القاهرة

سلمى المصري, شركة صوت القاهرة, مصر القديمة, باب الشِعرية, شبرا , متحف قصر محمد علي, حي السيّدة زينب , جاردن سيتى

10 سبتمبر 2009

القاهرة. عاصمة مصر مدينة تشعل المخيلة بصور مشغولة بألوان الحياة تنداح كما مياه النيل الذي يخترقها منذ آلاف السنين وكأن بينه وبينها عشقاً أبدياً يرويها من عذوبته، فتشدو له ليلاً  أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم بحنين إلى ماض جميل لم تتخل عنه قاهرة المعز، وتجثو فجرًا خاشعة لأصوات المآذن تدعو ناسها إلى الصلاة والتسبيح بحمد الله.

وفي التاريخ أن القاهرة عرفت في العصر الفرعوني باسم نفر أي المدينة الجميلة وضاحيتها بـ أون مدينة الشمس. ويرجع البعض أن القاهرة كانت عاصمة مصر إلى عام 98 ميلادي عندما بني حصن بابليون الذي لا تزال بقاياه موجودة والذي أُقيم للدفاع عن المدينة.

وعندما جاء عمرو بن العاص لفتح مصر أقام قرب حصن بابليون عاصمته الإسلامية الجديدة الفسطاط التي تعتبر وجامع عمرو بن العاص أول أثرين إسلاميين في مصر وأفريقيا. ثم تطوّرت هذه العاصمة بإنشاء مدينة العسكر التي تعرف اليوم بمنطقة زينهم والتي أسسها صالح بن علي أول وال للعباسيين.

ثم نشأت القطائع التي بناها أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية. أما القاهرة فهي المدينة الني أنشأها القائد الفاطمي جوهر الصقلي عام 969 شمالي مدينة الفسطاط وبناها خلال ثلاث سنوات وأطلق عليها المنصورية. ثم جاء الخليفة المعز لدين الله الفاطمي عام ٩٧٢ وجعلها عاصمة لدولته وسمّاها القاهرة.

ويذكر المؤرخون أن سبب تسمية القاهرة يعود إلى أن جوهر الصقلّي أمر ببناء عاصمة جديدة تليق بالخلفاء الفاطميين. وعلى عادة أهل ذلك الزمان استشار جوهر بعض المنجمين المغاربة، وطلب منهم أن يراقبوا طوالع النجوم ليختاروا طالعًا ذا فأل حسن لبدء تشييد العاصمة الجديدة، فنُصبت أعمدة خشبية حول المكان وعلّقت بينها حبال تتدلى منها أجراس صغيرة.

وبينما كان المنجّمون يراقبون السماء، حطّ غراب على الحبال، فتحرّكت الأجراس وبدأ البناؤون عملهم مباشرة، فيما صار المنجمون الذين فوجئوا بقرع الأجراس ينادون القاهرة في الطالع. والقاهر هو كوكب المريخ أو قاهر الفلك كما يسميه الفلكيون العرب، ومن هنا جاءت تمسية المدينة.

هكذا هي القاهرة مدينة تضم كل متناقضات التاريخ المكتوب وغير المكتوب، تزين فضاءها آلاف المآذن التي تقف وجهًا لوجه أمام أهرام الجيزة الفرعونية. إنها مدينة الناس البسطاء الذين لم يستطع الزمن المعاصر بكل قسوته ابتلاع روح النكتة التي فطروا عليها، ومدينة العقّاد وطه حسين وأحمد شوقي ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس الذين نسجوا قصصًا واقعية بجرأة الخيال، وهوليوود الشرق التي حضنت كل الفن العربي.

حي مصر القديمة

يقع حي مصر القديمة في جنوب القاهرة ، ويضم القاهرة القبطية و جزيرة الروضة وغيرهما. ويعد من الأحياء العريقة في المدينة. يحد حي مصر القديمة من الشمال حي السيدة زينب ومن الجنوب البساتين ودار السلام  ومن الغرب يفصل النيل بينه وبين حي الجيزة والدقي .

يضم الحي عددًا من الحدائق مثل"حديقة الفسطاط" التي كانت في الماضي محلا لجمع المخلفات و"حديقة العاشر من رمضان"، "حديقة أحمد رامي" نسبة إلى الشاعر "أحمد رامي"، "حديقة أم كلثوم" نسبة الى سيدة الغناء العربي أم كلثوم.

وهناك أيضا العديد من المتاحف مثل المتحف القبطي، متحف قصر المنسترلي، ومتحف أم كلثوم و كذلك متحف قصر محمد علي الصغير و المتحف الجيولوجي .

كما يضم حي مصر القديمة العديد من المناطق الأثرية مثل "المعبد اليهودي" و الكنيسة المعلقة و مسجد عمرو بن العاص أقدم مسجد في أفريقيا، وفيه يتم إحياء الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، إضافة إلى إقامة صلاة العيد أمام ساحته التي تعد خصيصا للمناسبة.

