Home Page

الكاتبة المصرية حنان الدناصوري

قاعة /صالة / غرفة مكتبة, مكتبتي, المكتبة المنزلية, جائزة الشيخ زايد للكتاب, حنان الدناصوري

05 نوفمبر 2012

عندما يقع الإنسان في عشق الورق تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة، ولا يُمكن لأحد أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه، الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية، ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية لمكتبة القاصّة والطبيبة المصرية حنان الدناصوري وجئنا بالاعترافات الآتية...


علاقتي بمكتبتي
كانت المكتبة في بيت أبي غرفة أساسية، وظلت كذلك في كل البيوت التي عشت فيها فيما بعد، مع بعض الاختلافات في المساحات والأشكال.
هي بمثابة الواحة التي تمنحني شعوراً بالأمان والونس، المكتبة بالنسبة إليّ هي غرفة المعيشة، حيث الكتب في متناول يدي.

أزور مكتبتي                                                                    
لا مواعيد محددة، لكنني أتحيّن أي وقت فراغ لأزور مكتبتي، وتبقى زيارة قبل النوم عادة ثابتة لم أتخلَّ عنها، حتى أثناء دراستي الطويلة في كلية الطب.

أنواع الكتب المفضلّة لديّ
الروايات والمجموعات القصصية والشعر، وكتابات مصطفى محمود ومحمد الغزالي، وكتب التاريخ الحديث ومذكرات الساسة والأعلام في القرن الماضي، فضلاً عن بعض الكتب المتخصصة في علم التحاليل الطبية وأمراض الدم.   

كتاب أُعيد قراءته
«الحرافيش» لنجيب محفوظ، خصوصاً قصة «المطارد» وبطلها «سماحة الناجي». تظل هذه الرواية تأسرني بحزنها الشفيف ومصائر شخصياتها الحزينة، وهي رواية لا تفقد جمالها ولا رونقها، وأحصل على معانٍ متعددة كلما أعدتُ قراءتها، كذلك رواية «العابرون» لمحمد إبراهيم طه التي تختلط فيها الحقيقة بالخيال، والصوفي بالواقعي، والروحاني بالمادي، حيث تتداخل العوالم وتزول الحدود بين المتناقضات، ليصبح العالم الروائي بمثابة متاهة روائية، شعرت خلالها للمرة الأولى كيف تكون سعيداً وتائهاً في الوقت ذاته.

كتاب لا أعيره
الأعمال الكاملة لصلاح عبد الصبور، الدواوين والمسرحيات الشعرية، لا أعيرها مطلقاً لأحد، لأنه يجذبني من حين لآخر، وأشعر معه بالبساطة والعمق والوضوح والعبقرية، بخاصة في مسرحيتي «الأميرة تنتظر»، و«مأساة الحلاج»، وأعتقد أن صلاح عبد الصبور هو باب رئيسي لابد من عبوره لمن يريد أن يستسيغ القصيدة الشعرية في مراحلها التالية.

كاتب قرأت له أكثر من غيره
نجيب محفوظ هو كاتبي المفضل منذ أول رواية قرأتها له من مكتبة أبي وهي «بين القصرين» إلى الآن، ويظل محفوظ في الرواية كصلاح عبد الصبور في الشعر، معلّمي الأول الذي جعلني أحب قراءة الروايات، ومهما مرت السنوات تظل أعماله هي الأحب إلى قلبي، وشخصياته من «أحمد عبد الجواد» في «الثلاثية»، إلى «عيسى الدباغ» في «السمان والخريف»، و«عاشور الناجي» في «الحرافيش»، إلى المارق (إخناتون) في «العائش في الحقيقة»، لها مكان مميز في قلبي وذاكرتي وهي أكثر حضوراً وبهاءً من شخصيات حقيقية قابلتُها في حياتي.

آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي
«حجرتان وصالة» للراحل إبراهيم أصلان، وهو كعادته يفاجئني بالكتابة عن العادي واليومي، فيسميها متوالية منزلية، والتي تبدو من أول وهلة مجرد أشياء صغيرة، وأحداث متناهية الصغر والتفاهة، لا تصلح للكتابة، لكنه بخبرة عظيمة يحيلها إلى كتابة روائية ساحرة، إنسانية وبالغة العذوبة.

كتاب أنصح بقراءته
«عقيدة المسلم» للشيخ محمد الغزالي الصادر عن دار «نهضة مصر». كتاب مبسط للعقيدة، راعى فيه كاتبه أن يكون بلغة عصرية وبتنظيم دقيق يتخلّص من كثير من الاستطرادات والحواشي والشروح والمصطلحات التي تمثل عائقاً للمرء عن فهم علم التوحيد وكتب علم الكلام.

كتاب لا أنساه أبداً
«الأجنحة المتكسرة» لجبران خليل جبران، وهو أول رواية غير مترجمة أقرأها كاملة وأنا في المرحلة الإعدادية، وقد انبهرت بهذا الكم من الرومانسية والرقة، وكم سالت دموعي وأنا أشعر بعذاب الراوي لموت «سلمى» وبكائه على قبرها.
ومهما مرت السنوات تظل شاعرية جبران مطبوعة في قلبي وذاكرتي وأعود لقراءتها كل عدة سنوات، لاستعادة مشاعر الصبا البريئة والجميلة.

بين المكتبة والإنترنت أختار
أحب الإنترنت، وأمضي ساعات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذه الأوقات شيء وحميمية القراءة من الكتب الورقية شيء آخر، فالكتاب المطبوع فيه الكثير من الخصوصية، رائحة الورق وصوت تقليب الصفحات، وملمسها له مذاق خاص لا يتوافر في قراءة كتاب على جهاز الكومبيوتر، حيث أشعر بنوع من الغربة، وبمسافة فاصلة بيني وبين الكتاب الذي أقرأه.