قدمت أداءً مميزاً في مسلسل «أمر واقع» الذي عرض خلال شهر رمضان، وأشاد بها الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، بخاصة تجسيدها مشهد موت طفلها، وحقق العمل نجاحاً جيداً. كما شاركت النجمة يسرا للمرة الثانية في مسلسل «لدينا أقوال أخرى». النجمة نجلاء بدر تتحدث لـ«لها» عن كواليس هذين المسلسلين، ورأيها في أزمة عدم عرض «لدينا أقوال أخرى» على قنوات مصرية في رمضان، وردّها على من يقول عن نفسه رقم 1 في نسب مشاهدة أعماله، وكيف ترى ما يفعله النجم محمد رمضان في الفترة الأخيرة، والهجوم الذي يتعرض له، كما توجه رسالة الى زوجها.

- قدمت شخصية مختلفة في مسلسل «أمر واقع»، فكيف وجدت أصداءها لدى الجمهور؟

كانت شخصية صعبة نفسياً للغاية بالنسبة إلي، لأنها كانت تعاني من زوجها كثيراً، إضافة إلى أن قصة موت طفلها أثّر سلباً عليها، وهو ما انعكس على شخصيتها ونفسيتها، كما أنها كانت تقوم بأمور كثيرة بمفردها رغم أنها متزوجة من شخص مهم، ومفترض أن يوفر لها كل ما تريد، لكنه يعيش حياته لعمله فقط، وفي الوقت نفسه يمكن أن يموت بين لحظة وأخرى، لكونه ضابطاً، بخلاف أن لديه علاقات نسائية ونزوات سابقة أثرت على العلاقة بينهما، انطلاقاً من ذلك فإن الشخصية التي أديتها تعدّ حالة مركبة جداً وفيها مشاعر إنسانية كثيرة.

- لكن، ألم تقلقي من تقديمك شخصية الزوجة النكدية؟

لم أكن متصورة هذا الكم من النكد والكآبة في شخصيتها، فحينما عرض عليَّ المسلسل قرأت خمس حلقات منه فقط، واعتقدت أنها قد تتغير في الحلقات المقبلة، لذلك أصبت باكتئاب من هذه الشخصية، لكن كان يجب أن أتقمصها جيداً حتى أعطي روحاً للسيناريو المكتوب.

- إيقاع المسلسل كان متواضعاً في البداية، لكن بموت طفلك زادت نسبة مشاهدة العمل وأثار ضجة على مواقع التواصل، ما تعليقك؟

لو لم يحدث مشهد موت الطفل ضجة كبيرة لم يكن المسلسل ليحقق نجاحاً في رمضان، لأنه من أهم المشاهد، وقد قدمت فيه كل مجهودي وطاقتي، وكان من أصعب مشاهدي في المسلسل، لأنني لست أمًّا ولا أملك مشاعر الأمومة بداخلي، لذلك كان الأمر صعباً. ولو لم أقدم المشهد بمشاعر حقيقية فلن تقتنع أي أمّ بي، بخاصة إذا كانت مرت بظروف مشابهة. وبالفعل، تعبت فيه جداً، وصورته في 8 ساعات تقريباً، ولك أن تتخيل أنني طوال تلك المدة كنت أبكي وفي حالة توتر وانكسار داخليّ، وقد أعطيت هذا المشهد كل طاقتي، والحمد لله حقق نسبة مشاهدة عالية، وتلقيت عنه تعليقات كثيرة من الجمهور، ما أراحني نفسياً.

- هل أنت راضية عن نسبة مشاهدة مسلسل «أمر واقع» مقارنة بمسلسلات أخرى؟

لقد عُرض العمل على أكثر من سبع قنوات فضائية مختلفة، وحقق نسبة مشاهدة عالية، ويُعتبر من المسلسلات التي حققت نجاحاً كبيراً، وذلك يرجع الى بيعه لأكثر من قناة، لأن العرض الحصري لأي مسلسل يظلمه جداً.

- ما الرسالة التي كان يريد العمل إيصالها الى الناس؟

أن القدر في حياتنا هو الأمر الواقع وغير قابل للتغيير مهما حاولنا.

