"الأحلام الأربعة".. ترتيب مختلف للأولويات من منظور شبابي

25 يوليو 2018


محمد خالد


"ما هو الترتيب المنطقي: زواج - سكن - سيارة – عمل؟"، سؤال طرحه محمود شرف  أخيراً في 11 حزيران (يونيو) الجاري، عبر إحدى المجموعات الشبابية المغلقة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، استطلع من خلاله آراء رواد المجموعة في ترتيب تلك الأولويات التي تعتبر أحلاماً شبابية في مرحلة بدء الحياة، في ما بعد التخرج في الجامعة.

وعلى رغم أن السؤال قد يبدو سهلاً للبعض من منظور ترتيب الأولويات، إلا أن التعليقات عجّت بخلافات واسعة حول منطقية الترتيب بين تلك الغايات الشبابية، ولكل أسبابه الخاصة التي ينطلق منها في تحديد تلك الأولويات.

فبينما البعض لا يعير الزواج اهتماماً كبيراً في مقدمة الأولويات باعتباره يرغب في "تكوين نفسه وتحقيق كل أحلامه قبل الزواج"، ذهب آخرون إلى أن بعض تلك الغايات قد تكون كماليات. فقد يمكن الاستغناء عن السيارة، وقد يمكن استئجار سكن، ولكن لا يمكن التخلي عن الزواج باعتباره أولوية من أجل الاستقرار.

واللافت أن الكثيرين ممن أدلوا بدلوهم تعليقاً على هذا السؤال، قدّموا العمل والسكن كأولوية، واختلفوا بعد ذلك في المفاضلة بين شراء سيارة أو اتخاذ قرار الزفاف، أيهما أولاً.

وكان لأحد أعضاء المجموعة، ويدعى محمد فوزي رأي آخر، فقال "ولا بالترتيب ولا بالمزاج.. بإرادة الله و توفيقه.. هي أرزاق بيوزعها الرزاق"، فيما علق شريف حسين، شاكياً الظروف: "حسب الدولة اللي أنت فيها.. في مصر أنت محتاج عمل، بس ابقي قابلني لو عرفت تعمل حاجة من التلاتة التانيين".

وكتب إبراهيم فتحي: "تختلف من شخص لشخص.. أنا قررت أول حاجة أعملها في حياتي إني أجيب سيارة.. بالنسبة لي السيارة أهم من أكلي وشربي، ومن غيرها حقيقي لا هروح ولا هاجي لأهميتها القصوي بالنسبة لي .. لأنها بالنسبة لي مش رفاهية".

أولويات أخرى

وإن اقتصر السؤال الذي وجهه شرف عبر المجموعة على أولويات أو غايات أربع فقط، فإن هنالك العديد من الأهداف الأخرى التي خرجت من سياق خيارات الترتيب التي طرحها، من بينها "الهجرة" التي تعتبر أولوية بالنسبة لخمس الشباب العربي تقريباً. فقد أظهرت دراسة أعلنت نتائجها في الربع الأول من العام 2017 أن "خُمس الشباب في مصر وتونس والجزائر ولبنان يرغبون في الهجرة"، وهي الدراسة التي شملت عينة من 10 آلاف شاب من البلدان المذكورة، وأجراها مركز تحليل مستقبل في إسبانيا.


ولعل ذلك كان حاضراً بقوة ضمن التعليقات على السؤال المشار إليه، إذ كتب أحمد الزيني قائلاً عن الترتيب المنطقي من منظوره الخاص: "هجرة ثم شغل ثم سكن ثم زواج ثم سيارة أو السيارة الأول". بينما رأى محمد جابر أن المحك الرئيس هو "العمل"، ذلك أن العمل هو ما يحقق باقي الأولويات الأخرى.

فيما خلصت دراسة صادرة في العام 2016 عن المركز الإقليمي للدراسات في القاهرة، إلى أن هنالك أولويات جديدة للشباب العربي قد ظهرت بعد مرور سنوات خمس على التطورات العاصفة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، وتختلف تلك الأولويات عن تلك التي كانت قبل العام 2011.

معايير حاكمة

وتبزغ العديد من المعايير التي تُحدد تلك الأولويات الخاصة للشباب العربي عامة، من بينها المعايير والظروف الخاصة (الذاتية) وتلك الخارجية. فمن بين المعايير الذاتية الحاكمة لأولويات الشباب ما يرتبط بنمط نشأته أولاً، وتربيته وظروفه الاقتصادية وغيرها.

بينما من المعايير الخارجية وسائل الإعلام ودورها في التأثير على أولويات الشباب العربي، وهو الأمر الذي كان قد تناوله الباحث محمد منير في رسالة دكتوراه حول تأثير الصحافة على أولويات الشباب العربي.



نقلاً عن شبكة الحياة الاجتماعبة