Home Page

الروائية المصرية مي التلمساني

كتب, قاعة /صالة / غرفة مكتبة, الكتب العلمية, جائزة الشيخ زايد للكتاب, كتب مطالعة, مي التلمساني

02 يوليو 2012

عندما يقع الإنسان في عشق الورق تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة، ولا يُمكن أحداً أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية.
ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية لمكتبة الروائية المصرية مي التلمساني وجئنا بالاعترافات الآتية


علاقتي بمكتبتي
هي علاقة عائلية، هي بعض أسرتي وبعض أصدقائي وبعض أولادي «لو أضفنا لها الكتب التي كتبتها وترجمتها».
هي علاقة تطمئنني إلى موقعي من العالم، كأنني موجودة بفضلها، بفضل أصدقائي من الكُتَّاب، من الفارابي إلى إدوارد سعيد، ومن فولتير إلى بروست وكافكا، ومن صنع الله إبراهيم إلى أحمد يماني ومنتصر القفاش.

أزور مكتبتي
مرّة كلّ يوم، يبدأ النهار عادة بفنجان نسكافيه وزيارة لغرفة المكتب في بيتي الكندي، حيث أقيم معظم أشهر السنة. في هذه الغرفة أهم كتب اقتنيتها على مدار 14 عاماً من الهجرة، باللغات الثلاث التي أتقن القراءة بها، العربية والإنكليزية والفرنسية.
في بيتي القاهري، مكتبتي الكبيرة وأغلبها باللغة العربية موزعة على غرفتين، والجزء الثالث موجود في غرفة نومي.
أصحو وأنام بصحبة الكتب وونسها، من دونها لا يستقيم حال البيت. مكتبة القاهرة ورثتها عن أبي، وأضفت إليها كتب زوجي وكتبي التي جمعناها على مدار 25 سنة من القراءة وحب اقتناء الكتب.

أنواع الكتب المفضلّة لديّ
رواية وشعر وفلسفة وتاريخ وعلوم إنسانية ودراسات سينمائية تتعلّق بنظرية الفيلم. نادراً ما أستمتع بقراءة الأعمال المسرحية ودراسات النقد المسرحي، لكني أحب تصفح كتب الفن التشكيلي وتاريخ الفنون في العالم.
وبدأت أخيراً أهتم بقراءة كتب الكوميكس المنشورة في مصر، بخاصة بعد الثورة.

كتاب أُعيد قراءته
في الآونة الأخيرة، أعدتُ قراءة كتاب في فلسفة الرواية، كتبه جيل دولوز وفليكس جتاري في السبعينات عن كافكا ومفهوم أدب الأقلية.
وهو كتاب أستلهمه كثيراً في أبحاثي الأكاديمية يسمح برؤية مختلفة للأدب وللفن عموماً، وباعتبار كاتب مثل كافكا، في قصصه ورواياته ورسائله ومذكراته، كاتبا على هامش الأدب المهيمن، أدب الغالبية المكتوب بالألمانية في زمنه.
واستدعى ذلك إعادة قراءة رواية «القصر» لكافكا، استعداداً لترجمة كتاب جيل دولوز إلى العربية. كما أعيد قراءة بعض نصوص إدوارد سعيد الخاصة بنظرية الترحال والمنفى ودور المثقف في مواجهة السلطة من وقت إلى آخر، بخاصة كتاب «تأملات في المنفى».

كتاب لا أعيره
أتمسّك عادة بكتبي، وإن كنت أحياناً أتنازل عن بعضها، بخاصة في مجالات الرواية والشعر والدراسات الإنسانية، عندما تبدو لي دون القيمة الأدبية والعلمية من وجهة نظري.

كاتب قرأت له أكثر من غيره
من مصر، قرأت معظم أعمال صنع الله إبراهيم، وأعتبره واحداً من أكثر الكتاب إمتاعاً. كما قرأت لميلان كونديرا معظم أعماله الروائية والنقدية.
وقرأت لكافكا قصصه القصيرة وروايتي «المحاكمة» و«القصر»، ولسراماغو «كل الأسماء» و«العمى» و«كتاب التصوير والخط».

آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي
آخر مجموعة من الكتب ضممتها إلى مكتبتي، كتاب «الحجاب» لجمال البنا، وعدد من الروايات لعز الدين شكري وعمرو عافية. كما اقتنيت عدداً من الكتب عن الثورة المصرية.

كتاب أنصح بقراءته
كتاب مراد وهبة «ملاك الحقيقة المطلقة»، وهو يصلح لمواجهة التيار الرجعي والأصولي المستفحل في مصر الآن، ويضيء جوانب مهمة من العلاقة بين السلطة السياسية والسلطة الدينية.
وفي مجال الرواية أنصح بقراءة «العمى» و«كل الأسماء» لجوزيه سراماغو، وأنصح نفسي وأذكرها بقراءة آخر روايات الكاتبة اللبنانية هدى بركات، «ملكوت هذه الأرض».

كتاب لا أنساه أبداً
«البحث عن الزمن المفقود»، لمارسيل بروست الذي أعتبره أحد أهم الكُتاب الذين أثروا طريقة تعاملي مع الأدب وتذوقي له.
أتذكر أيضاً مسرحية «أنتيغون» من سنوات المراهقة والشباب، كتب عن هذه الشخصية الأسطورية سوفوكليس، وراسين وأنوي، ودرست مسرحية أنوي المكتوبة في ستينات القرن العشرين أيام الدراسة الثانوية، بالتزامن مع قراءة «مدام بوفاري» لفلوبير.
هذه الأعمال لا تُنسى، وإن كنت لا أعاود قراءتها كما يحدث مع أعمال بروست.

بين المكتبة و«الإنترنت» أختار
المكتبة بلا منازع في ما يخص القراءة والعلاقة بالكتاب والورق المطبوع. الإنترنت لا غنى عنها للبحث السريع عن معلومة وللتواصل مع آخرين.
أما القراءة المتأنية لكتب ودراسات وأبحاث، فتتطلّب مقداراً من التأمل والتروي والاستمتاع بالنص، ومن ثم لا غنى عن الكتب والمكتبة لتحقيق ذلك.
قد تكون الكتب بمعنى من المعاني وباصطلاح علم النفس «فيتيش»، أي هي شيء حسي وملموس يختزل في ذاته وفي وجوده لذة القراءة ويعزّ على الإنسان المهووس به أن يتنازل عنه.