'المسيرتان... الجامعة والحياة الفطرية'

كاتبة, جائزة الشيخ زايد للكتاب, الأمير سعود الفيصل, قصص, عبد العزيز حامد أبو زنادة

11 يوليو 2011

الكتاب: 'المسيرتان... الجامعة والحياة الفطرية'

الكاتب: الدكتور عبد العزيز حامد أبو زنادة الطبعة الأولى، ‏2011‏‏


مسيرتان يرويهما بطل واحد
قد يكون هذا الرقم «الأوّل» سمة حياة عبد العزيز حامد أبو زنادة. فالشاب السعودي الذي حصل على الدكتوراه من جامعة درهام البريطانية، أصبح بعد عودته إلى موطنه أوّل أستاذ سعودي في جامعة الملك سعود في مجال علوم الحياة، ثمّ أوّل رئيس للجمعية السعودية لعلوم الحياة وأوّل أمين عام للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، كما أسّس أوّل مركز تدريب للمحافظة على الموارد الطبيعية وأوّل هيئة للمحافظة على الأنواع في الخليج وأوّل مختبر للوراثة الجزئية للحياة الفطرية.
هو الرجل السبّاق في بلده في عالم البيولوجيا ويصحّ تسميته عن جدارة برجل «الحياة الفطرية» التي طالما رآها كـ «ملحمة» ودافع عنها كبطل من أبطالها. ولأنّ حكايته مع الحياة الفطرية كانت ثرية بذكرياتها وأحداثها وتجاربها ومعلوماتها، قرّر أبو زنادة تدوينها وإن ليس بخلفية النشر لأنّه يرى في كتابة السيرة استمتاعا شخصيا يتمثّل باستعادة شريط الذكريات حول فترات مختلفة في أكثر من مجال.

وقد يكون العنوان «مسيرتان» من أكثر عناصر هذا الكتاب قوّة لكونه يشذّ عن العناوين المألوفة التي غالباً ما تكون بصيغة المفرد للدلالة على فرادة هذه الحياة أو انتمائها الى هذا الشخص دون غيره، إلاّ أنّ الكاتب الذي عاش حياتين متباعدتين: الحياة الفطرية والحياة الأكاديمية ارتأى فصلهما لتكون كلّ واحدة منها بمثابة المسيرة المستقلّة لبطل واحد.
وضع مقدّمة الكتاب الأمير سعود الفيصل الذي قال: «عايشت الحياة الفطرية منذ الطفولة حيث عشقتها واكتسبت أخلاقيات المحافظة عليها في مدرسة والدي ووالد الجميع الفيصل العظيم رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، ولقد مارست رياضة الصيد في المملكة وفي مناطق عدّة من العالم وإليها يرجع الفضل في إلمامي بمختلف الجوانب الجغرافية لمختلف المناطق في بلادنا الحبيبة...»، ويُكمل: «لقد كانت قصّة الحياة الفطرية التي يصحّ أن نطلق عليها «ملحمة الحياة الفطرية» مصدر فخر واعتزاز.
أشكر الله أن وفقني مع نخبة عزيزة إلى قلبي بقيادة أخي العزيز الدكتور عبد العزيز أبو زنادة أوّل أمين عام للهيئة الذي عملت وإيّاه على مدى ما يزيد عن عقدين من الزمن على تحقيق الأمل في نسج فصول هذه الملحمة...».
ويقول الكاتب في «التمهيد» للكتاب أنّه طالما اعتقد أنّ لديه ميولا كبيرة نحو الكتابة الأدبية إلاّ أنّ الاختبار جعله يُدرك صعوبة الأمر وأنّ كتابة السيرة ليست مجرّد استعادة حياة ماضية بل هي عالم واسع له معاييره وقواعده وأساليبه.

وقد استغرق إعداد «المسيرة الذاتية»، كما يحلو للكاتب تسميتها، وقتاً طويلاً بحيث بدأ الكتابة مع بداية إحالته على التقاعد من عمله الحكومي عام 2007 واستمرّ لغاية عام 2010 مع مراحل توقف تطول وتقصر عاكسة حالة التأرجح التي عاشها صاحب المسيرة بين الإقدام والتراجع.
وتتميّز كتابة الدكتور أبو زنادة بالخفّة والرشاقة، إذ يستعرض عبر 370 صفحة مشوار حياته الطويل بدءاً من مراحل دراسته الأولى وصولاً إلى تسلّمه منصب الأمين العام للهيئة السعودية للحياة الفطرية، وذلك بأسلوب سردي شيّق تدعمه الصور المنوعة التي توثّق حياته الأكاديمية والشخصية. واللافت في كتابة «المسيرتان» طغيان تجربة المحافظة على الحياة الفطرية على غيرها من التجارب وذلك للأهمية التي خلّفتها هذه التجربة على حياة أبو زنادة وعلى المملكة ككلّ.