بين قول الحقيقة أو الكذب .. ثلاث خطوات لقرار أخلاقي

17 يوليو 2018

جهاد عويص


هل وقعت في حيرة من قبل بين قول الحقيقة أو الكذب، حول أمرٍ ما طُلب منك إبداء رأيك فيه؟

يواجه كثيرون مشكلة تتعلق باتخاذ "قرارات أخلاقية"، كأن يؤذوا مشاعر زملاء لهم  تصرفوا بشكل خاطئ، بفضحهم أمام الجميع على اعتبار أن تصرفهم يعرض الكل للخطر.

وما بين قول الحقيقة أو الكذب لأجل عدم إيذاء مشاعر الآخرين، تبرز مشكلة التردد في اتخاذ القرار الأخلاقي، كما تحدث عنها الفلاسفة، ووضعوا ثلاثة أساليب تُسهل اتخاذ هذه القرارات، بحسب ما نقله موقع "ذا كونفرزيشن" الأميركي.

قُم بالخيار الأفضل

يتحدث هنا الفلاسفة عن سعي الأشخاص إلى دراسة النتائج التي قد تحصل كنتيجة للأفعال أو الخيارات التي نتبعها. "العواقبية" مصطلح يقول إن القيام بالشيء الصحيح هو الذي يحقق أفضل نتيجة بالنسبة للمتضررين، وأن أفضل النتائج هي التي تجلب سعادة أكثر مقارنة بالمعاناة.

ويقول الفيلسوف بيتر سنغر (أحد المدافعين عن نظرية النفعية): "عندما نتمكن من القيام بشيء يعزز من سعادة الآخرين، سواء كانوا قريبين أو بعيدين، بأقل تكلفة نسبية لنا، فهو ما ينبغي علينا فعله".

القواعد

إن اتباع القواعد في الغالب أمرٌ صحيح. يطرح الموقع الأميركي مثالا يقول فيه تخيل أن هناك شخصا يُعالج من آثار عملية جراحية في ركبته، بينما تتطابق أعضاؤه مع ثلاثة أشخاص تعرضوا لحادث سيارة، ويحتاجون إلى قلب وكبد ورئة، فطلب المريض الأول من الطبيب وهب أعضائه للأشخاص الثلاثة.

ينص "قسم أبقراط" للأطباء على عدم إلحاق الأذى بأي شخص حتى لو طلب ذلك بنفسه، لذلك بالتأكيد لن يقبل الطبيب ذلك العرض لأنه من غير الأخلاقي قتل شخص واحد لإنقاذ ثلاثة آخرين، لكن السؤال هنا، لمَ لا؟ بينما العرض يجلب السعادة لأشخاص أكثر.

يُلخص الفلاسفة الأمر بأن اتباع القواعد يحمي القيم الأخلاقية المهمة ويعززها، ومنها احترام الأشخاص لذواتهم وليس فقط لأجسادهم، واعتبار أن ممتلكاتهم ومعاملتهم ذات قيمة كبيرة لوحدها.

الاهتمام العاطفي

ينقل الموقع عن الفلاسفة التابعين لمنهج "أرسطو" أن الفضيلة تعتبر مصدر الإرشاد، فعندما يبحث الشخص عن فعل شيء، عليه أن يدرس انعكاس هذا الفعل عليه وعلى علاقاته بالمحيط من حوله.

ويبين التقرير أن كون الشخص محترماً ومتعاطفاً مع الآخرين، يمكن أن يساعد في اتخاذ القرارات الأفضل، كما لو أنها طريق توجه بها الإنسان نحو فعل الشيء الصائب في قراراته.

الحوار حل

ويقول موقع Thriveglobal في تقرير حول الموضوع، إن الطريق الوحيد للخروج بقرار هو امتلاكنا حجة جوهرية وعقلانية وذات هدف، وتدعم اقتراحنا، ويتحقق ذلك عبر اللجوء إلى الحوار حول الموضوع، من أجل الوصول إلى أفضل قرار قد تتخذه حول موضوع معقد.

وبحسب الموقع، فإن الحوار يسمح بتقييم الظروف والاستثناءات من القواعد التي قد تحكم قراراتك، ويُحدث توازناً بين العواقب والظروف المتوقعة، من خلال تخاطب عقلاني وعلني، بشكل يُوصلك إلى اتخاذ أفضل قرار أخلاقي. 

   

نقلاً عن شبكة الحياة الاجتماعية