حي باب الشعرية

حي شعبي قديم وعريق عرف بهذا الاسم نسبة إلى طائفة من البربر ، يقال لهم بنو الشعرية. وباب الشعرية هو أحد بابين كانا في جزء من السور الشمالي الذي شيده بهاء الدين قراقوش وزير السلطان صلاح الدين الأيوبي والذي كان يضم باب البحر وباب الشعرية ، وكان يمتد بين الناصية الشمالية الغربية لحصن القاهرة الفاطمي ، وبين قلعة المقس التي بنيت عند ضفة النيل في ذلك الوقت وكان موضعها مجاوراً لجامع أولاد عنان الحالي في مكان جامع المقس الذي شيده الحاكم بأمر الله.

بقى باب الشعرية حتى سنة ١٨٨٤ فقد سجل في كراسة لجنة حفظ الآثار العربية في تلك السنة أن أجزاء منه كانت باقية ، ومنها لوحة بالخط الكوفي ، كما شوهد رسم نسر محفور على حجرين من الأنقاض ، وكان النسر رنكاً ( أى شارة ) لصلاح الدين الأيوبي . ولا تزال المنطقة حول الباب تسمى باب الشعرية.

من أشهر من ارتبط اسمهم بهذا الحي العريق موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب و كذلك نجيب الريحاني. ومن أشهر من ولدوا في هذا الحي أيضا الفنان المصري الكوميدي الراحل عبد المنعم مدبولي .


 قصر محمد علي

اختار محمد علي مكاناً قصياً لبناء قصر تهدأ فيه نفسه. وتلك هي بداية شبرا.  ففي منتصف شهر كانون الأوّل /يناير 1809،اختار محمد على باشا موقعًا على شاطئ النيل في منطقة شبرا مساحته ٥٠ فداناً ، واستولى فيه على عدة قرى وإقطاعات وغرس فيها البساتين والأشجار، وبدأ بناء قصره، و لكن سقط سقف القصر بعد انتهاء بنائه في أيار/ مايو عام  ١٨٠٩ فأعيد بناؤه . وعام ١٨١٢ أنشأ محمد علي عدداً من السواقي لتوفير المياه للقصر و الحدائق .

بُني القصر على مراحل استمرت حوالي ١٣عامًا ابتداء من عام ١٨٠٩حتى عام ١٨٢١ وقد أضيفت إليه سرايا الجبلايا عام ١٨٣٦. وهو عبارة عن مساحة مستطيلة أبعادها ٧٦،٥ مترا × ٨٨,٥ مترًا ويتكوّن من طابق واحد ويفتح بأواسط أضلاعه أربعة أبواب محورية يتقدم كل باب سقيفة ويشغل كل ركن من البناء حجرة تبرز من الواجهة كأنها برج.

ويتوسط البناء حوض تتوسطه نافورة تنخفض عن أرضية البناء. أشرف على البناء ذو الفقار كتخدا، وجاء على نمط معماري تركي، هو طراز قصور الحدائق الذي شاع في تركيا علي شواطئ البوسفور والدردنيل وبحر مرمرة.

ويعتمد هذا التصميم في جوهره على الحديقة الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله أبواب قليلة العدد، وتتناثر في هذه الحديقة عدة مبان، كل منها يحمل صفات معمارية خاصة. اشتهر القصر باسم قصر الفسقية لوجود نافورة كبيرة فيه .

وللوصول إلى القصر أمر محمد علي بإنشاء شارع شبرا. وكان هدف محمد على أن يحوّل هذا الشارع إلى مكان للنزهة خارج العاصمة.

وحتى يتحقق ذلك جاء القرار بأن يكون الشارع أعرض شوارع مصر في ذاك العهد وأكثرها استقامة. من مشاهير شبرا داليدا، ماري منيب،  سعاد حسني، بوسي، نبيلة عبيد، يوسف شعبان، بليغ حمدي، خيري بشارة .

شبرا

أكبر أحياء القاهرة يقع في شمال المدينة. تعني كلمة شبرا باللغة القبطية العزبة أو القرية. ولم تكن شبرا جزءًا من القاهرة، كما هي اليوم تزخر بالحياة و الناس بل كانت مجرد ضاحية أنشأها محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة عام ١٨٠٩

جاردن سيتى

هو واحد من أرقى أحياء القاهرة، يضم  السفارات الأجنبية مثل سفارات الولايات المتحدة الأميركية و بريطانيا وكندا... ويقع فيه مجلسا الشعب و الشورى ومستشفى القصر العيني و نقابة الأطباء و عدد من الصحف و المسارح وكبريات الشركات و البنوك المصرية و الأجنبية.
كما يضم مجموعة نادرة من القصور و الفيللات ذات التصميم المعماري الفريد و النادر.كان موضع جاردن سيتي قديماً مغمورا بمياه النيل، وحوّله السلطان الناصر محمد بن قلاوون إلى ميدان سمي الميدان الناصري، وغرس فيه الأشجار وافتتحه عام ١٣١٨. 
وكانت تقام في الميدان عروض الخيل التي كان الملك الناصر شغوفاً بتربيتها.