- كيف كانت كواليس العمل بينك وبين النجم كريم فهمي، في أول تعاون فني يجمعكما؟

كريم ممثل دؤوب للغاية في عمله، ومتعاون كثيراً مع الجميع، وكان يريد تقديم عمل مميز، ولم يكن يريد النجاح بمفرده، بخاصة أنه كان أول عمل درامي من بطولته، وكان يحتاج الى دعمنا جميعاً، إضافة الى أنه لم يتعامل معنا على أنه نجم أو بطل العمل، بل أعطانا طاقة كبيرة في العمل، وسُعدت بتجربتي معه.

- شاركت النجمة يسرا في مسلسل «لدينا أقوال أخرى»، وهو العمل الثاني الذي يجمعكما، فكيف ترين هذه التجربة؟

صحيح، «لدينا أقوال أخرى» هو ثاني تجربة لي مع النجمة يسرا، وثالث عمل مع العدل غروب، كما أن فريق الممثلين تقريباً هو نفسه في مسلسل «فوق مستوى الشبهات» الذي قدمناه من قبل، من بينهم شيرين رضا وأحمد حاتم ولطيفة فهمي، لكن لم نشعر بذلك، لأن كل واحد فينا قدم شخصية مختلفة تماماً، بالإضافة إلى أن العدل غروب شركة مميزة وتنتقي فريق عملها بعناية، لذلك أشعر أنني أدخل مكاناً يحترم الفن والجمهور كثيراً، والعمل مع شركة كبيرة مثلها يعدّ إضافة كبيرة لي كممثلة.

- ألم يزعجك عدم عرض المسلسل على قنوات مصرية في اللحظات الأخيرة قبل شهر رمضان؟

تأثرنا نفسياً بعدم عرضه في رمضان على قنوات مصرية، لأن أعلى نسبة مشاهدة تكون في هذا الشهر، والعرض يكون للجمهور المصري، لكن قلنا لأنفسنا «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم»، فصحيح أن نسبة المشاهدة تقلّ بعد رمضان إلا أن نسبة التركيز فيها تزيد، فهناك مسلسلات كثيرة تعرض في رمضان ولا تحقق نسبة مشاهدة في ظل تواجد مسلسلات أخرى ضخمة إنتاجياً ودعائياً، لذلك قد يكون للمسلسل حظ أوفر خارج رمضان، بالإضافة إلى أن ليسرا جمهوراً كبيراً في الخليج، وبالتالي كسبتُ شخصياً جماهيرية في الخليج، فعندما كنت أقابل الناس في الشارع خلال الفترة السابقة كانوا يهنئونني على مسلسل «لدينا أقوال أخرى»، وفوجئت بأن كثراً كانوا.

- إذاً، ما الذي أزعجك في قرار عدم عرض المسلسل؟

تضايقت بالتأكيد، لأن المسلسل تم تصويره في خمسة أشهر تقريباً، وفجأة صدر قرار من القناة بعدم عرضه، في وقت كان فريق العمل بأكمله ينتظر مشاهدته، ونحن كممثلين يمكن أن نعمل في مسلسلين، لكن نجمة مثل يسرا لا تقدم سوى عمل واحد، لذلك كان المسلسل يستحق التواجد في شهر رمضان على قنوات مصرية، لأن يسرا لم تخذلنا أبداً في أي سنة خلال رمضان، لكن لن أدخل في تفاصيل كثيرة لا تخصني، وأؤكد فقط أن المسلسل كان مميزاً حقيقة.

- ما رأيك في موضة تقديم النجوم للإعلانات في رمضان؟

الإعلانات هذا الموسم فاقت عدد مسلسلات رمضان، لكن شخصياً لم يعرض عليَّ أي إعلان لأقدمه مثل باقي الفنانين، وبالتالي لم أفكر في الأمر. وبصدق شديد، عُرض عليَّ تقديم إعلانات العام الماضي ورفضتها، لأن ذلك لم يكن من طموحاتي.

- هل أعجبتك إعلانات معينة في رمضان؟

أُعجبت بتركيبة إعلان علي الحجار ومحمد رمضان وسميرة سعيد، ولفت نظري الممثل أكثر من السلعة، إذ أصبحنا نشاهد الإعلانات كعمل استعراضي أو فيلم روائي قصير، مثل إعلان النجمين أحمد عز وكريم عبدالعزيز، الذي كان عبارة عن فيلم روائي قصير وإنتاج ضخم جداً.

