Home Page

الروائي المصري محمد العشري...

هالة كوثراني, إنتحار, محمد العشري, روائي , كتب, نجيب محفوظ, قاعة /صالة / غرفة مكتبة, جائزة الشيخ زايد للكتاب

04 يوليو 2011

عندما يقع الإنسان في عشق الورق تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة ولا يُمكن أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية... ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية لمكتبة أحد «عشاّق الكتب» الخاصّة وجئنا بالإعترافات الآتية...

علاقتي بمكتبتي هي
علاقة عشق تقوم على الشغف والحب والصداقة والإيمان... بمعني أنني أؤمن أن المكتبة هي «صيدلية الروح»، والكتب علاجها، هكذا كان يسميها الفراعنة القدماء، وربما كانت تلك الجينات الفرعونية هي السبب.
فيها يمكنني أن أجد كل أنواع الأدوية، فبعض الكتب شافية من أمراض العصر، منها المُسكّن لِما نجابه في واقعنا الهادر، ولا نقدر على تغييره. ومنها الفاتح للشهية، كتب مثيرة ودافعة للتفكير، وربما إلى الكتابة، ناهيك بالكتب السامّة التي تقود إلى الانتحار، إن لم يكن القارئ محصّناً ببعض الوعي، قادراً على التجاوز.

أزور مكتبتي مرّة كلّ
يوم... أي بقدر حاجتي إلى الحياة، لأن الموت سهل يمكن نيله بإغفاءة واحدة.. فالحياة أصعب حيث ينبغي المجاهدة لنيل الأوكسجين، والهدوء، والتأمل. منتهى الحلم أن أجرّب حيوات كثيرة وأنا في مكاني.
لا شيء بمقدروه أن يمنحني ذلك السحر غير المكتبة. فالحياة بين الكتب، هي ما يمنحني الجَلَد والقدرة على الاستمرار، في ما ينبغي أن أستمر فيه، وفقاً لإرادتي.

أنواع الكتب المفضلّة لديّ
أحد وأهم أسباب السعادة أن أجد كتاباً يدهشني، يخترق رأسي، وينفذ إلى طبقات روحي، يهدّئها أو يحركها بجنون. ذلك ما يفعله الشعر، ومن بعده الرواية والخيال والكتب العلمية.
حين شرعت في تكوين صيدليتي، حفرت في الجدار، وعشّقت فيه رفوف المكتبة، حتى تصبح عظامها ملتحمة فيه، دون تفرقة أو تصنيف، لأنه لا حدود فاصلة في الحياة كما في الرأس، كما في الكتب. كنت أتمنى أن أبني بيتي من الكتب المتراصة إلى جوار بعضها وفوق بعضها.

كتاب أُعيد قراءته
نادراً ما أعيد القراءة، لأنني دائماً أقرأ وأنا مهيأ للقراءة، لكنني أعود إلى بعض الفقرات في الكتب التي أشرع في التحاور معها والكتابة عنها، خاصة دوواين الشعر والروايات والمجموعات القصصية.
لكن الكتب التي قرأتها أكثر من مرة معظمها مجهولة المؤلف، مثل: ألف ليلة وليلة، جمهورية أفلاطون، وأسطورة «كريشنا».

كتاب لا أعيره
كل الكتب لا أعيرها، فحين أستقبل بعض الأصدقاء في بيتي وتمتد آياديهم لتناول بعض الكتب أشعر أن الجدران ستنهار. جربت مرات أن أعير البعض ثم اكتشفت أنه خطأ فادح لا يجوز تكراره، لأن ما يخرج من مكتبتي لا يعود إليها أبداً.
هذا جعلني أرى الأصدقاء لصوص كتب، لذا لم أعد أستقبل أحداً منهم، وإن اضطررت أستقبله بعيداً عن صيدليتي.

كاتب قرأته أكثر من غيره
في كل مرحلة عمرية كان هناك اهتمام بالأعمال الكاملة لكاتب ما، أذكر نجيب محفوظ، ويوسف إدريس في المرحلة الأولى ، بعد ذلك جاء الاهتمام متنوعاً من خلال التركيز على قراءة الأعمال الكاملة، وأصبحت الدائرة في اتساع أكثر لتشمل كتاباً من أماكن متفرقة، مثل أعمال انطوان تشيكوف، وشولوخوف.

آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي
ثلاث روايات: «الأسبوع الأخير» لهالة كوثراني، «خان زاده» للينة كريدية، و«أسرار وأكاذيب» لغالية قباني، وكتاب Under milk wood للإنكليزي Dylan Thomas.

كتاب أنصح بقراءته
ربما أبدو أنانياً، ومنطقياً أيضاً، حين أنصح بقراءة رواياتي، خاصة المتاحة طبعاتها الآن من خلال ناشري في بيروت «الدار العربية للعلوم»، مثل: «خيال ساخن»، «تفاحة الصحراء»، و«غادة الأساطير الحالمة».

كتاب لا أنساه أبداً
«يوميات العبقرية» لسلفادور دالي، من الكتب التي تترك بصمة ولوحات زاهية في الرأس، ولا تبارحه بسهولة. وكتاب «مسيرة طويلة نحو الحرية» وهو سيرة ذاتية للمناضل نيلسون مانديلا.

بين المكتبة والإنترنت أختار
إذا كانت المكتبة هي  صيدلية الروح، فإن الإنترنت الآن بقفزاتها التكنولوجية الواسعة، هي العصا السحرية التي تحقق الخيال، وتجعله في متناول الأصابع، بضغطة واحدة. فكلاهما لا غنى عنه، وأصبح ضرورياً تكوين مكتبة إلكترونية على جهاز الكمبيوتر، وهو ما يجعل القراءة المتنوعة والواسعة متاحة بسهولة خاصة في فترات السفر والتنقل من مكان إلى آخر.