الكتاب: 'مباني الفوضى'

الباحثة:  فيروز كراوية

الناشر: دار 'مدبولي'


في كتابها 'مباني الفوضى'، سينما العشوائيات بين عقل طبقة ونظام'، الصادر عن دار 'مدبولي' في القاهرة قبل أيام قليلة من اندلاع ثورة '25 يناير'، تكشف الباحثة المصرية فيروز كراوية كيف أن عدداً من الأفلام المصرية التي أنتجت في السنوات الأخيرة، وتناولت أوضاعاً سياسية واقتصادية واجتماعية، ربما كان شـأنها شأن العديد من الإنتاجات الفكرية والثقافية التي جاءت في سياق حراك سياسي واجتماعي مناهض للنظام، بمثابة 'زرقاء اليمامة' التي أبصرت أن مصر موعودة بتلك الثورة. 
يتناول الكتاب، الذي يعتمد على أطروحة ماجستير قدمتها 'كراوية' الى الجامعة الأميركية في القاهرة، الدور الاجتماعي والثقافي الذي لعبه بعض تلك الأفلام التي تعالج 'تيماتها' الأساسية حياة العشوائيات، التي كادت تتجاوز في جغرافيتها الحقيقية، أياً من مدن الصفيح أو المقابر السكنية، إلى مصر كلها التي تحولت في سنواتها الأخيرة، وبفضل سياسات نظام مبارك الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، إلى حي عشوائي هائل يعشش فيه الفقر والفساد والقهر والعنف والفوضى.

هناك الكثير الذي يحفل به الكتاب لتسليط الضوء على حياة العشوائيات، من خلال تحليلات سياسية-اجتماعية للدراما التي قدمتها أفلام مثل 'اللمبي' و'حين ميسرة'، وهي تحليلات تصب بالنتيجة في محاولة كشف الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية الضاغطة، التي تقف وراء ممارسات سلبية شائعة في حياة العشوائيات، إلا أن الأهم في كل ذلك هو ربطها بظاهرة العنف المجتمعي التي تنامت بسبب شبكة المصالح التي أنتجتها بين البلطجية وجهاز الشرطة، والتي أصبحت تشكل مساراً للحياة داخل العشوائيات، بل وتتجاوزها.