الكتاب: «تبليط البحر»

الكاتب: رشيد الضعيف

الناشر: «رياض الريّس للكتب والنشر»،2011


في هذه الرواية الواقعة في 207 صفحة من القطع المتوسط، يُعيد الروائي اللبناني رشيد الضعيف كتابة التاريخ في لبنان بأسلوب يجنح صوب الخيال مرّة والفكاهة مرّة أخرى.
يستعيد رشيد الضعيف تاريخ لبنان في القرن التاسع عشر ليحكي بداية الهجرة اللبنانية إلى أميركا وبروز رجالات عصر النهضة المسيحيين وحيثيات دراسة الطبّ في الجامعة الأميركية في بيروت آنذاك.
هذه الموضوعات تُشكّل ركائز الرواية التي تعرض قصّة صداقة بين فارس هاشم وجرجي زيدان اللذين وُلِدا في اليوم نفسه أي في 14 كانون الأول/ ديسمبر عام 1861.
مع الإشارة إلى أنّ جرجي زيدان المقصود في الرواية هو نفسه الشخص الذي لا يجهل عربيّ من هو، أحد كبار عصر النهضة العربية، وهذا ما يذكره الراوي نفسه في الصفحة 24.
"كان اليوم الذي وُلد فيه فارس وجرجي ماطراً، بعد أشهر من الجفاف انتشر أثناءها المرض المُعدي الذي كان الأهالي يُسمونه «أبو الركب» لأنّه كان يؤلم الركب كثيراً. وكان سبب انتشار هذا المرض على ما يبدو الأوساخ التي خلّفها عشرون ألفاً من المهجرّين من قُراهم في جبل لبنان ومن دمشق ومحيطها بسبب المجازر الطائفية"... الرواية إذاً تطرح إلى جانب قضية الاغتراب والعلم والبطالة والتمييز العنصري في الخارج، مشكلة الطائفية حتى تشعر أمامها أنّك تقرأ عن لبنان الحالي وليس لبنان قبل مائتي عام.
«تبليط البحر» عنوان يُثير الدهشة والبسمة والإعجاب. فيه من الغرابة بقدر ما فيه من التهكّم والطرافة. والرواية هي أيضاً كما العنوان، مُدهشة لمقدرتها على سرد التاريخ بهذه الطريقة الأدبية التي لا تخلو من الخيال والسلاسة والإسقاط على الواقع.