'النبطي'

يوسف زيدان, شركة صوت القاهرة, روائي , دار الشروق, شبه الجزيرة العربية, فتاة مصرية / فتيات

16 فبراير 2011

الكتاب: 'النبطي'

الكاتب: يوسف زيدان

الناشر: دار 'الشروق' القاهرة


بتقنية سرد عتيقة، يتماس الروائي المصري يوسف زيدان، في روايته «النبطي»، مع عالم روائي يعد بالكثير، لارتباطه بحدث مفصلي في تاريخ البشرية وهو ظهور الإسلام، الذي قلب ثوابت عالم تلك الحقبة الزمنية «القرن السابع الميلادي» رأسًا على عقب. و«النبطي» صدرت عن دار «الشروق» في القاهرة، وتعد الرواية الثالثة لزيدان بعد «ظل الأفعى»، و«عزازيل»، التي فازت بجائزة البوكر العربية في دورتها الثانية.

وتقنية السرد، التي اتكأ عليها زيدان في «النبطي»، تعيد إلى الأذهان «ألف ليلة وليلة»، حيث تحكي «مارية»، وهي فتاة مصرية انتقلت إلى منطقة بين الجزيرة العربية والشام بعد زواجها من تاجر نبطي، ما تراه وما يتناهى إلى سمعها من بداية العمل وحتى نهايته. لكن حرص زيدان على مجرّد «التماس» أمور مرشحة لإثارة الجدل وليس «الغوص» فيها، تسبب بالمرور على أحداث وأفكار وشخصيات مهمة مرور الكرام في أغلب الأحيان، وهو ربما فعل ذلك ليتحاشى الدخول في جدل مع الفاعليات الدينية في مصر، وبلاد عربية أخرى، كما حدث بعد صدور روايته «عزازيل»، التي صدر منها في غضون ثلاثة أعوام ما يزيد على عشرين طبعة.

والطريف هنا هو أن «النبطي» الذي يدل على اسم الرواية، وهو بالمناسبة ليس زوج «مارية» وإنما شقيقه، بدا شخصية هامشية، ربما لتحاشي الصدام قدر الإمكان مع السلفيين المسلمين، خصوصاً أن هذا النبطي كان يعتقد أنه مؤهل لتلقي وحي إلهي يؤسس لدين سماوي جديد ينطلق إلى العالم من شبه الجزيرة العربية!.