"خُصل".. مبادرة لإسعاد مرضى السرطان بصُنع "شعر مستعار"

09 أكتوبر 2018

تساءلت زاد المومني عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عن مراكز للتبرع بالشعر في الأردن، وتفاعل عدد كبير من المغردين معها، حيث أجابها المستخدم "رامي" بأن "مبادرة خُصل لهم سنتنان في هذا العمل وتستقبل تبرعات"، مُرفقاً مع رده رابط حساب المبادرة في موقع "فايسبوك". وأشارت رغد النسور إلى أن "خُصل تلعب دوراً كبيراً في ترك أثر النفسي مهم لمرضى السرطان".

التساؤل نفسه، طرحته المستخدمة "يارا" في الموقع ذاته قائلة: "بتعرفوا وين ممكن حد يتبرع بشعر طويل لمرضى السرطان هون بالأردن؟" ليجيبها حساب المستخدمabrya بأن "خُصل هي المبادرة الأولى التي تقدم هذه اللفتة الإنسانية".

"خُصل"

مبادرة تُعنى بجمع وصنع شعر مستعار لمرضى السرطان الذين فقدوا شعرهم أثناء العلاج. أطلقتها ثلاث فتيات أردنيات، وهن: رند مقداد، وسخاء الزعاترة، وهبة حميدان، بجهود فردية، جمعتهن الإنسانية، وحب تقديم الخير، لرفع معنويات نساء أنهكهن المرض.

اجتمعت الطالبات الجامعيات، واللاتي مازلن على مقاعد الدراسة، علّهن يقدمن ما يخفف من أوجاع نفسية تعانيها مريضة السرطان، ومساعدتها على إكمال حياتها بشكل طبيعي. تهدف تلك المبادرة غير الربحية، إلى تقديم الدعم النفسي لمرضى السرطان، وهو ما يعتبر نصف العلاج، وذلك من خلال جمع وصنع "باروكات" شعر من خصل شعر طبيعية يحصلن عليها من المتبرعات، تُقدّم للمريضات مجاناً.

الإنطلاقة

عام 2016 انطلقت مبادرة "خُصل" التي تسعى لأن تبث الأمل في نفوس عدد من المصابين بالسرطان ورفع معنوياتهم لتعزيز عملية الشفاء، فكانت الإنطلاقة الأولى، بعد زيارة هبة برفقة صديقتها لصالون التجميل، حيث أرادت قص شعرها وبيعه، و حصلت على مبلغ كبير، فتساءلت: لمَ لا يتم الاستفادة من الشعر؟

وبعد بحث مطول على الإنترنت ومواقع أجنبية، قررت استخدام الشعر لصنع "باروكات" والتبرع بها لمرضى السرطان،وانضمت لها سخاء، ثم رند مقداد التي عرفت عن المبادرة عن طريق "فايسبوك"، وباشرن العمل معاً في تلك اللفتة الإنسانية.

تنفق الفتيات من جيوبهن على صنع هذه الباروكات، قبل أن يتم إيصالها لمريضات السرطان، فيما يتلقين تبرعات الشعر من مختلف المحافظات، بالتنسيق مع فرق تطوعية تتواجد في الجامعات وأشخاص موثوقين، ويقومون بالفرز، قبل أن تتم عملية تخزينها وإرسالها للتجميع لاحقاً في مركز للتجميل. ومن الجدير ذكره بأن قيمة كل "باروكة" شعر تصل إلى 50 ديناراً أردنياً.

وحسبما أشارت سخاء زعاترة في عدة مقابلات لها، فأن "نقطة التواصل بينهن وبين المجتمع هي (فايسبوك)". لافتة إلى أن "صنع الباروكة لا يبدو صعباً، لكن الحقيقة هي أن كل باروكة تحتاج لخصل شعر كثيرة ومفروزة بحسب اللون والطول، قبل أن يتم تكوينها، شرط أن يكون الشعر صحياً كي يستمر فترة طويلة ويخرج بشكل متقن وجميل".

متبرعات لمبادرة "خُصل"

من جانبها قالت رند مقداد في مقابلات أخرى، إن "التبرعات التي تصل لهم كثيرة جداً، ما يعني أن المجتمع بدأ بتقبل تلك الفكرة غير المألوفة في العالم العربي بشكل عام"، مشيرة إلى أن "الإعلان عن الشعار المستعار يتم عن طريق صفحة المبادرة الرسمية في (فايسبوك)، ونقوم بالتواصل مع من يرغب في اقتناء باروكة. مريض السرطان يمر بظروف نفسية صعبة جداً وتجعله حساساً، لا سيما الفتيات الصغيرات وحتى النساء عموما، ففقدان الشعر تجربة صعبة".وتضيف أن بعض الفتيات اللاتي رأتهن خلال مرافقتها لقريبتها المريضة كن يرتدين أغطية للرأس ويرفضن نزعها حتى حين يقمن بإجراء صور وفحوصات حساسة.

"فايسبوك"

يصل عدد متابعي مبادرة "خصل.. شعرك صدقة" على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" إلى 20.595 تشرف عليها الفتيات الثلاث بصفة شخصية، وتقوم الصفحة بنشر صور المتبرعين بشعرهم وبخاصة صور الأطفال، تحت هاشتاغ "بكرا بيرجع أحلى من الأول"، وأيضاً الحديث عن دور الأهل في توعية أبنائهم حول ثقافة التبرع.

نقلاً عن "شبكة الحياة الإجتماعية" بقلم ميس حمّاد