حفزّوا خلايا أولادكم العصبية بـ "اللعب"

06 يوليو 2018

"مهما كانت مشاغلك، فربع ساعة فقط من اللعب كل يوم مع أولادك، سوف تحفز آلاف الخلايا العصبية في مخهم وتطوره بشكل كبير.. ولادك يستحقوا الربع ساعة دي (تلك).. #السنين_الأولى_بتفرق"، هذه تدوينة نشرتها صفحة منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" عبر صفحتها الخاصة بمصر، عبر موقع التواصل الاجتماعي، تعكس مدى أهمية اللعب مع الأبناء، بخاصة في سنوات التكوين الأولى.
محمد خالد

ربع ساعة فقط من لعب الآباء مع الأبناء قادرة على تحفيز آلاف الخلايا العصبية بمخ الأطفال، وتعمل على تطويره بصورة كبيرة، وفق اليونيسيف، وعلى رغم ذلك فإن كثيراً من الأسر عادة ما تدفعها مشاكل وضغوط وانشغالات الحياة لتجاهل قيمة اللعب مع الأبناء، بل تتعدى بعض الأسر ذلك لترك الأبناء أمام الشاشات، سواء التلفزيون أو أجهزة الهاتف أو الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية، بما في ذلك من مخاطر وآثار مدمرة لإدراك الأطفال تحدث عنها خبراء التربية وعلم النفس كثيراً.

اليونيسيف أتبعت تدوينتها بتدوينة أخرى وجهت فيها تحية لكل الآباء الذين يدركون أهمية قضاء وقت للعب مع الأبناء، ووصفت قضاء وقت اللعب مع الأبناء بـ "الاستثمار في الأبناء". وقالت المنظمة عبر صفحتها في مصر: "تحية لكل سوبر بابا بيستثمر في تنمية أولاده بإنه يقضي معاهم وقت يشاركهم فيه اهتماماتهم ولعبهم! #السنين_الأولى_بتفرق".

الاستشارية النفسية الدكتورة إيمان البطران، كتبت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك": "وأنتوا بتربوا أولادكم، خلوا (اجعلوا) دائماً بينكم مواقف حلوة، ضحكة ولعبة وكلمة وحضن.. الأحاسيس الحلوة مش (لا) بتتنسي، حوشوها (ادّخروها) في حصالة الحب".

"عاملوا أولادكم بحنان ورحمة.. القسوة في الطفولة مش بتتنسي (لا تُنسى) وتترك قلب مجروح، اتعود يبقى مكسور وحزين مهما حقق من إنجازات"، تقول البطران.

دراسة أعلنت نتائجها في كانون الأول (ديسمبر) 2017 بموقع صحيفة" دايلي ميل" البريطانية، كشفت عن زيادة معدلات وقت قضاء الأطفال أمام شاشات التلفزيون وألعاب الفيديو والكمبيوتر. وبينت أنه في العام 2000 قضى الشباب ثلاث ساعات يومياً أمام تلك الأجهزة، بينما في 2015 ارتفع دلك المعدل ليصل إلى خمس ساعات يومياً، بخاصة الأطفال الذين يقبلون على الأجهزة الحديثة.

يعكس ذلك انشغال الكثير من الأسر عن أبنائهم وتركهم لمخاطر الألعاب الإلكترونية، ووفق دراسة أجريت بجامعة بوسطن الأميركية أعلنت نتائجها في العام 2015، فإن إفراط الأطفال في استخدام الألعاب الإلكترونية قد يؤدي إلى تدمير عقول الأطفال. وقالت الدراسة إن كثيراً من الأسر يلجأون إلى إلهاء الأبناء بالألعاب الإلكترونية والتلفزيون هرباً من بكائهم أو غضبهم، وقالوا إن مداومة الأطفال على ذلك يقلص استخدامهم لقدراتهم العقلية.

وعبر مجموعة "تجربة" في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" طرحت أمل إبراهيم سؤالاً على أعضاء المجموعة قالت فيه: "المفروض العب مع ابني سنة ونص إد إيه؟ بزهق (أشعر بالملل) بسرعة.. أنا طبعاً مهتمة بأكله وشربه وأمور التربية عموماً، بس اللعب ماليش (ليس لي) طاقة، ممكن ساعة بالكثير". وتفاعل أعضاء المجموعة مع ذلك السؤال، وعبّر الكثير منهم عن وجهة نظره، إلا أنهم اجتمعوا على نصيحتها بعدم اللجوء إلى الألعاب الإلكترونية، والكرتون، والاعتماد على اللعب مباشرة مع طفلها ولو لوقت قليل يومياً.

وذكرت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، في دراسة لها نشرت في العام 2010، أن وقت اللعب مع الأطفال ليس مجرد تسلية، إذ أن اللعب معهم يعلمهم التواصل الاجتماعي ويعزز من خيالهم وينمي إدراكهم وانتباههم. بينما هناك العديد من الدراسات الأخرى التي تحدثت عن مخاطر ترك الأبناء أمام الألعاب الإلكترونية وتأثير ذلك على سلوكهم وشخصياتهم، وحتى على علاقاتهم الاجتماعية، إذ تخلق المداومة على تلك الألعاب شخصاً انطوائياً يحب العزلة.

نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"