الحضانة ضرورية لصقل شخصية الطفل

جولي صليبا 02 سبتمبر 2018

حين يدخل الطفل الصغير للمرة الأولى إلى قسم الحضانة في المدرسة، لا يكون منضبطاً في الأسابيع الأولى. في الواقع، نجد الأطفال الصغار وهم يتشاجرون على لعبة أو يضربون بعضهم البعض، إذ يظن كل واحد منهم أنه الوحيد في هذا العالم ويجهل ما يعنيه التواجد ضمن المجموعة. وهنا، يتوجّب على المعلمة أن تعلّم الصغار كيفية اللعب مع بعضهم، والالتزام بالقواعد والتعليمات، واحترام الغير ومشاركة الألعاب.  


لا يتقبل الطفل الصغير فكرة اهتمام المعلمة بباقي الأطفال الموجودين معه في الصف. فهو كان محور الاهتمام في المنزل، ويفترض أن يكون أيضاً محور الاهتمام في الصف. إلا أن الصغير يعتاد مع مرور الأيام أنه فرد ضمن مجموعة وعليه الالتزام بالقوانين الجماعية التي تفرضها المعلمة...

تنمية مخيلة الطفل 

يجد الطفل الصغير نفسه وهو يمسك بالأقلام والمقصّات والفراشي وأقلام التلوين وكل لوازم النشاطات الفنية أثناء تواجده في الحضانة. وفي هذه المرحلة، يستطيع الطفل التعبير بحرية عن مخيلته ومشاعره من خلال الأدوات المعطاة له. ومع مرور الأسابيع والأشهر، يحرز الصغير تقدّماً كبيراً في هذا المجال بحيث تصبح خطوطه أكثر دقةً ووضوحاً.

وللرقص والحركات التعبيرية دور مهم أيضاً في تنمية مخيلة الطفل. فالصغير يحتاج إلى التحرك خلال النهار لتصريف طاقته الفائضة والتمكن لاحقاً من التركيز على عمل معين. ومن خلال صفوف الرقص والحركات التعبيرية، يتعلم الطفل كيفية السيطرة على جسمه وحركاته وتوازنه.

تعلّم اللغة

في مرحلة الحضانة، يتعلم الطفل الصغير أصول اللغة، ويصبح قادراً على تأليف جملة كاملة مفهومة، ولا يكتفي بقول كلمات غير مترابطة مع بعضها البعض. وحين يتحدث الأطفال بطريقة صحيحة، تزداد قدرتهم على تعلّم القراءة والكتابة. لذا، نلاحظ أن المعلمة تطلب غالباً من الأطفال الصغار إخبارها عما فعلوه خلال عطلة نهاية الأسبوع، أو تخيل حوار للدمى المتحركة. هكذا، يتعلم الطفل الصغير التعبير عن أفكاره شيئاً فشيئاً ويصبح قادراً على الإجابة بسهولة أكبر عند طرح أي سؤال عليه.

كما يتمرّن الطفل على التعرف إلى اسمه المكتوب خلال مرحلة الحضانة، رغم أنه لا يجيد القراءة بعد. إلا أن المعلمة تحرص على تدريب كل ولد لنسخ اسمه المكتوب لكي يتمكن لاحقاً من كتابته لوحده. بهذه الطريقة، يتعرف الولد إلى عالم الكتابة.  

يتضح إذاً أن الحضانة بالغة الأهمية لتهيئة الطفل الصغير قبل دخوله إلى المدرسة الفعلية. فهي تنمّي مواهبه، وتعلّمه أصول التصرف ضمن المجموعة، وتجعله مستعداً لاستيعاب مختلف المواد المدرسية.