إنّ التغييرات الكثيرة والمتسارعة التي كادت تُغيّر ملامح عدد غير قليل من الدول العربية، لم تؤثّر في مجريات المنطقة فحسب بل تعدّت بزخم شبابها وحرارته وثورته حدود عالمنا العربي لتشمل العالم كلّه.
فالدول الأوروبية والأجنبية تفاعلت أيضاً مع هذه الأحداث، فمنها من تأملّ الوضع المستجدّ بعين المندهش ومنها من زاد اهتمامه بها واحترامه لها. أمّا العاصمة البريطانية لندن، فاختارت أن تُبارك إرادة الشباب تلك من خلال تظاهرة فنية ثقافية كبيرة تحتفل بالثقافة العربية المعاصرة.
ومهرجان «شبّاك: نافذة على الثقافة العربية المعاصرة» هو عبارة عن برنامج متنوع من الفنون البصرية والأفلام والعروض المسرحية والراقصة والأدب والفن المعماري والمحاضرات وجلسات النقاش.

يضمّ مهرجان «شباك» حوالي 100 فنان يعرضون أعمالهم من خلال ما يفوق سبعين فعالية تقام في ما يربو على ثلاثين مؤسسة ثقافية رائدة في أنحاء مدينة لندن على مدى ثلاثة أسابيع.

وقد افتتح المهرجان بعرض موسيقي مجاني بعنوان «ثورة موسيقية في العالم العربي»، أُقيم فيه (The Scoop) بمشاركة ثلاثة من ألمع نجوم الجيل الجديد من عالم الموسيقى في الشرق الأوسط: زيد حمدان من بيروت، وتامر أبو غزالة من فلسطين، ومريم صالح من مصر.
ومن أبرز فعاليات المهرجان هناك: «فتاة في حجرتها» وهو معرض صور للفنانة اللبنانية/الأمريكية الشهيرة رانيا مطر يقام في صالات موزاييك، وهي واحدة من المراكز الرئيسة في لندن لعرض الفنون العربية المعاصرة، و«شوبوبوليس» الذي يقوم على فكرة مقارنة تجارب التسوق في مجمعات تسوق حديثة في المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، و«المستعمرة العقابية» وهي مسرحية كلاسيكية تأليف فرانز كافكا في مسرح يونغ فيك، يقدمها المخرج أمير نزار زعبي وتمثيل فرقة شيبرهور المسرحية الفلسطينية.
العرض باللغة العربية يصحبها ترجمة الحوار باللغة الإنجليزية تعرض باستخدام جهاز عرض ضوئي. هذا بالإضافة إلى الكثير من ورش عمل مجانية خلال عطلة نهاية السبوع وعروض سينمائية ومسرحية فضلاً عن نشاط «أمسية في ميدان التحرير» يقدمها مركز باربيكان ويشارك فيها فنانون ساعدوا جميعا في إعداد موسيقى الثورة المصرية، بما في ذلك الفرقة الموسيقية «الطنبورة»، وعزة بلبع، والمبدع في عزف العود مصطفى سعيد، والمغني ومؤلف الأغاني رامي عصام.