حافظي على مهارات طفلك خلال الإجازة الصيفية

جولي صليبا 18 أغسطس 2018

في العطلة الصيفية، وينعم طفلك بالراحة والاسترخاء. إلا أن هذه الاستراحة الطويلة قد تتحول إلى نقمة بدل أن تكون نعمة، والسبب خسارة الطفل للمهارات الضرورية التي اكتسبها خلال السنة الدراسية.


يتوجّب على الأهل إدراك حاجات أطفالهم وتدريبهم على المهارات التعليمية الضرورية، حتى خلال أشهر العطلة الصيفية. فبعد انتهاء السنة الدراسية، يُستحسن أن يبقى التعلّم مستمراً من دون انقطاع، لا سيما أن الإجازة الصيفية ليست لنسيان المهارات التي تم اكتسابها. 

صحيح أن الأطفال يحتاجون إلى التمتع بالمرح والاسترخاء خلال الصيف، للاستراحة من الأعباء التي أُلقيت عليهم خلال أشهر الدراسة، لكن ذلك لا يعني نسيان كل ما تم اكتسابه. بالعكس، يُفترض بالأهل أن يشجعوا أطفالهم على الانخراط في برامج تعليمية صيفية مرفقة بجرعة كبيرة من المرح، والتركيز على الاهتمامات الخاصة بكل طفل.

فإذا كان الطفل يحب الأنشطة الخارجية، مثلاً، يمكن مساعدته على زراعة الحدائق أو غرس النباتات، والاستفادة من هذه الفترة لتعليمه الأمور المتعلقة بالطبيعة وعلم الأحياء وما شابه.

إليك قائمة بالحلول التي يقترحها الخبراء لتجنّب فقدان الطفل للمهارات الذهنية والتعليمية التي اكتسبها خلال أيام الدراسة:

● شجّعي طفلك على المشاركة في التخطيط للعطلة الصيفية. اطلبي منه وضع مسوّدة ميزانية للإنفاقات المتوقعة. اطلبي منه أيضاً المساعدة في تحديد موقع الرحلة المنوي إقامتها على الخريطة وتقدير المسافة الفاصلة بين بلدك والبلد المنوي زيارته... إنها خطوات ضرورية لتحسين مهاراته في الحساب وعلم الرياضيات. 

● ابحثي عن الأنشطة المحفّزة للتفكير، وإنما غير المحصورة في صف دراسي أو كتاب تدريبات تقليدي. اصطحبي طفلك مثلاً إلى المتاحف، وحدائق الحيوانات، وغيرها من أماكن الجذب التي توفر برامج تثقيفية للأطفال ضمن الجولات أو الزيارات التي تستقبلها. وحبّذا لو يتولّى الأهل أنفسهم مهمة شرح التفاصيل للطفل (يمكنهم الحصول على المعلومات الدقيقة بمجرد القيام ببعض الأبحاث عبر شبكة الانترنت)، لأن الطفل يستوعب بسرعة وفاعلية كل المعلومات التي يتلقّاها من أهله.

● استعيني بالدروس المتوافرة على الأقراص المدمجة وبرامج الكمبيوتر التي تستخدم أنماطاً غير تقليدية في إيصال المعلومات إلى الأولاد. ابحثي عن الأقراص التي تتفق مع عمر طفلك وصفّه وقدراته الفكرية، واستفيدي من العطلة الصيفية لمراجعة الدروس التي تلقّاها خلال العام الدراسي المنصرم، أو لتعليم الطفل مهارات جديدة بطريقة مبتكرة.

● عزّزي المهارات الحسابية عند طفلك من خلال تحويل مطبخ منزلك إلى ورشة تطبيقية للرياضيات. اطلبي من طفلك أن يساعدك في أعمال الطهو بحيث يطبّق خلال هذا النشاط المفاهيم الرياضية التي تعلّمها في المدرسة، مثل تحديد المعايير وحساب الكميات. اصطحبي طفلك أيضاً في جولة للتسوّق في السوبرماركت لمساعدته على اكتساب المهارات الحسابية والتعرف على الأشكال المختلفة للأشياء.

● إذا كان طفلك كبيراً نوعاً ما (في مرحلة ما قبل المراهقة)، استفيدي من العطلة الصيفية لجعله يتولّى ما يشبه وظيفة هيكلية في أحد مجالات اهتمامه. شجّعيه مثلاً على العمل لأيام محددة في الأسبوع بصورة تطوعية. وإذا كان ولدك في المرحلة الثانوية ويرغب في دراسة القانون عند دخول الجامعة، اطلبي من المحامي صديق العائلة أن يستقبل ولدك في مكتبه لساعات معدودة كل يوم، بحيث يتعرف ولدك على طبيعة عمل المحامي، والهيكلية المتبعة، وما إلى ذلك...

● إذا كان طفلك يحتاج إلى الدعم في مادة معينة، يمكنك تسجيله في مدارس صيفية تقدّم صفوف دعم، أو مخيمات صيفية مشتملة على مناهج دراسية وترفيهية في الوقت نفسه. ابحثي عن مثل هذه المراكز لتسجيل طفلك فيها. وإذا كان طفلك مهتماً مثلاً بالعلوم، يمكنك تسجيله في مخيّم للعلوم والأبحاث. وينصح الخبراء بأن يقوم الأهل بزيارة المخيم والتعرّف على أنشطته وبرامجه، والتحدّث مع القيّمين عليه، والاستفسار لمعرفة ما إذا كان المخيم يثري فعلاً مهارات الطفل أم أنه مجرد دار للرعاية، وهل هو مسلٍ أم لا؟ وكيف يتفاعل الطفل معه؟