Home Page

السيشيل أو الجزر العذراء

فندق / فنادق, سلاحف بحرية, الهند, قارة آسيا, المحيط الهندي, السيشيل, جزر السيشيل, قارة إفريقيا, مدينة فيكتوريا , المنتجعات, جزيرة ماهي, جزيرة براسلين, جزيرة لا ديج, جزيرة سانت آن, جزيرة نورث وفريجات, جزيرة دونيه, جزيرة بيرد, جزيرة أنونيم, جزيرة ديروش

19 فبراير 2010

وسط المحيط الهندي وبين قارتي آسيا وأفريقيا تعوم جزيرة صغيرة جنحت عن سرب قريناتها لتنافسهن جمالاً. إنها جزيرة السيشيل التي تسبح بغبطة تحت سماء فيروزية في مياه لازوردية بلورية تغري بالغوص فيها والتعرف إلى سحر العالم الساكن في أعماقها.

مر العرب بالسيشيل في القرن العاشر في طريقهم نحو الهند، وعندما رست سفينة البحار البرتغالي فاسكو دي غاما هناك عام ١٥٠٢ كانت خالية من السكّان واستخدمها البرتغاليون أيضًا معبرًا نحو الهند، ثم تجاذبها المستعمرون الفرنسيون والإنكليز إلى أن نالت استقلالها عام ١٩٧٦.

ومهما يكن من تجاذبات سياسية وتداولات استعمارية، تشكلّ السيشيل اليوم بجزرها الـ ١١٥ جزيرة فردوسًا للسياح الباحثين عن ذروة الاسترخاء والسكون الذي لا يخترقه سوى وقع أمواج المحيط الكبير تتكسر عند صخورها أو تذوب على رمال شواطئها اللؤلؤية.

تشتهر سيشيل بحمايتها الفائقة للبيئة وجمال حدائقها الوطنية. وتوفر تشكيلة واسعة من تسهيلات الإقامة التي تتراوح ما بين المنتجعات الفاخرة والشاعرية، والفنادق الجيدة من فئة الثلاثة نجوم. كما يمكن للزوار اختيار الإقامة في الفيلات أو المنازل الصغيرة التي تتّسم بأجواء من الود والتي تديرها العائلات أو منازل الضيافة في جزر ماهي وبراسلين ولا ديج وسانت آن، نورث وفريجات، دونيه وبيرد وأنونيم وديروش، والتي يمتلك كل واحد منها منتجعاً واحداً فقط.

وتوفر بعض المنتجعات تشكيلة متنوعة من الأنشطة المخصّصة للأطفال الذين تبلغ أعمارهم أربعة أعوام وما فوق. وسيندهش البالغون كما الأطفال لرؤية السلاحف البحرية العملاقة التي تعيش منذ مئات السنين على هذه الجزر رائعة الجمال. وتوجد دروب ساحرة للتنزّه سيراً على الأقدام في معظم الجزر والشواطئ.

كما يمكنك ممارسة الرياضات المائية كالغطس في المياه الضحلة والغوص في المياه العميقة وركوب الزوارق الشراعية والصيد وركوب السفن السياحية والغولف والرحلات البرية سيراً على الأقدام ومراقبة الطيور. وتعدّ هذه الجزر مثالية لتمضية شهر عسل شاعري، لذا لا تتردّدي في حجز مقعدك على طيران الإمارات، ووجهتِك: السيشيل طبعاً!

فيكتوريا
تعتبر مدينة فيكتوريا عاصمة السيشيل واحدة من أصغر عواصم العالم وتقع على جزيرة ماهي، وتضم المرفأ الوحيد في السيشيل. يحتفظ وسط المدينة بالنمط المعماري الذي خلّفه الاستعماران الفرنسي والإنكليزي، بينما غالبية الأحياء الأخرى للمدينة التي شهدت نهضة إعمارية خلال السنوات العشرين الأخيرة منحت فكتوريا طابعًا عصريًا جميلاً حافظ على الخصوصية. وتضم المدينة حديقة النباتات ومتحف التاريخ الطبيعي وفيه مجموعة مختارة من عظام تماسيح السيشيل المنقرضة، وحيوانات محنّطة، وحطام سفينة يعود إلى عام ١٥٧٠، وغيرها من المجموعات التذكارية التي تخص الجزيرة.

