كيف تؤثر صور الـ"سوشال ميديا" على تناولنا للطعام؟

17 يوليو 2018

ميس حمّاد


كثير من الأطباق المزخرفة، ذات الترتيبٌ متقَن، والالوان البراقة، والعديد من وجبات الطعام المنوعة، وأنواع متعددة من السلطات، والحساء، والحلويات، والعصائر وغيرها الكثير من الأطعمة، التي لم تكن يوماً جزءاً من روتيننا اليومي، باتت كذلك بفعل ما نراه من صور وما ينشره الآخرون، تُذيلها عشرات الأوسمة المختلفة (هاشتاغ) بحسب تعدد الثقافات واللغات على تطبيق "انستغرام".

فهناك أكثر من 271 مليون صورة على تطبيق "انستغرام" مندرجة تحت هاشتاغ "Food"، فيما حمل الوسم العربي "أكل" أكثر من مليون ونصف مليون صورة، وبالتأكيد عدد الصور آخذ بالتزايد مع كلّ دقيقة تمرّ على مستخدمي "انستغرام" وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي. ويندرج ذلك ضمن دائرة التسويق الاستهلاكي على موقع "انستغرام"، عن طريق تخصيص حسابات للمطاعم، ونشر صور الطعام، وصور من حوله سعداءً بتناوله.

مما لاشك فيه أن تصوير الطعام لا يقتصر على المصوّرين المحترفين وحسب، وإنما بات يشمل كل من الطبّاخين المحترفين، أو سيدات البيوت، أو أيّ شخصٍ يذهب لمطعم أو يصنع في بيته وجبةً من المفترض أن تكون "عادية"، فيميل لتصويرها قبل أن يمدّ يده للطبق، ثمّ ينشغل بتعديل الصورة لإظهارها بطريقةٍ أفضل قبل نشرها. أو قد ينشغل قبل ذلك كلّه باختيار الزاوية المثاليّة للتصوير، بإضاءتها وظلّها، لتكون الصورة بأجمل ما تكون.

ولا تتوقف المسألة عند التقاط الصورة ونشرها فحسب، بل يتعدّى لفحص الهاتف والمواقع آلاف المرات لرؤية التفاعل معها، ومن أُعجب بها، ومن علّق عليها، ومن مرّ بصمتٍ عنها.

وكشف استطلاع رأي أجراه موقع "تليغراف" فإن أربعة من كل 10 أشخاص في بريطانيا، من مُجمل 2000 شخص شملهم الاستطلاع، أصبحوا يولون اهتمامًا كبيرًا لطريقة عرض الطعام الخاص بهم أكثر مما كانوا يفعلون قبل خمس سنوات. وترتفع النسبة إلى الثلث بين الأشخاص بين سن 18 إلى 24 عاماً.   


ويوضح "Facebook Insights" أن 66 في المئة من مستخدمي "انستغرام"، من محبي تناول الطعام في الخارج، يجدون في صور الطعام إلهامًا لهم في تجربة تناول الطعام الجاهز، كما أن62 في المئة من المتابعين يتأثرون بالصور المنشورة للطعام على "فايسبوك" وكذلك بالفيديوهات عن الطعام.

ويظهر تأثير "انستغرام" على طرق اختيارنا لما نأكله، وقد تدفعنا العديد من الصور والفيديوهات إلى تحديد اختياراتنا للأماكن والمطاعم. فالأمر عبارة عن سلسلة متتابعة من الأحداث التكنولوجية، تنتهي بأنك تتناول مزيدًا من الطعام الجاهز، حيث يتابع Google Rating أكثر المستخدمين الذين يصورون وجبات طعامهم ويقيمونها وفق الجودة والنظافة وجمال المطعم، ليمنح أكثر المستخدمين تقييمًا نجومًا تختلف ألوانها بحسب عدد تقييمات الشخص، ومن ثم يجعله غوغل موثوقًا به في منح التقييمات للمطاعم، فيستخدمه الناس مرجعًا أساسيًا لهم في الحكم على المطاعم قبل الذهاب إليها.​

وليس غريباً أن تستخدم المطاعم هذا الجانب، وتتفق مع أشخاص "مؤثرين" ليقوموا بنشر صور وجبات الطعام على حساباتهم، طمعاً بجذب انتباه الآلآف، مقابل مبلغ مالي ووجبة مجانية.

نقلاً عن شبكة الحياة الاجتماعية