هيّئي طفلك لأول يوم مدرسي

جولي صليبا 16 سبتمبر 2018

عند وصول الطفل الى سنّ دخول المدرسة، تواجه كل أمّ بعض الصعوبات والمشاكل، أبرزها محاولة إقناع الطفل بالذهاب الى المدرسة والانفصال عنها. فقبل سنّ الثالثة، يعيش الطفل في بيئة آمنة صحياً ونفسياً، ويحظى باهتمام خاص ودلال كبير من أهله، ولذلك يصعب عليه الاقتناع بفكرة الانفصال عن أمّه والذهاب إلى بيئة جديدة.

قد يكون الالتحاق بالمدرسة من أهم المراحل الانتقالية في حياة الطفل، والتي قد تؤثر سلباً في نفسيته إذا لم يتم إعداده جيداً لتخطّي الأيام المدرسية الأولى بنجاح. فعند الذهاب إلى المدرسة، يُفاجأ الطفل بمجتمع غريب وجديد، بعيد عن الوالدين، ويلتقي بأشخاص لم يصادفهم من قبل، فيشعر حينها بقلّة الأمان والاستياء شيئاً فشيئاً من المدرسة. لا بدّ إذاً من تهيئة الطفل بدنياً وصحياً ونفسياً لجعله مستعداً للمرحلة الدراسية.

التمهيد

قد يكون التمهيد من أهم الخطوات التي يتوجب على الأم القيام بها لتجنيب طفلها الكثير من المشاكل التي قد يتعرض لها في أول يوم دراسي، وخصوصاً البكاء والخوف. وحبّذا لو تبدأ هذه المرحلة قبل شهر على الأقل من بدء العام الدراسي. تستطيع الأم الاستعانة بدور الحضانة المتخصصة التي تستقبل الطفل بضع ساعات في اليوم، بحيث يعتاد الطفل على فكرة الانفصال عن أمّه تدريجاً. وفي حال عدم وجود مثل هذه الحضانات، تستطيع الأم اصطحاب طفلها في جولة يومية إلى المدرسة ليتعرّف عن كثب إلى مدرسته، ويصبح المكان مألوفاً بالنسبة إليه.

الاهتمام بصحة الطفل

على الوالدين اصطحاب طفلهما باستمرار إلى الطبيب للتأكد من سلامة صحته البدنية والجسدية. يوصى الالتزام بمواعيد اللقاحات الطبية تجنّباً للعدوى من الأمراض المحيطة به، لا سيما أن الطفل يتعرض لبيئة جديدة في المدرسة. ولا ننسى أهمية التأكد من صحة العينين والأذنين ليكون الطفل قادراً على استيعاب دروسه اليومية بشكل طبيعي.

التحدّث الإيجابي

من المهم التحدّث بإيجابية عن المدرسة أمام الطفل، والقول إنها مكان جميل يتعلم فيه الإنسان قواعد جديدة، ولا سيما القراءة والكتابة. والمدرسة ليست فقط للدروس الصارمة، بل هي أيضاً مكان لتنمية المهارات، مثل الرسم والموسيقى... ولا بد من إخبار الطفل أيضاً بأن المدرسة مكان جميل يتيح له اللعب مع أصدقاء جدد.

عدم تهديد الطفل بالمدرسة

يحذّر الاختصاصيون من تهديد الطفل بالمدرسة كعقاب على خطأ ارتكبه، أو للتخلص من شقاوته، لأن المدرسة تصبح حينها أداة للعقاب وليس للدراسة في نظره، وسيكره الطفل الذهاب الى المدرسة مع الوقت.

قواعد المدرسة والزي المدرسي

على الوالدين التحدّث مع الطفل عن أهمية قواعد المدرسة والنظام المعتمد فيها، وتشجيعه على ارتداء الزي المدرسي الموحّد الذي سيلازمه طوال أشهر المدرسة، ويساعده على الانضباط والإحساس بالمساواة مع رفاقه.

ولمنح طفلك بعض الحرية، شجّعيه على اختيار حقيبته المدرسية بنفسه، إضافة إلى اللوازم المدرسية مثل أقلام التلوين والممحاة.

النوم المبكر

مع اقتراب موعد بداية العام الدراسي، يوصى بتعويد الطفل على النوم المبكر، ليرتاح جسمه ودماغه ويكون مستعداً لما ينتظره في اليوم التالي. حدّدي وقتاً معيناً لينام فيه طفلكِ، واجبريه على الاستلقاء في السرير في هذا الوقت. ومع مرور الأيام، يصبح الطفل معتاداً على النوم في موعد محدد.

عدم الاستعجال في صباح أول يوم دراسي

ما من أحد يرغب في بدء يومه بالعجلة، ولا سيما في أول يومٍ دراسي. لذا، اتركي طفلك ينام بارتياح حتى يستيقظ مسترخياً في الصباح ويكون مستعداً لبدء يومه بشكلٍ طبيعيّ.

وعند اصطحاب طفلك إلى المدرسة، اسمحي له بأن يأخذ معه لعبته المفضلة أو أي شيء آخر يحبّه. من شأن ذلك مساعدته على تخطي الشعور بالخوف والإحساس بالراحة بشكل أفضل. وعند اندماج الطفل في أجواء الصف، سوف يتخلّى عن لعبته تدريجاً.

مبادرة الطفل بالابتسامة

تماماً مثل الطفل، يشعر الأهل بالقلق في أول يومٍ دراسي لطفلهم. ولكن يوصى بعدم إظهار ذلك القلق أمام الطفل، كي لا تنتقل إليه عدوى القلق والتوتر. ولذلك لا بد من التحدث مع الطفل بهدوء، والكشف عن ابتسامة عريضة، وتشجيعه لكي يمضي يوماً جميلاً في المدرسة من دون قلقٍ أو خوف.

تمضية بعض الوقت مع الطفل في الصّف

يُستحسن أن يمضي الوالدان، أو أحدهما، بعض الوقت مع الطفل في الصف، لمساعدته على استكشاف البيئة الجديدة، والتعرُّف إلى رفاقه الأطفال. لا مشكلة في تمضية ساعتين أو ثلاثٍ مع الطفل في الصف. وعندما يبدأ الطفل بالشعور بالراحة مع محيطه، يستطيع الأهل الانسحاب تدريجاً من المكان.

التواصل المستمر مع معلّمة طفلك

من الضروري أن تتواصل الأم مع معلّمة طفلها، خصوصاً في المراحل الأولى من العام الدراسي. حبّذا لو تتعرف الأم إلى المعلّمة التي ستكون مسؤولة عن طفلها، وتتحدث معها في كل ما يتعلق به، خصوصاً إذا كان يعاني خوفاً أو مرضاً معيناً. ويُستحسن أيضاً أن يتعرّف الطفل إلى معلّمته، وينشأ نوع من الودّ الاجتماعي بينهما.