الإعلامية خلود النمر: «المملكة هذا المساء» نقطة تحول في مسيرتي الإعلامية

آمنة بدر الدين الحلبي (جدة) 25 أغسطس 2018

من علم النفس ودراسة مفرداته، إلى العمل التلفزيوني وبرامجه السياسية والاجتماعية، سلكت مشواراً مهنياً طويلاً ونقشت أجمل بصمة في عالم الإعلام نظراً لتميّزها وجدارتها في العمل. الإعلامية الجريئة خلود النمر الاختصاصية في علم النفس تسعى دائماً عبر برنامجها السياسي «المملكة هذا المساء» لتضيء سماء الإعلام من خلال محاورتها رؤساء دول وشخصيات سياسية بارزة، التقتها «لها» لتطلّع على أوراقها الإعلامية وخفايا سطورها، وكان هذا الحوار.

- عملت في أكثر من قناة، أي القنوات وجدت نفسك فيها؟

القناة الأولى في التلفزيون السعودي أعتبرها نقطة تحول مهمة في حياتي المهنية، والثقة التي منحتني إياها هذه القناة زادتني اجتهاداً وجعلتني أُقدّم أفضل ما عندي. 

- دراستك لعلم النفس، بمَ أفادتك في حياتك العملية؟

تخصّصي في علم النفس أضاف إليّ الكثير في الإعلام حيث سهّل عليّ التعامل مع الضيوف من خلال قراءة لغة الجسد، وفهم أنماط الشخصيات، وقرّب المسافات بيني وبين المشاهد وكسر الحواجز بطريقة مهنية. 

- ما دمت تعشقين الإعلام، لماذا لم تتخصّصي في هذا المجال؟ 

لأن الجامعة التي درست فيها، لم تكن آنذاك تتضمن قسماً للإعلام، فالتحقت بقسم اللغة الإنكليزية ولكنني لم أجد نفسي فيه، فأنا بطبعي لا أفلح في ما لا أحب، مما دفعني لدراسة علم النفس.

- بمَ أفادتك تلك الدراسة على الصعيد الشخصي؟

علم النفس صقل شخصيتي وعلّمني كيفية التعامل مع المواقف والأشخاص.  

- هل دراسة علم النفس حققت لك النجاح على الصعيدين الشخصي والإعلامي؟

لا شك في أن دراستي لعلم النفس كان لها تأثير كبير في نجاحي، لكنني في الوقت نفسه بذلت جهوداً حثيثة، وخضعت لدورات إعلامية مكثفة في أكاديميات معروفة، وتعلمت في القاهرة كيف أكون مذيعة وأُقدّم نشرة الأخبار بمخارج حروف سليمة، وكيف أحاور الشخصيات التي مرت في حياتي، فنجاحي بعد الله عزّ وجل يعود الى اجتهادي وتعبي.

- ما أهم البرامج التي قدّمتها في رحلتك الإعلامية؟

هو برنامج قدّمته على القناة السعودية الأولى بعنوان «المملكة هذا المساء»، والذي أعتبره كما ذكرت نقطة تحول مهمة في حياتي  المهنية، وباباً لدخولي عالم البرامج السياسية بحيث تناولتُ من خلاله الأحداث المحلية والإقليمية والدولية. هو فعلاً تجربة أعتز بها.

- متى كان يُبث؟

بعد نشرة أخبار التاسعة. كنت أختار أهم ثلاثة محاور عربية وإقليمية ودولية لمناقشتها مع محلّلين سياسيين وقيادات عربية وعالمية رفيعة. 

- هل تطمحين للعودة إلى القناة السعودية الأولى التي عادت بحلّة جديدة؟

بالتأكيد، لكن لا حديث إلى الآن في هذا الموضوع.

- ما هي البرامج الاجتماعية التي قدّمتها؟

قدمت برنامجاً تحت عنوان «صباح السعودية» على القناة السعودية الأولى، وبرنامجاً بعنوان «سيدتي» على «روتانا خليجية»، وبالمناسبة أؤكد أن هذه القناة كانت بوابتي لدخول الإعلام، كما قدّمت على قناة «الحياة» برنامجاً عنوانه «الحياة اليوم»، وآخر على قناة «بيئتي» بعنوان «توازن».