شارع المعز لدين الله‏

أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم ، يقع في منطقة الأزهر بالقاهرة الفاطمية ، تم ترميمه و افتتاحه ٢٢ شباط/ فبراير ٢٠٠٨ ويتضمن المشروع رصف الشارع بالأحجار القديمة، ليصبح أول شارع مخصص للمشاة.
انطلق المشروع عام ١٩٩٨ لإنقاذ ٢١٠ أثرًا تضرر في زلزال ١٩٩٢ وذلك على أربع مراحل. تم ترميم ٣٣ أثرًا . 

كما  يتضمن المشروع ترميم المباني العتيقة بمساعدة الأهالي للحفاظ علي الطابع التاريخي للمنطقة‏.‏ وشملت عملية التطوير النزول بمنسوب الشارع إلى المنسوب الأصلي حوالي ٨٠ سم وإعادة رصفه بالغرانيت أو البازلت.

وغُيرت شبكة المرافق كليا ومُدّت مواسير الغاز الطبيعي رغم عدم دخوله المنطقة حتى الآن ، ولكن لمنع أي عمليات حفر أخرى. كما تقرر تخصيص بعض أجزاء الشارع للمشاة وربطه بالشوارع الجانبية والأزقة والسلالم.

 

الآثار الموجودة في الشارع

يضم الشارع ستة مساجد أثرية‏، وسبع مدارس‏، وسبعة أسبلة‏، وأربعة قصور‏، ووكالتين‏، وثلاث زوايا‏، وبوابتين هما‏:‏ باب الفتوح و باب زويلة ،‏ وحمامين‏، ووقفا أثريًا‏.‏

ومن الروائع التي أنجزت وأصبحت معدة للافتتاح منطقة النحاسين وتتضمن مدرسة السلطان برقوق ومدرسة الناصر محمد وقاعة محي الدين أبو الصفا وحمام السلطان اينال، كذلك متحف النسيج الإسلامي. كما يضم 20 مسجداً أثرياً انتهى ترميمها وأصبحت معدة أيضاً للافتتاح ولممارسة الشعائر الدينية، ومنها «السلحدار» و«برقوق» و«الناصر برسباي» و«القاضي يحيى» و«أم الغلام».

كذلك أُنجز ترميم آثار شارع المعز لدين الله والتي تبلغ ٣٣ أثراً باستثناء أثر واحد هو زاوية أبو الخير الكليباتي التي سيبدأ فيها العمل قريبا.

 

حي السيّدة زينب

أحد أحياء القاهرة القديمة الشعبية . اشتق اسمه من وجود جامع ومقام السيدة زينب في داخل المسجد، وهو يتوسط الحي ويعرف الميدان المقابل للمسجد أيضا بميدان السيدة زينب. ويعد هذا الحي من أهم الأحياء الشعبية في القاهرة، وفيه بعض المطاعم الشعبية التي تجتذب الكثير من المشاهير ، خاصة لتناول وجبة السحور في شهر رمضان.

يروى أن المشهد بني على قبر السيدة زينب عام ٨٥ هجريا. وورد ذكره ووصفه عند الكثير من الرحالة منهم على سبيل المثال الكوهيني الأندلسي الذي دخل مصر في عصر المعز لدين الله الفاطمي، وقال إن الخليفة المعز هو من أمر ببناء المسجد ونقش على قبته ومدخله.

وفي القرن العاشر الهجري أعاد تشييده الأمير عبد الرحمن كتخدا القازوغلي وبنى مقام الشيخ العتريس الموجود الآن خارج المسجد ونقش على المقصورة "يا سيدة زينب يا بنت فاطمة الزهراء مددك". واهتمت أسرة محمد علي باشا بالمسجد اهتمامًا بالغًا وتم تجديد المشهد مرارًا.

وفي العصر الحالي وُسّع المسجد لتتضاعف مساحته تقريبًا. ويعتبر المسجد أحد  مراكز الطرق الصوفية ومريديها، وفي كل عام في شهر رجب يقام مولد السيدة زينب حيث يتوافد الآلاف إلى ميدان السيدة زينب وتقام احتفالات ويتغير شكل المنطقة لبضعة أيام.

يحتل مشهد السيدة زينب مكانة كبيرة في قلوب المصريين. ويعتبر الكثيرون، خصوصا من سكان الأقاليم البعيدة عن القاهرة، أن زيارته شرف وبركة يدعون الله أن ينالوها.
ويجاور حي السيدة زينب  شارع زين العابدين وهو يعدُّ من أكبر الشوارع التجارية في القاهرة.
من جوامع القاهرة جامع احمد بن طولون أقدم جوامع المدينة وأفضلها بناءً أنشئ عام ٨٧٩. يقدم المسجد معرضًا لمجموعة نادرة من الفن الإسلامي.

وجامع الأزهرهو أول الجوامع الفاطمية في العالم ، ويعد هذا المعلم الإسلامي من أقدم الجامعات الإسلامية في العالم والتي يأتي إليها أفواج من الطلاب من شتى بقاع الأرض. وقد تم بناء هذا الجامع عام ٩٧٢، وتبلغ مساحته حاليا ١٢٠٠٠ متر مربع.