معرض القاهرة للكتاب...

كتب, معرض أبو ظبي للكتاب, معرض القاهرة الدولي للكتاب, محمد عبد اللطيف كانو, محمد رشاد

20 فبراير 2012

أياً تكن النتائج، فإن إقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب في موعده تعد إنجازاً مهماً في ذاتها، باعتباره الحدث الأبرز على خريطة الثقافة المصرية، والسوق الأهم للكتب على مستوى العالم العربي.
ولا ينقص من ذلك أن الإقبال على المعرض، في دورته الـ43 التي أقيمت من 22 كانون الثاني/يناير الماضي إلى 7 شباط/فبراير الجاري، جاء أقل من المتوقع. حضرت تونس بقوة، عبر نشاطات ارتبطت باختيارها ضيف الشرف، وكذلك السعودية التي حظيت بالجناح الأكبر داخل المعرض، ويتوقع أن تكون ليبيا ضيف شرف الدورة المقبلة.
أقيمت النشاطات المصاحبة للمعرض تحت عنوان: «عام على ثورة 25 يناير»، ومن ثم طغت المواضيع السياسية على ما عداها، سواء بالنسبة إلى الكتب أو الندوات والأمسيات الشعرية والفنية التي تأثرت سلباً بـ»مجزرة بورسعيد» التي وقعت في الأول من شباط (فبراير) وراح ضحيتها عشرات من مشجعي كرة القدم.

أكثر من 200 ندوة
خلال ندوة بعنوان «أزمة الكتاب العربي بين النشر والتوزيع» تساءل الكاتب المصري خالد عزب: «نعم تونس ضيف شرف، لكن أين الكتب التونسية؟»، وعكس ذلك طغيان الطابع الاحتفالي على مشاركة تونس، وهو على أية حال كان الطابع المميز لكثير من أنشطة معرض القاهرة عموماً.
وفي ندوة أخرى قالت الروائية المصرية مي خالد: «لم أصل بعد إلى درجة كافية من التمكن لأكتب على لسان رجل»، وجاء ذلك على هامش احتفال بصدور روايتها «تانجو وموال»، ورداً على سؤال: «لماذا لم تكتب حتى الآن رواية بطلها رجل؟». وحضر كتاب محمد حسنين هيكل «مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان»، على رأس مئات الكتب التي تتناول فترة حكم الرئيس المصري السابق، ولكن هيكل نفسه رفض الحضور، بحجة أنه لا يليق أن ينتهز المناسبة لانتقاد مبارك الذي منعه في السنوات الأخيرة من المشاركة في المعرض بل وحتى من الكتابة. وعلى أية حال فإن عدد ندوات المعرض زاد على 200 ندوة شارك فيها أكثر من 650 متحدثاً رئيسياً.
الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة المصري، أكد أن أي ملاحظات حول تنظيم المعرض، لا تقلل من إنجاز إقامته بمشاركة 29 دولة بدلاً من إلغائه، مضيفاً أن المعرض ربما لم يحقق المبيعات المرجوة، ولكن من الجيد أنه لم يُلغ.
ومن جانبه، اعتبر رئيس اتحاد الناشرين المصريين محمد رشاد، أن إقامة المعرض في ظل الظروف التي تواجه مصر الآن كانت التحدي الأكبر أمام الاتحاد ووزارة الثقافة المصرية.
واعتبر رشاد أن ضعف إقبال الجمهور كان أمراً متوقعاً في ظل حال التوتر التي تشهدها مصر حالياً. وأشار إلى أن الناشرين لم يبنوا آمالاً كبيرة على تحقيق مبيعات عالية، ولكن كان الهدف الرئيسي من إقامة المعرض هو تحريك سوق الكتاب في مصر.
وقال رئيس اتحاد الناشرين العرب الدكتور محمد عبد اللطيف، إن هناك بعض السلبيات التي شابت تلك الدورة بشكل أثَّر سلباً على إقبال الجمهور، في مقدمها التخوف من عدم مشاركة الناشرين العرب بسبب الظروف التي تمر بها مصر، إضافة إلى عدم الانتهاء من تجهيز كل الأجنحة والخيام وهطول الأمطار عليها، وعدم تأمينها بشكل كاف، ما أدَّى إلى تلف كثير من الكتب.

أفضل عشرة كتب!
وبحسب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد مجاهد فإن عدد من زاروا المعرض بلغ نحو مليون زائر، بمعدل 60 ألف زائر يومياً، وهو معدل قريب مما تحقق في الدورة السابقة للمعرض والتي أقيمت في مستهل العام 2010، علماً أن دورة العام الماضي ألغيت بسبب اشتعال الثورة. وكما أكد مجاهد أيضاً فإن حجم المبيعات هذا العام كان في مستوى مبيعات العام 210 تقريباً.
وفي الختام، أعلن مجاهد أسماء الفائزين في مسابقة أفضل عشرة كتب مصرية صدرت في 2011 وهي: أفضل ديوان شعر عامية «الميدان» لعبد الرحمن الأبنودي، أفضل ديوان شعر فصحى «ارفع رأسك عالية» لحلمي سالم، أفضل كتاب فنون «أرض أرض» لشريف عبد المجيد، وأفضل كتاب تراث «سيرة الإمام الشيخ محمد عبده» لمحمد رشيد رضا، وأفضل رواية «سأكون كما أريد» لحمدي عبد الرحيم، وأفضل كتاب علوم اجتماعية «سيكولوجية الدجال» لطلعت حكيم، وأفضل كتاب سياسي «الدين والثورة والطائفية» لنبيل عبد الفتاح، وأفضل كتاب أطفال «25 أغنية للأطفال» لمحمد بهجت، وأفضل مجموعة قصصية «حلم اليقظة» لهيثم الورداني، وأفضل كتاب علمي «مستقبل الطاقة النووية والأمن العربي» لمحمد زكي عويس.