أعتبره إهانة، وتواصلوا معي لتوضيح نقاط اختلافي معهم، فكان ردّهم أن الرجل هو الذي يملك المال وينفقه، وبالتالي لا يستطيعون إظهاره معاوناً للمرأة في المنزل، بينما في أوروبا وأميركا المرأة تشارك الرجل في الإنفاق؛ وهو بالتالي يشاركها في الأعمال المنزلية، ومن هذا المنطلق يجب أن يخاطبوا الاثنين في إعلاناتهم، لكنني رددت عليهم قائلةً: «إذا كان الرجل الشرقي يملك القوة الشرائية فزوجته وحدها من تملك قرار تحديد المنتج، وبالتالي فإن تحسين صورتها في الإعلانات؛ بعيداً من التنميط، سيجعلها تُقبل على شراء المنتج، وبالتالي عليهم احترام لغة التخاطب مع المرأة».

- فيديو «أخطر 10 أنواع من الرجال» حقق نجاحاً ساحقاً في وقت قياسي، كم كان عدد مشاهداته، وما أبرز التعليقات التي وصلتك عليه؟
تخطى هذا الفيديو المليوني مشاهدة في غضون أيام قليلة، وأبرز التعليقات كانت على آخر جملة قلت فيها «الرجل رقم 10، والخطر على الإطلاق هو من يحمل جميع الصفات التسع السابقة»، فجاءت آلاف التعليقات من الزوجات والفتيات يدعون أزواجهن وخطّابهن فيها إلى مشاهدته، ويخبرنهم بأنهم الرقم 10، فكانت في معظمها تعليقات طريفة.

- ألم تصلك انتقادات لاذعة بسبب هذا الفيديو؟
الرجال نعتوني بأنني إما مطلقة أو عانس، ولا أجد شريكاً لي؛ وبالتالي أنتقدهم، لكنني لا ألتفت إلى هذا النوع من الانتقاد، لأن النقد بالنسبة إليّ يكون بنّاء أو حتى انتقاداً في مفهوم بعينه، وبالتالي نتناقش ليبيّن كل طرف وجهة نظره للآخر، لكني بصفة عامة لا أنتقد أشخاصاً؛ ولا أهاجم الرجال في حد ذاتهم، بل أنتقد سلوكياتهم وتصرفاتهم المسيئة الى المرأة.

- لكن المرأة المصرية لم تسلم من انتقادك في فيديو «أخطر 10 أنواع من النساء»...
انتقدت تصرفات وسلوكيات خاطئة قد تصدر عن بعض الفتيات؛ وأنا منهن، لكن البعض قد يصبح مهووساً بتلك التصرفات، فمثلاً جلسة الأصدقاء قد تتحول بأكملها إلى صور على «إنستغرام» من دون الاهتمام بتبادل الأحاديث أو مناقشة الأفكار، أو نجد بعض ربّات البيوت المهووسات بتصوير كل ما تقع عليه عيونهن، لنشره على «إنستغرام»، فيقعن ضحايا الهوس بوسائل التواصل الاجتماعي.
كما أنني لا ألوم الفتاة التي تتصنّع الرقة، بل أتفهمها وأنتقد المجتمع الذي فرض عليها هذا السلوك، لاعتباره أن المرأة الجذابة يجب أن تكون في غاية في الرقة، لكننا كنساء لسنا مضطرات إلى إظهار أنوثتنا طوال الوقت حتى نلقى حُسن المعاملة من الجميع، فالرسالة التي أردت توصيلها الى المرأة: «كوني نفسك طوال الوقت؛ ولا تتقمّصي شخصيات مختلفة، لأن التمثيل حتماً سينكشف». الجميل في هذا الفيديو أنه نال إعجاب النساء والرجال وتبادلوه في ما بينهم.

- لماذا رفضتِ عروض تقديم برامج تلفزيونية للمرأة؟
لا تستهويني برامج المرأة التلفزيونية، حيث أراها لا تخاطب عقل المرأة؛ بل تختزل دورها في المطبخ والعيش بين مستحضرات التجميل. ولأن من الضروري أن يكون لكل البرامج راعٍ إعلاني؛ يتدخل دائماً في سياسة البرنامج، فالشرط الوحيد الذي يخوّلني قبول تقديم برنامج تلفزيوني، هو تقديم فكري الخاص.
لكن إذا نزلنا إلى أرض الواقع سنجد أن التلفزيون هو الذي يسعى حالياً للمشاهدة على الإنترنت؛ بعد تراجع عدد الجمهور المستهدف من الشباب، وبالتالي أنا لا أسعى إليه جاهدة، خاصة أن برنامجي على الإنترنت يحقق نِسب مشاهدة أعلى من البرامج النسائية التي تُبثّ على التلفزيون.

- تقولين إنك لطالما رفضتِ فكرة تنميط المجتمع للمرأة، لكن أي ممارسات تقصدين؟
أكثر ما كان يضايقني، أن هناك أموراً بسيطة مرفوضة بالنسبة الى البنات، لكنها مسموحة لأشقائهن الذكور. لذا كنت دائماً أبحث عن قانون اجتماعي عادل يحكم على التصرف لا على النوع الاجتماعي. ورغم نشأتي في أسرة تحترم المرأة، كنت في المقابل أرى التنميط مسيطراً على أسر صديقاتي فأستشيط غضباً.

