نجوى كرم مكرّمة من وزارة الثقافة الفرنسية

باريس - هنادي عيسى 07 يوليو 2018

لم تكن عاديةً الحفلة التي أحيتها شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم في قصر المؤتمرات في باريس، فهي ليلة من ألف ليلة وأعادت إلى المدينة الساحرة ليالي السهر والفن الجميل، على حد قول الإعلامية غابي لطيف التي حضرت الحفل مع مجموعة كبيرة من الإعلاميين العرب القاطنين في فرنسا، كما شارك في الحفلة النجم نادر الأتات الذي هزّ خشبة المسرح بأدائه القوي وحضوره الجذّاب. 

قبل الخوض في تفاصيل الحفلة، نستعرض التحضيرات التي قامت بها نجوى كرم قبل أيام من سفرها إلى باريس، حيث أجرت نوعاً من الاستفتاء على حساباتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، أتاحت خلاله لمحبّيها اختيار الأغنيات التي يرغبون بسماعها على خشبة المسرح وذلك للحصول على المزيد من التفاعل، كما خضعت مع فرقتها الموسيقية لعدد من البروفات في استديو جو بارودجيان، والتي تمكنت على ضوئها من انتقاء أغنيات لم تؤدّها منذ سنوات على خشبة المسرح مثل "سهرانة" و"هيدا حكي" و"لو بس تعرف" وغيرها.  

تفاصيل الرحلة 

سافرت نجوى الى باريس برفقة أعضاء فريق عملها، وعندما وصلت الى مطار شارل ديغول، استُقبلت بحفاوة وهي على سلّم الطائرة، ثم أقلّتها سيارة خاصة إلى صالون الشرف الذي فُتح تكريماً لها، وكان في استقبالها المنتج عادل معتوق صاحب شركة L'OSCAR PRODUCTION الذي تولّى تنظيم الحفلة. وبعد ذلك، انتقل الجميع إلى مطعم LE GRAY في الشانزليزيه لتناول الغداء، ومن ثم غادر الجميع الى الفندق. وقبل موعد الحفلة بيوم واحد، كثّف أعضاء الفرقة الموسيقية تدريباتهم، خاصة وقد انضمّ إليهم عدداً من عازفي آلة الكمان التونسيين، لتكتمل التحضيرات بوصول النجم نادر الأتات يوم الحفلة إلى باريس برفقة مدير أعماله علي الأتات والمنتج باسكال مغامس، وتوجّههم على الفور إلى المسرح لإجراء البروفات مع الفرقة الموسيقية.

وفي اليوم الذي سبق الحفلة، أقام المنتج عادل معتوق في مطعمه الخاص احتفالاً كبيراً تكريماً لنجوى، وقد حضره حشد من كبار الشخصيات والإعلاميين.

تكريم من وزارة الثقافة 

ليلة 23 حزيران/يونيو، بدأ الناس يتوافدون في تمام الثامنة والنصف إلى قصر المؤتمرات، وقد غصّت الصالة بحشود تمثّل الجاليات العربية في باريس، فضلاً عن معجبي نجوى الذين أتوا من مختلف الدول العربية، ومنها المغرب، تونس، الجزائر، لبنان وفلسطين... وبتمام الساعة التاسعة، اعتلى نادر الأتات خشبة المسرح وقدّم لنحو ساعة مجموعة من أغنياته الخاصة ولمطربين آخرين، لاقت تفاعلاً كبيراً من الحضور الذي استمر في الرقص والتمايل على أنغامها. ومن ثم قدّم الثنائي الفكاهي غابي حويك وشادي مارون اسكتشات قلّدا فيها عدداً من الشخصيات الفنية والإعلامية والسياسية، مما أثار إعجاب القائمين على الحفلة...

وعند العاشرة، دخلت "شمس الغنّية اللبنانية" خشبة المسرح على أنغام أغنيتها الشهيرة "قمر العشاق" وسط هتافات الحضور وتصفيقهم الحاد، لتنطلق السهرة بأجواء رائعة أدت خلالها كرم باقة من أجمل أغانيها ومواويلها التراثية والتي ردّدها الجمهور طوال الحفلة فبدت كالفراشة التي لوّنت القاعة بحضورها الآسر... وفي ختام الحفل، قدّم عادل معتوق لنجوى درعاً تكريمية من وزارة الثقافة الفرنسية وإدارة قصر المؤتمرات في باريس، وهي بدورها عبّرت عن سعادتها بهذا التكريم.

لقاءٌ ودّي في الكواليس 

وعقب الحفلة، التقت نجوى في الكواليس بالإعلامية غابي لطيف التي أثنت على حضورها، مؤكدةً أنها أسطورة من أساطير الفن، وقد ذكّرتها بعمالقة الفن الكبار من أمثال صباح ووديع الصافي، والذين كانوا يحييون أجمل الحفلات في باريس. وبعد أن التقطت نجوى مجموعة من الصور مع معجبيها، توجّهتْ إلى غرفتها حيث كانت "لها" و"الفانز" في انتظارها، فاستقبلتنا رغم التعب والإرهاق بتواضعها المعهود، وهذه ميزة قلّ ما نجدها بين الفنانين... فبكل محبة تناقشت مع زوّارها وبيّنت لهم أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في مسيرة الفنان، لكنها أبدت انزعاجها من بعض الذين ينقلون عبر هواتفهم الذكية حفلاتها مباشرةً للملايين، فهذه الهواتف في رأيها لا تنقل الصوت الطبيعي للفنان، مما يجعل البعض يصطاد في الماء العكر لأهداف لا تُخفى على أحد.

 وعندما سألنا نجوى عن أسباب ابتعادها عن تقديم أغانٍ كلاسيكية على المسرح، أجابت بأنها تخاف أن يفقد الإيقاع قوّته على المسرح وبالتالي يخفّ تفاعل الجمهور مع أغانيها. أما عن حفلاتها لهذا الصيف فأكدت أنها لن تحيي عدداً كبيراً من الحفلات، خاصة أنها لم تصدر بعد أغنية جديدة، وهي حالياً تحضّر لأكثر من عمل تنوي اختيار الأفضل بينها، كما لم تُخفِ مشكلتها في العثور على كلمات مميزة. وعمّا إذا كانت ترغب بإصدار ألبوم كامل، أوضحت نجوى أن الفكرة ليست واردة حالياً، بل هي تهتم بالأغاني المنفردة وتحرص على دعمها لتحظى بالانتشار المطلوب... لقاؤنا بنجوى استمر إلى ساعات متأخرة من الليل، فغادرنا الفندق لترتاح.