من حكايا الصيف

فاديا فهد 25 يوليو 2018

في الصيف، يحلو السمر تحت ضوء القمر، كما تحلو القراءة عند الشاطئ، حيث تحملنا الكلمات الى عالم الخيال. من القراءات الأخيرة، هذه الأسطورة اليونانية القديمة. كانت أميرة فائقة الجمال والذكاء والاعتداد بالنفس. وكان والدها يخشى أن ينقلب جمالها وذكاؤها عليها، فتبقى عزباء، لكثرة ما رفضت الارتباط. فقرّر الوالد أن يترك ابنته عند قمّة جبل عالٍ. وطلب أن تزُوّج لأمير بوجه ثعبان. بقيت الأميرة ساعات وساعات في البرد القارس عند قمّة الجبل، حتى نال منها النعاس. ثم استفاقت في قصر جميل فاخر، متوّج بالفخامة، من حولها الخدم والحشم. وعند منتصف الليل، جاءها زوجها ملتفّاً بالظلام، وطلب إليها أن تثق به، وألاّ تشعل ضوءاً عندما يكون معها. مرّت الأشهر، ووقعت الأميرة في غرام الزوج المتيَّم بها، وأحاديثه الليلية التي تنمّ عن نبل وثقافة عالية. وقادتها حشريتها الى الكشف عن هوية الزوج، فأضاءت ذات ليلة، شمعة، ورفعت الغطاء عن وجه الزوج النائم. وإذا به ثعبان مرعب! تنبّه الزوج للتو، واختفى الى الأبد. والعبرة من هذه الأسطورة: لا تكشفنّ عن الوجه الحقيقي للحبّ، فالحبّ هو لغز  جميل، إن كشفَ عن وجهه، انتهى!


نسائم

الأفق عند الشاطئ يحمل مراكبنا

الى البعيد،

الى حيث تنسحب الشمس ببطء

وتسحب معها أحلامنا وأمانينا

وما بقي لنا من سعادة وطمأنينة

ذات صيف مشعّ.