Home Page

الشاعرة الفلسطينية السورية رنا زيد

كتب, شاعرة, قاعة /صالة / غرفة مكتبة, جائزة الشيخ زايد للكتاب, رنا زيد

04 فبراير 2013

عندما يقع الإنسان في عشق الورق تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة ولا يُمكن أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية... ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية لمكتبة أحد «عشاّق الكتب» الخاصّة وجئنا بالاعترافات الآتية...


علاقتي بمكتبتي هي
هي حقاً غريبة بعض الشيء، فأنا لم أؤثّث مكتبتي الخاصة إلاّ قبل فترة وجيزة. والواقع أنه ليس سهلاً أن تفكر بسرعة في شراء الكتب في بلد مثل سورية.
فأنا كنت من الأشخاص الذين يُداومون على ارتياد الأمكنة التي تُباع فيها الكتب المُستعملة، إلاّ أنني لم أعد أقبل أخيراً سوى بشراء النسخ الجديدة لوضعها في مكتبتي.
وخلال سنوات تكوّنت لديّ مكتبة قيمة تضمّ مجموعة كبيرة من كتب المسرح والفن التشكيلي والشعر، والكتب السوسيولوجية، والسيكولوجية...
أمّا الآن، فأنا لا أعلم شيئاً عن هذه الكتب التي جمعتها كتاباً كتاباً، وكنت أمارس عنصرية شديدة، بحيث أعزل عنها أي كتاب أحضرته معي من منزل الأهل لأنني كنت أحب أن يكون ما هو ملكي من كتب، لي أنا فقط، لا أتشارك فيها إلاّ مع غير شخص واحد هو شريكي، على أن يعيده إلى مكانه.
مكتبتي الصغيرة تقبع وراء مكتبي الصغير، ولا أعرف الآن شيئاً عن هذه المكتبة، أو عن مصيرها. ما جرى لها؟ هل ما زالت موجودة؟ هل تكدّس عليها الغبار أم الركام؟ اليوم أنا مُشتاقة إليها مع حرقة طفيفة في القلب، فهي ضاعت مع كلّ ما ضاع في دمشق. أتخيّلها صامدة، شامخة، رفوفها الخشبية المتتالية، تغنّي في الليل، أتخيل أنها ترمق أي غريب بنظرة تحمل الكثير من السخرية والتحدّي.
مكتبتي كما بيتي في مكان محاصر، وسط اشتباكات عنيفة، لذا لا أعلم عنها إلا ما تركته عليها.
لقد أصبحت كائناً، سأخلص له في حال موته، ستكون أشكال المكتبات الخاصة بي لاحقاً على شبه منها.

أزور مكتبتي مرّة كلّ
أجلس غالباً على مقربة منها، وكنت أمضي وقتي بين الكمبيوتر وبين ما يفيض منها. وأحياناً لا أتذكرها حتى، تمرّ أيام، من دون أنّ أقرأ حرفاً واحداً.

أنواع الكتب المفضلّة لديّ
أحب كتب المسرح، وأنا منحازة إليها. وأحب جداً ما له علاقة مباشرة بالتحليل النفسي وعلم النفس.

كتاب أُعيد قراءته
لم أعتد على قراءة الكتب أكثر من مرّة واحدة، ولم يحصل أن أعدت قراءة كتاب حتى الآن.
غالباً ما أعود إلى الكتاب كي أستفهم عن مقطع غاب عني، أو فقرة تحتاج إلى طريقة جديدة في فهمها، أو لما لها من علاقة مع فيلم أو حدث، أو كذا...

كتاب لا أعيره
الكتاب الذي يهديني إياه أحد ما، أحرج من إعارته، فهو يحوي على ما كتب من كلمات ممن أهداه، وهي تخصني وحدي.

كاتب قرأت له أكثر من غيره
ميلان كونديرا.

آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي
«أنا كوماري من سري لانكا» لحازم صاغية.

كتاب أنصح بقراءته
أنصح بقراءة الأعمال الكاملة للشاعر السوري رياض الصالح الحسين، وهي مؤلفة (ما نشر طبعاً) من : «خراب الدورة الدمويّة»، «أساطير يوميّة»، «بسيط كالماء واضح كطلقة مسدَّس»، «وعل في الغابة».

كتاب لا أنساه أبداً
الكتاب الذي سرقه أحدهم مني بطريقة لبقة.

بين المكتبة والإنترنت أختار
لا يمكن أن أختار، أحتاج إلى الإثنين معاً، خصوصاً، إذا صعب علي فهم بعض ما في الكتب، لسبب أو لآخر، أو للبحث عن تعقيدات، معلومة عابرة في كتاب.