- لكن أي البرامج أقرب إليك؟

البرنامج السياسي «المملكة هذا المساء».

- ما هو جديدك على الساحة الإعلامية؟

أصبحت مدرّبة إعلامية معتمدة لتدريب المذيعات المبتدئات على الظهور الإعلامي المميز، كما أقوم بنشاطات اجتماعية وإنسانية، وأتفاوض حالياً للعمل في إحدى القنوات الإعلامية، وإن تم التعاقد الرسمي فسأعلن عنه من خلال مجلتكم الغرّاء.

- ما هي الأنشطة الاجتماعية والإنسانية التي تهمّك؟

خدمة المجتمع، وخصوصاً ما يتعلق بقضايا المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة، فإن لم أخدم مجتمعي، لن أستطيع خدمة نفسي. 

- في ظل الانفتاح الإعلامي الحاصل، كثُرت القضايا الاجتماعية المهمة، فأي قضية تشغلك؟

قضية ذوي الاحتياجات الخاصة والتي أصبحت محط اهتمام الإعلام والمجتمع، ومع ارتفاع مستوى الوعي بآلية التعامل معهم زاد السعي لدمجهم في المجتمع. وبشكل عام، لا بد لأي إعلامي أو شخصية مؤثرة أن تخدم المجتمع بكل ما تملك من قوة، فهذا واجب وطني قبل أن يكون أي شيء آخر.

- ما هي سمات الإعلامية الناجحة؟

أن تحب عملها وتخلص له وتصدق في ما تقدمه، وتدرك أهمية المسؤولية وتكون مطّلعة على الثقافة العامة، وتتمتع بحضور جميل وقوي، وتتميز بسرعة البديهة ومهارة الاسترسال وتدارك المواقف الحرجة، وتكون لغتها سليمة ومخارج حروفها واضحة، وطموحها بلا حدود.

- إلامَ تطمحين؟

إضافة الى كوني مذيعة، أطمح لامتلاك أكاديمية للتدريب الإعلامي، كما أسعى لأكون مخرجة برامج وأنقش بصمة مميزة في المجتمع.

- إلى أي حد خدمتك وسائل التواصل الاجتماعي؟

هي مرآتي، فمن خلالها استطعت معرفة ردود فعل  الجمهور على ما أقدمه، سواء كان سلباً أو إيجاباً... مواقع التواصل سلاح ذو حدين، بحيث تبني أحياناً وتهدم في أحيان أخرى.

- هل تتقبّلين النقد؟

أتقبّل النقد إذا كان بنّاء وموضوعياً.

- ما أهم عيوبك؟

العصبية الزائدة.

- كيف تتفادين تلك العصبية أمام الجمهور؟

أحرص على هدوء أعصابي في عملي، لأن من حق الجمهور أن يرى البسمة على وجه الإعلامية.

- من هم الأشخاص المهمّون في حياتك؟

والدتي أطال الله في عمرها، وأختي.

- ماذا تقولين لوالدتك؟

أنت الحقيقة الجميلة في حياتي، وأدعو الله ألاّ يحرمني منك.

- بعد مسيرة دامت ثلاثة عشر عاماً، ماذا تحمل خلود في جعبتها؟

أحمل مسؤولية مجتمع، وما زلت أحافظ على معدني الأصيل، وبقيت تلك الإنسانة العفوية البسيطة التي لم تتأثر بشيء، فالإعلام ليس عبارة عن أضواء وشهرة ونجومية، بل عطاء وصدقية.

- 10/10/ 1439هـ قادت المرأة السعودية السيارة، ماذا تقولين لهذه المرأة؟ 

القيادة فن وذوق وأخلاق، مسؤوليتك كبيرة لأنك مؤتمنة على روحك وأرواح الآخرين، ولا تكترثي لمن يريد التقليل من أهميتك، فقد وصلت إلى مراكز قيادية وحققت نجاحاً باهراً، واليوم قيادتك للسيارة نقطة تحول مهمة في حياتك فكوني على قدر المسؤولية.

- هل ستقود خلود سيارتها؟

قريباً إن شاء الله... بعد حصولي على رخصة القيادة.