سعودية تكشف تفاصيل تعرضها للنصب بمبلغ مليون ريال

14 سبتمبر 2018

كشفت سيدة سعودية لموقع "سبق" المحلي، تفاصيل سلبها مليون ريال على يد أحد المحتالين من شركات تت مسمى "الفوركس".

وقالت المواطنة الثلاثينية، والتي تحمِل درجة البكالوريوس في “اللغة العربية”، وتعيش في المنطقة الشرقية، أنه في غمار بحثها عن فرص استثمارية تغيّر حياتها للأفضل، خاصة وأن حياتها قريبة من الفقر، وأن زوجها متقاعد مرضياً منذ 7 أعوام ودخله التقاعدي لا يتجاوز 3 آلاف ريال، ومكبّل بالديون، وقعت فريسةً ثمينةً في يدِ عصابةٍ محتالةٍ قدّمت لها وعوداً مليونية زائفة.

وأشارت الفتاة وتدعى “ن.ع” إلى أنها وَقعتْ ضحيةً ما يسمّى بشركات “الفوركس”، وكانت تتابع الصفقات المليونية مع شخصٍ عربي يقطن في بريطانيا، ويزعم بأنه يحمل الدكتوراه، ولديه خبرة أكثر من 20 عاماً في الاستثمار والتداول.

وأوضحت أن البداية كانت من خلال مشاهدة إعلان عبر الإنترنت عن شركات “الفوركس” المتخصّصة في الثراء السريع، وتداول العملات الأجنبية، فلم تتردّد في تقديم معلوماتها لتلك الشركة، وقرّرت أن تخوض هذه التجربة بمبلغٍ ماليٍ لا يتجاوز 4 آلاف ريال فقط.

وبينت أنها تلقت اتصالاً من أحد العاملين بالشركة، والذي عرّف بنفسه أنه “خبير مالي” وسيصبح “مدير مالياً” لها حتى تصل لحلم “سيدة أعمال”.

ووفقًا لـ “سبق”، أبلغ “اللص المحتال” الضحية بأن المبلغ المقدّم منها (4 آلاف ريال) لا يمكن أن يحقّق أحلامها، لاسيّما أنه سيدخلها في تداولات “الذهب والبترول” -حسب زعمه- الأمر الذي يتطلّب أموالاً كبيرة تحقّق أرباحاً ضخمة.

واستجابت “الضحية” للمحتال، فقررت أن تُخرِج حِصّتها من أرض كانت لوالدها، وكان نصيبها 300 ألف ريال، وقدمتها على دفعات لذلك “الخبير الوهمي”، الذي طلب منها أن تتواصل مع شخص يزعم أنه من سكّان “مكة المكرّمة”، وستكون الحوالات البنكية على حسابه الشخصي، وقامت بتحويل 390 ألف ريال له بالفعل.

وعندما استنفدت “الضحية” كل ما تملك من أموال، لجأت إلى مزيد من الاقتراض، وتسلّمت 300 ألف ريال أخرى من أحد “العقاريين”، وأبدت استعدادها للتوقيع على أي شيكات أو ضمانات مالية تُطلب منها.

بعدها طلب منها النصاب تحويل مبلغ 130 ألف ريال بصفةٍ عاجلة، وأوهمها أن هذه الحوالة سيعقبها خير عظيم وأموال قد لا تنام “الضحية” من شِدة الفرح بكسبها، والذي سيصل إلى 3 ملايين ريال.

ولجأت الضحية مرة أخرى للاقتراض من صديقاتها وقريباتها، حتى تسلم منها فعلياً قرابة “مليون ريال” في بِضعة أشهر.

ولم يكتف اللص البريطاني بذلك، بل رغب في استنزاف المزيد من أموالها، فقام بإرسال رسالة هاتفية لها قال بأنها من “مؤسسة النقد السعودية”، ومفادها: “توقيف تحويل بقيمة 3 ملايين و200 ألف ريال، وختِمت الرسالة باسم: مكافحة غسيل الأموال السعودية”، وطلب منها تحويل 100 ألف ريال بصفةٍ عاجلةٍ لعلّها تساهم في رفع الحظر عن تلك الملايين المعلّقة من قِبل “النقد السعودية”.

وكانت هذه الرسالة هي المحطة الأخيرة من مسلسل الاستنزاف الذي دام لأشهر عِدة، وذلك بعد ذهاب “الضحية” لمؤسسة النقد، في محاولة منها لإقناع الأولى بأن حلمها المليوني لم يدخله شبهة غسيل أموال؛ بل كانت عبارة عن استثمار في تداولات “الذهب والبترول”.

وصدمت الفتاة حينما أبلغها “النقد” بأنها وَقعتْ ضحية نصبٍ واحتيالٍ من عصابات “الفوركس”، وعن كون المؤسسة لا تخاطب عملاء البنوك حول الشبهات المالية بهذه الطريقة، بل كانت ضحية سيناريو أجادته عصابات تنتشر حول العالم وتزوّر الرسائل والخطابات الرسمية بأساليب مبتكرة.

وتقول الفتاة: حياتي في خطر، ولولا خوفي من الله لأقدمت على التخلّص من حياتي، فأنا مهدّدة بالسجن وضياع أطفالي الـ6، وكلي أملٌ بأهل الخير بمساعدتي في الخروج من هذا المأزق.