- ما رأيك في الإعلان الخيري الذي تم تقديمه لإحياء ذكرى الراحل أحمد زكي؟

كان إعلاناً رائعاً جداً ومؤثراً للغاية، وأحترم كل النجوم الذين شاركوا فيه، وكنت أتمنى فعلاً المشاركة فيه، وأعتقد أنهم لو فتحوا الباب لأي فنان فلن يتردد أحد أبداً في الظهور به، علماً أن المخرج تامر محسن قدّم فيه أداءً رائعاً.

- شاركت في مسلسل «كلبش 2» أيضاً كضيفة شرف، ما السبب؟

شاركت في حلقتين منه فقط، والحقيقة أن فريق العمل اختار بعض ضيوف الشرف للمشاركة في المسلسل، مثل صلاح عبدالله وماجد المصري، وقد أعجبت بالفكرة، لأن الأدوار الصغيرة التي يقدمها نجوم تعطي دعماً للعمل، وقد كانت تجربة مميزة بالنسبة إلي، لأن المسلسل حقق نجاحاً كبيراً العام الماضي، وأصبح المخرج بيتر ميمي من أهم الأشخاص في المجال. وفي الوقت نفسه، استمتعت بالعمل مع أمير كرارة، بطل المسلسل، وبمجرد أن قام بالاتصال بي وافقت فوراً ولم أتردد، فهي ليست المرة الأولى التي أعمل معه فيها.

- بعض نجوم رمضان يؤكد أنه رقم 1، ما تعليقك؟

في رأيي، العمل الفني لا يأخذ رقماً ولا يمكن الحكم من هو رقم 1، لأننا لو قمنا باستفتاء جماهيري سنجد اختلافاً في نسب مشاهدة المسلسلات من حلقة لأخرى، فمثلاً الحلقة الأولى من مسلسل «كلبش 2» حققت أعلى نسبة مشاهدة، وحقق مسلسل «رحيم» أعلى نسبة شاهدة في الحلقة الثانية، كما أن «يوتيوب» ليس المقياس الوحيد للنجاح ونسب المشاهدة. وهذا العام، لا يمكن أن أقول عن مسلسل معين إنه حقق أعلى نسبة مشاهدة، لأننا اليوم نقول «رحيم» الأعلى، وغداً «كلبش 2»، وفي حلقة ثالثة نقول «نسر الصعيد»، وفي يوم آخر «أمر واقع» و«أيوب»، الى درجة أننا لم نعد نعلم من هو رقم واحد، ولو كنا نريد التحدث عن الفنان أو النجم صاحب الشعبية الأكبر فسيكون الزعيم عادل إمام.

- لكن الزعيم لا يقول عن نفسه أبداً إنه رقم واحد، ما ردك؟

بالفعل، الفنان في رأيي لا يقدّم أعمالاً بهدف أن يكون رقم واحد، لأن ذلك سيخلق تنافساً غير إيجابي بيننا كفنانين، فعادل إمام ونور الشريف وأحمد زكي كانوا يقدمون أفلاماً معاً، ولم تكن بينهم هذه الأمور ولم يكن يعنيهم من الذي سيحقق إيرادات أعلى. والمفترض بي كممثلة، أن أسعد لأي فنان يقدم عملاً مميزاً.

- علمت أنك طلبت وضع اسمك بعد اسم كريم فهمي مباشرة على تتر مسلسل «أمر واقع»، ما ردك؟

بالفعل، وهذه الأمور قد تحدث بعض الأزمات، لكن ذلك لم يحصل بيننا.

- أصبحت هناك أزمات كثيرة تظهر بين النجوم على السوشيال ميديا، مثلما ما حدث بين محمد رمضان وبعض نجوم، فما رأيك؟

لقد حدث ذلك بسبب ترديد مقولة «أنا الأول» و»أنا رقم 1»، وهو ما خلق منافسة غير شريفة بين النجوم.

- وما كانت ردة فعلك حينما قرأت ما كتبه محمد رمضان على حسابه الرسمي بأنه رقم 1 ولا عزاء للأغبياء؟

قرأت ذلك، ومن حقنا كممثلين أن ننتقد تصرّفه لكن برقيّ، وفي النهاية هو حر في ما يقوله، فهو الوحيد الذي سيجني ثمار ما يفعل في المستقبل. وعموماً، محمد رمضان موهبة كبيرة، وأتمنى أن ينتبه لنفسه في الفترة المقبلة حتى لا يخلق عداوات كثيرة.

