Home Page

هنا هبري في مشروعها الثقافي البيئي السياحي

سياحة, التنمية السياحية, نشاطات ثقافية, جائزة الشيخ زايد للكتاب, هنا هبري

01 سبتمبر 2011

في كتابها الأنيق بغلافه وصوره نعيش مع هنا هبري مغامرتها المثيرة في المشوار الطويل الذي مشته من شمال لبنان إلى جنوبه.
إنّه اكتشاف درب الجبل اللبناني الذي قطعته هبري والمصوّر الأميركي- النمسوي نوربرت شيلر ومجموعة من المتجولين الذين قاسموا الكاتبة متعة التجربة داخل بلد ثريّ بآثاره وجمالياته وتناقضاته.
لقد اختارت اللبنانية، التي أمضت طفولتها وسنوات شبابها في عواصم العالم المختلفة بحكم عمل والدها كسفير لبناني في دول الخارج، أن تُعرّفنا إلى وطنها الأم بعين المحبّة والمُشتاقة والخائفة عليه.
فهي استطاعت عبر «مليون خطوة» أن تضعنا أمام مرآة حقيقية تعكس صورة لبنان دون أيّ مبالغات أو تعديلات، فكان كتابها معجوناً بإحساسها بعيداً عن أسلوب الوعظ الذي لا يستسيغه الناس.
أمّا الصور التي التقطتها عدسة شيلر فتستحقّ الوقوف عندها مُطوّلاً لما فيها من براعة واحتراف وصدق في نقل الحياة اللبنانية وليس الطبيعة الجميلة فيها فحسب.
وفاز الكتاب في أميركا بجائزة الجدارة Certificate of Merit كأفضل كتاب في فنّ الطباعة لعام 2010. وبعد نفاد الطبعة الأولى من الكتاب (3000 نسخة) في أقلّ من ستة أشهر، أعادت الكاتبة نشر كتابها في طبعة ثانية 2011.

- كيف ولدت فكرة «مليون خطوة»؟
أمضيت معظم أوقاتي خارج لبنان ومارست إلى جانب زوجي هوايته المفضلة في «تسلّق الجبال» وتعرّفت إلى الكثير من خصائص بلاد العالم، إلاّ أنّه لم يسبق لي اكتشاف بلدي الأصلي بالرغم من أنّ لبنان معروف بطبيعته وتُراثه وتنوعّه وغناه.
من هنا جاءت فكرة مُشاركتي في مشروع جمعية «درب الجبل» القائمة على فكرة اكتشاف لبنان من أعلى قممه الشمالية حتى جنوبه سيراً على الأقدام. وبالفعل شاركت عام 2009 مع مجموعة من هواة السياحة والمشي والتسلّق، وقطعنا 440 كيلومتراً مررنا خلالها بقرى لبنان المختلفة وتعرّفنا على الحياة اللبنانية عن كثب بعدما دخلنا إلى بيوت عائلات بسيطة استضافتنا في قُراها وداخل منازلها.
إلاّ أنّ مشوار درب الجبل رفع منسوب الوعي البيئي لديّ وزاد اهتمامي بالقضايا الريفية والبيئية اللبنانية بعدما وجدتها تواجه خطراً حقيقياً لا يُمكن السكوت عنه.
وأنا قرّرت إصدار هذا الكتاب لتدوين مغامرتي الجميلة التي ابتعدت لأجلها عن عائلتي ومنزلي وأماكن راحتي واكتشفت خلالها أموراً إنسانية وبيئية وتراثية كبيرة، وكذلك للمناداة بضرورة الحفاظ على البيئة اللبنانية التي علينا أن نمشي كُرمى لها مليون خطوة إلى الأمام.

- لماذا توليّت نشر الكتاب على نفقتك الخاصة بدلاً من عرضه على إحدى دور النشر مثلاً؟
لا شكّ أن الدار التي تتولّى نشر كتاب معين سيكون لها كلمة في شأنه. وأنا بصراحة أحببت أن يكون هذا الكتاب الذي عشته بقلبي وجسدي وفكري قبل أن أكتبه كما أُريده أنا.
«مليون خطوة» هو ثمرة مشوار شاق قطعته وترك آثاره الكبيرة عليّ، وأنا أردت أن أترجم هذا المشوار بأسلوبي وبإحساسي بعيداً عن أيّ تدخل من أحد.

- ولماذا اخترت الكتابة عن لبنان باللغة الإنكليزية وليس بالعربية؟
عشت حياتي خارج لبنان والإنكليزية هي اللغة التي أعبّر فيها عن نفسي في شكل جيّد مع حبّي وتقديري الكبير للغة العربية الجميلة. ونظراً إلى عالمية اللغة الإنكليزية وجدت أنّ الكتاب سوف يُعطي فرصة لكلّ اللبنانيين المهاجرين والأجانب أيضاً للتعرّف على هذا البلد الجميل.
وأنا أعلم أنّ هناك كتباً كثيرة تحكي سيرة لبنان وتُصوّر طبيعته، إلاّ أنّ اللبناني المغترب لا تُحرّكه العبارات المكتوبة كشعارات عن وطنه بل يحتاج إلى ما يُحرّكه عاطفياً من خلال كتاب واقعي يلعب على وتر إحساسه عبر صور صادقة وتجربة حقيقية مصقولة بإحساس الكاتب وليس بأي شيء آخر. وهذا ما أردت إيصاله في كتاب Million Steps.

- معظم صور الكتاب تعرض جمال الطبيعة اللبنانية. هل تعمّدتِ إظهار الوجه الجميل من لبنان دون غيره؟
في الكتاب صور كثيرة عن الطبيعة والحياة الريفية اللبنانية الجميلة من الأكل والشراب واللباس والعمل في الأرض، ولكن هناك أيضاً صور تعرض القبح الموجود في أماكن معينة نتيجة إهمال ما أو سوء تنظيم.
فالكتاب يريد إظهار صورة لبنان الذي طالما سُميّ «سويسرا الشرق» والذي لا يستحق أن يُهمل مثقال ذرّة لما فيه من جمالية تُمكنّه من منافسة الدول السياحية الأبرز في العالم.
وأنا أردت عبر كتابي إيصال رسالة إلى كلّ القرّاء بأنّ هذا الجمال كلّه لا يُمكن أن يستمرّ إذا لم يلق الرعاية الكافية لأنّ البيئة في لبنان بما تشمله من ثروات نباتية وحيوانية هي اليوم تحت الخطر وعلينا كأفراد ومسؤولين أن نُنقذها قبل أن نفقدها.