خلال العام الدراسي نشّطي ذاكرة طفلك

جولي صليبا 22 سبتمبر 2018

في بداية الفصل الدراسي، تبحث غالبية الأمهات عن الوسائل المتوافرة لمساعدة أطفالهنّ على الحفظ وتقوية الذاكرة والعقل. والواقع أنه يمكن تنشيط الذاكرة من خلال توفير النظام الغذائي السليم للطفل، وتشجيعه على ممارسة الرياضة والنوم لساعات كافية، إضافة إلى العديد من الأمور الأخرى...

يؤكد الاختصاصيون أن قوة الذاكرة ليست مسألة جينية وراثية، بل هي مسألة تدريبية بحتة يكتسبها الإنسان خلال حياته. فالإنسان الكسول الذي لا يقرأ ولا يتعلم ويمضي معظم وقته في اللهو واللعب، يكون قد وضع ذاكرته على الرف وتراكم عليها الغبار، فيما الإنسان النشيط الذي يسعى كلّ يوم لاستخدامها، يبقيها يقظة حيّة قادرة على استرجاع المواقف والأحداث. يتضح إذاً أن تنشيط ذاكرة الطفل ومساعدته على الحفظ أمر ممكن في حال الالتزام بأمور معينة ضمن أسلوب العيش. واللافت أن الأطفال ذوي الذاكرة القوية والتركيز العالي يكونون أقل عرضةً للأمراض الإدراكية في مرحلة لاحقة من حياتهم.

الرياضة

أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية أن ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية تؤثر إيجاباً في قوة ذاكرة الطفل. فالرياضة تضمن ضخّ الدم في كل أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ. لذا، توصى الأمهات بتشجيع أطفالهن على ممارسة الأنشطة البدنية التي تتلاءم مع أعمارهم وقدراتهم البدنية. المهم هو الابتعاد عن أسلوب العيش الرتيب، والإكثار من الحركة والنشاط طوال اليوم.

النوم

احرصي على أن يحصل طفلك على سبع ساعات من النوم كل ليلة، لأن النوم غير المنتظم هو أحد أسباب ضعف الذاكرة. أما النوم الكافي فيساعد الطفل على استيعاب المعلومات بسرعة. إلا أن النوم الزائد عن الحد يتسبب في خمول الذاكرة. لا بد إذاً من أن تكون ساعات النوم معتدلة وغير مفرطة. يذكر أن نوم النهار لا يعادل نوم الليل في شيء.

الغذاء المتوازن

يفترض أن يحظى الطفل بوجبات غذائية متكاملة تضمن نموه العقلي والجسدي. ويُستحسن التركيز على الأطعمة الصحية الغنية بالمواد المغذّية والفيتامينات والبروتين، والابتعاد عن رقاقات البطاطا المقلية (التشيبس) والسكاكر والوجبات السريعة. فالدماغ يمتص الفائدة من الأطعمة تماماً مثل الجسم. شجّعيه على أن يأخذ معه شرائح الخضار (مثل الجزر والخيار والكرفس) والفواكه إلى المدرسة بدل السكاكر والحلوى. كما تعتبر المكسّرات والحبوب الكاملة أساسية لتقوية ذاكرة الطفل وتنشيط ذهنه.

ركّزي أيضاً على الأطعمة الغنية بأحماض (أوميغا 3) الدهنية المفيدة جداً لنمو الدماغ وتحسين وظائفه، وتنشيط المهارات العقلية. ولا تهملي النشويات لأنها تمدّ جسم الطفل بالكثير من الطاقة الضرورية للجسم والجهاز العصبي على حد سواء. لكن لا تُكثري من النشويات تفادياً للوزن الزائد في سنّ مبكرة. امنحي طفلك أيضاً الأطعمة الغنية بالحديد الذي يحافظ على الطاقة والتركيز، والزنك الذي يساعد على التذكّر.

ولا ننسى طبعاً أهمية شرب الماء خلال النهار، للحؤول دون جفاف الجسم الذي يؤثر سلباً في أداء الدماغ.

الألعاب الذكية

شجّعي طفلك على ممارسة الألعاب التي تتطلب مقداراً من الذكاء والحيلة مثل الكلمات المتقاطعة والشطرنج. كما يمكنك الاستعانة بالألعاب التثقيفية المتوافرة على شبكة الإنترنت. اجعلي اللوح الالكتروني مصدراً للتثقيف والتسلية بدل أن يكون مضيعة للوقت.

وإذا كان الطفل صغيراً وفي أولى سنواته المدرسية، علّميه لعبة تقليب الصور، بحيث يتم تقليب الصور أمام الطفل قبل إخفائها، والطلب منه أن يحدد مكان كل صورة. هذه اللعبة تنمّي الذاكرة بشكل كبير، وتنشّط الذهن والتركيز.