Home Page

الأديبة الكويتية سعداء الدعاس...

المهرجان القومي للمسرح المصري, شبكة الإنترنت, قاعة /صالة / غرفة مكتبة, رواية / قصة, شقة, جائزة الشيخ زايد للكتاب, سعداء الدعاس, تويتر

14 نوفمبر 2011


عندما
يقع الإنسان في عشق الورق تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة ولا يُمكن أحداً أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية... ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية لمكتبة إحدى «عاشقات الكتب» الخاصّة وجئنا بالاعترافات الآتية...


زاوية مكتبتي
علاقتي بمكتبتي هي علاقة الكيان الواحد خاصة بعد زواجي من عاشق للكتب، فأصبح الكتاب قريننا، يرافقنا في تنقلاتنا، في القاهرة حيث أقمنا فترة، خلّفنا مكتبة مهمة على المستوى المسرحي تحديدا، تغلف جدران شقتنا هناك، وإلى اليوم نعتبرها مرجعنا الأول والأهم. حتى حين أقمنا في أميركا لفترة قصيرة كوّنا مكتبتنا هناك. فلا قيمة لمكان نسكنه دون مكتبة.
أما في الكويت فمكتبتنا الضخمة لم تحتملها جدران ملاذنا الصغير، لذا استأجرنا شقة خاصة للكتب التي لا نستخدمها بصورة يومية، وقررنا أن نتقاسم المكان مع الكتب الأدبية والمسرحية فقط.

أزور مكتبتي مرّة كلّ
مكتبتي تعيش معي، تمددت إلى غرفة نومي، فلا وقت محدداً لزيارتها لأني أعيش برفقتها.

أنواع الكتب المفضلّة لديّ (رواية، شعر، خيال علمي، سير ذاتية، مسرح، دين، سياسة...)
الرواية هي الخيار الأول بلا منازع، بعدها تأتي كتب السير الذاتية، المسرحية والقصص القصيرة، ومن ثم الدراسات النقدية في جميع المجالات... هذا لا ينفي قدرة بعض الكتاب على جذبك لقراءتهم وإن كانت مؤلفاتهم لا تتسق واهتماماتك.

كتاب أُعيد قراءته
الكتب الأكاديمية هي التي تحتاج أن نمنحها وقتا إضافيا، ونعود إليها مرة أخرى، مثل كتاب التفكيكية لسانكاران رافينداران، دليل الناقد الأدبي لسعد البازعي وميجان الرويلي، كما أني أستمتع كثيرا بمعظم منجز الناقد عواد علي وآن أوبرسفيلد.
عدا ذلك لا يمكن أن أعيد قراءة رواية إلا في حالات استثنائية جدا.

كتاب لا أعيره
أحزن على إعارة الرواية، كما أحرص ألا أستعير رواية من أحد، لان هناك علاقة تنشأ بيني وبينها، وبعضها يحمل تواقيع كتابها، ولدي يقين بأن الرواية إن أعرناها فلن تعود خاصة إذا ما كنا قد قرأناها سلفا.
أذكر أن زوجي أعار إحدى فنانات مسرح الطفل المعروفات رواية "العطر" لباتريك سوزكيند وكنت وقتها مغرمة بالرواية التي إلتهمتها بشغف كبير، فحزنت لفقدانها ليقيني أنها لن تعود.
وما آلمني أكثر أني اكتشفت أنها مدعية ولم تقرأها، فتمنيت أن أستعيدها لأنها تحمل بصماتنا أنا وزوجي كوننا تبادلنا قراءتها أثناء شهر العسل.

كاتب قرأت له أكثر من غيره
عبدالرحمن منيف، فؤاد التكرلي، وأمين معلوف. منذ أن تعرفت على مؤلفاتهم أدهشتني عوالمهم، وقدرتهم الفذة على الحكي، فلم أترك عملا لهم إلا قرأته، حتى وإن كان خارج إطار عالمهم الروائي المدهش. كما قرأت معظم نتاج باولو كويلو، ومنذ سنوات قليلة وأنا مغرمة بماريو فارغاس يوسا، وقرأت معظم منجزه الروائي والقصصي أيضا.
وبعيدا عن صاحب المنجز، أثق بشكل كبير باختيارات المترجم الرائع صالح علماني، فكل ما يترجمه المبدع علماني أسعى لأن أقتنيه بلا تردد.

آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي
رواية "هولندا لا تمطر رطبا" لزوجي علاء الجابر آخر كتاب اقتنيته، وقد قرأتها مرارا بسبب تعلقي بأجواء العمل عبر تنقلات سلسة ومؤثرة بين البصرة، الكويت، ولاهاي في هولندا... مدن يصعب الفكاك من سطوتها، فجاء الكتاب غارقا في المكان، وكل تفاصيله تعني لي الكثير.

كتاب أنصح بقراءته
كتاب دليل الناقد الأدبي، بجميع طبعاته، مهم، ينير وعينا، ويمدنا بأدوات التلقي الصحيحة. كما أنصح بقراءة الروايات، وأعتقد أن من لم يتعرف على فن الرواية في حياته لم يعرف الحياة بعد.

كتاب لا أنساه أبداً
كثيرة هي الكتب التي لا أنساها، خاصة الروايات التي قرأتها في بداية عشقي للقراءة، كلها لا أستطيع نسيانها، خاصة تلك التي قابلت أصحابها وناقشتهم فيها مثل رواية "المسرات والأوجاع" لفؤاد التكرلي الذي التقيته أكثر من مرة، وهكذا رواية "الحزام" لأحمد أبو دهمان، فرغم بساطة النص أثرى لقائي بأبو دهمان الكتاب ومنحه بعدا آخر.
أما رواية "أرض السواد" لمنيف فلن أنساها لأنها استمرت معي مدة طويلة بسبب حجمها الكبير، وقيمتها الفكرية والفنية. لا أستطيع أن أنسى أيضا "نيران صديقة" لعلاء الاسواني، خاصة قصة "الذي نظر فرأى"، وكثيرا ما أقتبس عنوانها.
هناك رواية "فخاخ الرائحة" ايضا ليوسف المحيميد التي لن أنساها لأنها مؤثرة بذاتها، ولأني قرأتها في رحلتي الأولى تجاه المغرب، لحضور مهرجان أصيلة الثقافي بعيدا عن عائلتي الصغيرة، فابكتني الرواية كثيرا، وكبلتني بشغفها.

بين المكتبة والإنترنت أختار
المكتبة للمتعة، والانترنت للمعلومة السريعة فقط، وأنزعج كثيرا عند القراءة من النت... بل إني قياسا بزملائي أعتبر كلاسيكية جدا، أعيش حرة بلا قيود التطور التكنولوجي، الفيسبوك، التويتر، الواتس اب... إلخ.
ارتبط بالجريدة الورقية، وبالكتاب الورقي، أحتضنه، وأطوي صفحاته، وأضع علاماتي على بعض كلماته. وهكذا أفعل مع قصاصات الصحف أيضا.

صاحبة رواية "لاني أسود " حاصلة على جائزة الدولة التشجيعية لعام 2010