نسرين أكيوز أيدن: تحديت نفسي وأسعى إلى تحقيق حلمي بالوصول الى EuroLeague

كارولين بزي 01 سبتمبر 2018

إرادة الحياة والتمسك بالحلم أقوى من كل العراقيل التي يمكن أن تواجهنا في حياتنا. كانت نسرين تحلم بممارسة الرياضة ولا سيما كرة السلة، فتلقت الصفعة الأولى حين فقدت قدمها وهي لا تزال في الثانية من عمرها، ثم الصفعة الثانية عندما تعرضت قدمها المصابة إلى كسرين فاعتقدت أن الحلم انتهى. إلا أن تمسكها بهذا الحلم دفعها لأن تتحول مثالاً يُحتذى بعد أن التحقت بأحد النوادي الرياضية الكبرى في لبنان وأصبحت Personal Trainer. حلم نسرين أكيوز أيدن (28 سنة) لم يتحقق بعد، فهي تخطط للعيش في بلدها الأم تركيا سعياً وراء حلم الطفولة وهو الوصول الى Euro League... نسرين أكيوز أيدن تتحدث عن الحلم والطموح والإرادة في هذا الحوار.


حدّثيني أولاً عن الحادثة التي تعرضت لها. 

كنت في الثانية من عمري حين اخترقت قدمي رصاصة طائشة، فالتهبت وتوّجب بترها. وحين أصبحت في سنّ العاشرة، تعرّضت قدمي المصابة لكسرين، ذلك أن مكان الإصابة أصبح هشاً ضعيفاً وسهل الكسر.

منذ بدأت العمل كـ Sports Nutritionist قبل سنتين، صرت أواظب على ارتياد النادي الرياضي، علماً أن العديد من الأشخاص كانوا يدّعون عدم قدرتي على القيام ببعض الحركات الجسدية، فحرصت على تقوية عضلات معينة، لتستقيم مشيتي ولأطوي ركبتي بسهولة. وإلى جانب كوني اختصاصية تغذية للرياضيين، فأنا مدربة شخصية لهم أيضاً.

- قبل التحاقك بالنادي الرياضي، هل تأكّدت فعلاً من قدرتك على ممارسة الرياضة؟

أحب كرة السلة ولكنني لا أستطيع ممارسة هذه اللعبة، لذا فكرت بأنني إذا اتجهت إلى الـ Sports Nutrition ومارست عملي كـ Personal Trainer سأتمكن من تحقيق حلمي. وكانت البداية بإرشادي إلى تدريب المتدربين ولكن من دون أن أتمرّن، ولكن وجدت أن من الضروري أن أخضع لتمارين إذ لا يجوز أن أدرّب الناس وأنا لا أمارس الرياضة.

وبالتالي كثّفت تدريباتي، لكن أغلب النوادي الرياضية عبّرت عن قلقها بصراحة مؤكدةً عجزها عن تحمل المسؤولية خوفاً من تعرضي لأي إصابة. ولكن في CHAMPS وهو النادي الذي أدرّب فيه وأتمرن، تربطني علاقة صداقة بفادي الخطيب لاعب كرة السلة اللبناني ومالك النادي، وبالتالي كان تحدياً للمسؤولين في النادي أن يثقوا بقدراتي، لكن بالإصرار حصدنا النجاح معاً.

- ألم يكن هذا تحدياً لك؟

في أثناء التدريب كنت أشعر أحياناً بصعوبة القيام ببعض الحركات على الرغم من بساطتها، لأنني لا أقوى على التحرك بسهولة وكل ما أختبره جديد بالنسبة إليّ. مثلاً، لم أكن أتمكن من طي ركبتي بالشكل الصحيح، وكان لي ورك أعلى من الآخر، كما لم تكن وقفتي مستقيمة... وكلّها تحسنت بعد التدريب.

- كيف ينظر النادي إلى النتيجة التي حققتها؟

هم سعداء جداً بالنتيجة التي وصلنا إليها، وحتى أنني أعمل سفيرة لـهم حالياً، إذ أمثل النادي بأسلوب يحفّز الآخرين.

- وما رأيك بالنتيجة؟

سعيدة بالتأكيد، لكنني لن أقف عند ما حققته، وأتمرّن يومياً وأسعى لاكتساب المزيد من الخبرة.

- إلى أي مدى يثق مرتادو النادي بك؟

المتدربون في صفوفي يحبون التعاون معي، وبالتالي يخجلون من التقاعس عن القيام بأي حركة أقوم بها، ما يجبرهم على التمرّن. خلال التدريب أخبرني أحدهم بأنه متعب، فقلت له إنني أقوم بالتمرينات نفسها، فاستمر في التدرّب على الرغم من تعبه.

- هل تعتقدين أن الحادثة شكّلت نقطة تحول إيجابية في حياتك؟

ربما لو لم أتعرض لهذه الإصابة لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم، ولما تمسّكت بحلمي.

- ما هي نقاط قوتك؟

ثقتي الزائدة بنفسي.

- ما أجمل تعليق سمعته؟

هناك العديد من التعليقات، مثلاً: عندما يخبرونني أنهم يخجلون من الافصاح عن عدم قدرتهم على التمرن، أو أنني كنت سبباً في تشجيع البعض على التمرن وارتياد النادي الرياضي. حتى أن شخصاً أخبرني أنني وكلوي كارداشيان دفعناه لممارسة الرياضة، وهو يطلعني دائماً على النتيجة.

- ما أكثر تعليق أزعجك؟

هناك من يقول: «على شو شايفة حالها إجرها بلاستيك»، وثمة من يتّهمني بأنني أستغل حالتي لاكتساب الشهرة.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أفكر بالانتقال إلى تركيا للعمل هناك، وسأسعى لتحقيق حلمي بالوصول إلى EuroLeague.

- هل تعتبرين أن إصابتك تشكل عائقاً أمام ارتباطك مستقبلاً؟

لا أبداً.

- ما هي رسالتك للناس الذين يصابون أحياناً بالإحباط والضعف؟

أحياناً توصد أبواب أمامنا ولكن لا بد من أن تُفتح في مكان آخر. مثلاً أول مشكلة واجهتها كانت حين كسرت قدمي ولم أستطع ممارسة الرياضة، أما المشكلة الثانية فتمثّلت بعدم حصولي على الجنسية اللبنانية والتي تخوّلني افتتاح عيادتي الخاصة، وبالتالي تحايلت على الواقع واتجهت إلى الـ Sports Nutrition وعدت إلى المجال الذي أحب واستطعت العمل فيه.

- هل شعرت يوماً بأنك ضعيفة أو محبطة؟

نادراً، ربما ساعة الغضب فقط.