- وتلافيت ذلك في تربيتك لابنك الوحيد...
هذا صحيح، مثلاً في أثناء لعبه مع أصدقائه لا أقول له مطلقاً لا تضرب البنات، فلو أكدت له أن للبنات معاملة خاصة في اللعب؛ أوضح له وجهة نظري بطريقة غير مباشرة فأقول إن البنت بلهاء ضعيفة وغير قادرة على الدفاع عن نفسها، وفي المقابل أُفهمه أن العنف سلوك مرفوض بصفة عامة، وبالتالي أرسّخ في نفسه القيم الإنسانية التي تسري على الجميع من دون النظر الى النوع الاجتماعي.

- هل ترين أن المرأة العربية تربّت على الطاعة العمياء وتسليم حياتها بسهولة الى رجل يتحكم فيها؟
هذا حقيقي، فالمرأة العربية لم تتعلّم رفض الممارسات الذكورية عليها، لكن أمهاتنا ألحقن بنا الأذى أكثر من آبائنا وأشقائنا، فالأم هي التي تربّي على الاستسلام والخضوع لتلك الأفكار وتوريثنا إياها. فمثلاً، الزوجة المضطهدة تستمر في زيجتها الفاشلة بضغط من أمها وخالاتها التعيسات، مفضلاتٍ شقاءها على نيلها لقب مطلقة، لأن الطلاق عار اجتماعي في رأيهن.

- ما أشكال العنف التي تمارسها المرأة ضد المرأة؟
إضافة إلى توريث الأفكار الخاطئة، هناك التشجيع على الاستسلام للممارسات الخاطئة ضدها، مثل الخضوع لتعنيف زوجها؛ وأن من واجبها التغاضي حفاظاً على الترابط الأسري، لكن الحقيقة أن واجبها الاعتزاز بشخصها؛ وواجب شريكها احترامها في ما بينهما وأمام الجميع، فإن انتُهكت حقوق المرأة الأساسية كإنسان، تسقط عنها كل الواجبات، وعليها أن تعلن رفضها بأي طريقة تحلو لها حتى وإن كانت الانفصال. وتؤذي المرأة نظيرتها أيضاً بتنصيب نفسها الناصح الأمين، والحقيقة أن الناصح له صفات مختلفة لا تتوافر في الصديقات والأقارب، لأن لكل تجربة ظروفها الخاصة والمختلفة عن التجارب الأخرى.

- ألا يعترض زوجك على موضوعات فيديواتك؟
بالعكس، زوجي متعاون معي ويدعمني في أفكاري، ويحب أن أعرضها عليه قبل التنفيذ ونتناقش، ومن الممكن أن نطوّر الفكرة، خاصة أنه مهندس صوت وخبير في «الميديا»، وقد يساعدني هو وابني إذا احتجتهما في الظهور معي.

- لماذا ترفضين فكرة المثل الأعلى؟
ولماذا أحصر نفسي في قالب شخص ما؟! ينبغي أن أحصل على فرصتي لعلّني أكون أفضل منه وأملك قدرات عالية. المثل الأعلى هو مفهوم خاطئ لدينا، ويعني أنه ينبغي عليك السعي والاجتهاد؛ لتكون نسخة من شخص ما ناجح، من دون النظر إلى قدراتك، التي ربما تجعلك أكثر نجاحاً منه.
كذلك يستفزني كثيراً تشبيه الفنانين العرب بآخرين من الغرب، فمثلاً يلقبّون الفنان القدير محمود حميدة بـ«آل باتشينو العرب»، وهو في رأيي يفوق آل باتشينو موهبةً ونجاحاً. لكن هذا ليس معناه ألا نطّلع على قصص نجاح الشخصيات الشهيرة، بل نستلهم منها ونخوض تجاربنا الخاصة؛ لنكون أفضل نسخة من أنفسنا لا الآخرين.

- كلمتك في TEDxWomen كانت رائعة، لكنها تتضمن رسالة تفيد بأن «السعادة لا تكمن في الرضا»... ألا ترين ذلك تحريضاً للنساء؟
هو تحريض إيجابي على الاعتراض على كل الموروثات البالية التي تزرعها في عقولنا أمهاتنا، فهن دائماً يختزلن الرضا في الاستسلام إلى وضع خاطئ؛ ورفض أي محاولات لتغييره، مؤكداتٍ أن الاستسلام مفتاح السعادة، لكن الواقع يؤكد أن الإنسان في تطور دائم، ويملك القدرة على تغيير حياته الى الأفضل، وهذا هو مصدر السعادة.

- هل تصنّفين نفسك «فيمينست»؟
أعتقد أن الألقاب ليست مهمة، فلم أفكر يوماً في ما إذا كان الـ«فيمينست» لقباً جيداً، عليَّ أن أصنّف نفسه من خلاله، لكنني أدافع عن حقوق المرأة بما أنها الطرف الأضعف والأكثر ظلماً في المجتمع. وفي المقابل، إذا رأيت رجلاً مظلوماً في مجتمعنا فلن أتردّد في الدفاع عنه.

- ما أهم التحديات التي تواجهها المرأة في مصر والوطن العربي؟
النظرة الدونية للمرأة، وهذا في رأيي عدم احترام لها، فلو عوملت المرأة باحترام وبصفتها إنساناً كاملاً، ستحصل على كل حقوقها من دون عناء أو حروب. ومن أهم التحديات التي تواجهها المرأة في المنطقة العربية أيضاً، النظر إليها كجسد في المقام الأول، وليس كعقل أو روح أو إنسان. والنجاح في كسر هذا التحدي سيُخرج الرجل من تقييمه المتعلق بغناه المادي، وبالتالي سيُنظر إليه كإنسان وروح وكيان. ففي رأيي، كلتا القناعتين مرتبطتان ببعضهما البعض، بالنسبة الى توريث المجتمع لثقافة «يجب أن تكون المرأة جميلة والرجل ثرياً» بغض النظر عن أدوارهما في المجتمع.