- هل السوشيال ميديا في رأيك، سبب تصاعد كل هذه الأزمات بين الفنانين خلال هذه الفترة؟

بالطبع، لا سيما المواقع غير مدفوعة الأجر، لأنها تصنع نجاحاً وهمياً، وقد عرض عليَّ دفع مبالغ مالية حتى يزيد عدد الأشخاص المتابعين لي على إنستعرام ورفضت، لكن الأزمة أن هناك منتجين يلهثون وراء هذه الأمور ويصدقون أن ذلك الفنان يحقق أعلى نسبة مشاهدة، في وقت أصبح هذا الأمر سهلاً ويتم دفع أموال لتحقيقه.

- هل أعجبت بمسلسلات معينة في رمضان هذا العام؟

بصدق شديد، حتى مسلسلاتي لم أشاهدها بتركيز، لأنني كنت مشغولة بالتصوير طيلة الوقت، لكني سعيدة بتجربة مسلسلات «طايع» و«ليالي أوجيني» و«كلبش 2» و«رحيم»، و«بالحجم العائلي» ليحيى الفخراني، و«ربع رومي» و«الوصية»، فقد كنت أشاهد حلقة من مسلسل معين كل يوم، لأنني كنت أعود من التصوير مرهقة جداً.

- من لفت نظرك في هذا الموسم؟

أعجبت كثيراً بالأدوار الثانية، وقد أصبح هناك تقييم لمشهد معين، ففجأة كان الناس يتحدثون عن مشهد مميز قامت به ريهام عبد الغفور، وفي يوم آخر يتحدثون عن صبا مبارك ومن ثم عن نجلاء بدر... مما يدل على أن الجمهور أصبح متذوقاً للدراما بشكل كبير، والمَشاهد أصبحت تنتصر، حيث أضحت البطولة تُنسب للفنان من خلال مشهد جيد واحد يقدّمه، وقد حدث ذلك لفنانين كثيرين مثل أسماء أبو اليزيد ومراد مكرم في «ليالي أوجيني»،.

- ما هو رأي زوجك في أعمالك في رمضان؟

سعيد بأنني حققت صدى جيداً ولم أمرّ مرور الكرام، كما أنه فخور بالتعليقات والمكالمات التي وصلتني.

- بعيداً عن الفن، ما الأماكن التي ستمضين إجازتك فيها؟

سأذهب الى الساحل الشمالي مع زوجي محمد.

- من هم أصدقاؤك المقربون في الوسط الفني؟

أحمد رزق وغادة عبدالرازق، لكن أؤكد أن علاقتي بجميع زملائي في الوسط الفني يسودها الود والاحترام والمحبة، وليست لديَّ أي أزمات مع أي شخص أبداً والحمد لله.

- أين تحبين التسوق؟

من محلات معينة في مصر، وحينما أسافر الى دبي أو لبنان أقوم بشراء ما يلزمني ويناسبني.

- هل من الممكن أن تعتزلي الفن؟

لا أعتقد ذلك، لأنني أعشق الفن وأحب عملي.

- ما العيوب التي لا يمكن أن تتقبليها في الرجل؟

لا أطيق الرجل الخائن، والحمد لله أعيش في سعادة مع زوجي محمد عفيفي، فنحن بمثابة أصدقاء في المنزل، ونصارح بعضنا في كل شيء دائماً.

- من هم النجوم الذين تتمنين العمل معهم؟

الزعيم عادل إمام وأحمد السقا وأحمد عز وخالد النبوي وأحمد مكي، وغيرهم من النجوم المميزين والناجحين.

- ألا تفكرين في العودة الى تقديم البرامج؟

أعشق الإعلام لأنه اختصاصي، لكن للأسف لا توجد أفكار جديدة مبتكرة، فكل البرامج متشابهة ولا تقدم جديداً، أما التمثيل فأنا ما زلت في بداية مشواري فيه، وأتمنى أن أحقق مزيداً من النجاح، فهو مهنة تحتاج إلى مجهود ضخم للغاية، على عكس العمل في مجال الإعلام، حيث كنت مدللة طوال عملي كمذيعة، ولم أبذل مجهوداً مقارنة بالتمثيل الذي يحتاج إلى جهد غير عادي.