'الأخبل'

مركز المشاعر الإنسانية, ديوان شِعري, جوزف دعبول

06 أغسطس 2012

الديوان: 'الأخبل'

الشاعر: جوزف دعبول


انتُزعت الحكمة من هذا الكتاب انتزاع الروح من الميّت. واستوطن الجنون مكانها. «الأخبل» أصبح شاعراً والهذيان غدا شعراً. أجواء الكتاب غرائبية، فيه تلتقي الأسطورة بالواقع والشعر بالنثر والغموض بالتجلّي.

الثنائيات الضديّة التي ميزّت لغة دعبول الشعرية منذ ديوانه الأوّل «البحر وردة الرؤيا» مازالت موجودة بوفرة: «موت أليف جداً»، «ماء الصخرة»، «الحديقة ملاك أسود»، «الهواء ثقيل»، «المطر دموي».
هذه التناقضات ليست إلاّ تكريساً لصورة الشاعر المتمرّد على قوانين الكتابة ونواميسها.

يختبئ الشاعر في عباءة الأخبل لأنّها وسيلته الوحيدة للتفلّت من قيود العقل والمنطق والبوح بما يشعر به بالطريقة التي تحلو له دون أن تأخذه لومة لائم في ما يقول.
ينظر الشاعر في مرآة نفسه. فيستحضر شخصية أسطورية هي «سيلا» الحورية التي تحولّت إلى وحش مائي، ليُصبح هو الكائن التائه بين الملاك والشيطان اللذين يتقاسمانه.

من أجواء الكتاب:
«أنتظر صمت الأشياء، وأعبر، تتعلّق بي الظلال، والشمس الثكلى، وحكايات الحواة.
دهليز، عظاية، قباب، أجراس، وأنا أمحو ظلاً وأنحت آخر في الخواء، وانتظام الوقت السائل على جدار الزمن.
أتفتّت كثيراً، وتمتدّ أذرعي إلى الماء اليابس في جماجمي، إلى حصاة تموج كبحر، أعلّق أجسادي على المشجب، وأنتحي أقاصي المعطف الأسود، أدرأ مطراً عجوزاً، يسعل في نقاوة العاصفة... مهلاً أيّها الشاحب، مُستدرّاً لونك، أعوّض ما فات بالحضور الثقيل، طاوياً حقائب الليل...».