شواطئ ماهي
عند شرقي فيكتوريا وعلى مسافة ثلاثة كيلومترات يقع بو فالون، وهو أحد أكبر شواطئ السيشيل والأكثر شهرة. يتميز برماله اللؤلؤية التي تغري هواة السمرة بالتمدد إما عليها أو على كرسي بحر ليستمتعوا بغروب الشمس الأرجواني وهو يغرق في زرقة المحيط الكبير. وتضم قرية بو فالون مركز خدمات، ومصرفًا وبعض المتاجر التي تبيع التذكارات.
أما الشواطئ الجنوبية لماهي فتضاهي شواطئ الشمال روعة وهي أكثر هدوءاً. ويقع المكان الأكثر ملاءمة لرياضة الغطس بمواجهة جزيرة سوري الصغيرة، عند الساحل الغربي، بينما عند الساحل الشرقي يوجد خليجا الشمس والبوليس الصغير، وهما شاطئان بعيدان يحتاج الوصول إليهما إلى ركوب سيارة رباعية الدفع نظرًا إلى أن طريقهما ليست معبّدة.

المتنزّه الوطني البحري سانت آنا
يبعد متنزّه سانت آنا بضعة كيلومترات عن العاصمة فيكتوريا، ويضم ست جزر، يعتبر الغوص في أعماق مياهها أولى المغامرات البحرية وأمتعها، لا سيما في جزيرة موايين الأجمل بين هذه الجزر الست. ولكن على من يرغب في زيارة المتنزّه الانضمام إلى برنامج الزيارات الذي تنظمّه إدارة المتنزّه. ويمكنه أن يسير في الممرات التي تسهّل التجوال في الجزيرة والاستمتاع بمشاهدة الحيوانات البحرية مثل السلاحف العملاقة والنباتات المحلّية.
وفي جزيرة راوند التي كانت مستعمرة يسكنها البرص كنيسة تحوّلت إلى مقهى يقدّم ما لذ وطاب من مطبخ السيشيل.

جزيرة سيلوويت
تبعد سيلوويت ٢٠ كيلومترًا عن ماهي وهي جزيرة من حجر الصوان، جعلت قممها المرتفعة مكانًا أسطوريًا يضج بغموض الطبيعة الجميل خصوصًا في لحظات الغروب، ويقال إن كنز القراصنة مدفون في هضابها. اللافت في هذه الجزيرة الأرصفة الصخرية التي تحميها مما يجعل السباحة ورياضة الغوص في مياهها لا تفوّت، أو بكل بساطة الاستلقاء على إحدى صخورها للحصول على السمرة. أما إذا أراد الزائر صقل قدميه فما عليه إلا الصعود نحو قمة « دلو الماء» حيث تعشش نباتات لاحمة (أي التي تقتات بالحشرات)، ويستمتع على طول الطريق إلى هذه القمة بأشجار جوز الهند البحرية العملاقة وآلاف الأقدام العملاقة. ويمكن الوصول إلى سيلوويت من ماهي إما بالهليكوبتر أو عبر المركب.

جزيرة أتول ألدابار
تعتبر جزيرة ألدابر أكبر جزر الشعب المرجانية في العالم. فهي تمتد ٢٢ كيلومترًا من الغرب إلى الشرق، وتضم بحيرة كبيرة يسبح في أعماقها القرش- النمر.وهي موطن السلاحف العملاقة وآلاف أنواع الطيور. أما جزيرة أسومبشين التي تبعد عن ألدابار ٢٦ كيلومترًا فكانت في الماضي مصدرًا غنيًّا بالغوانو (سماد من ذرق الطيور) ولكن جرّدت من نباتاتها خلال العقد الثاني من القرن الماضي.أما لأعماق مياهها فهناك قصة مختلفة.
 فهنا صوّر عالم البحار الفنسي جاك كوستو الجزء الأكبر من فيلمه الوثائقي عالم الصمت«Le Monde du silence» حيث أعلن أنه لا يوجد مكان في العالم تكون المياه فيه نقيّة إلى أقصى حدود وغني بالشعاب المتنوّعة كهذا المكان.
وتجدر الإشارة إلى أن ألدابار ليس فيها فندق، لذا على من يرغب في زيارتها استئجار مركب من خلال جمعية مارين شارتر أو ركوب الطائرة والنزول في ديروش ثم استئجار مركب للوصول إليها.يبدو أن ترف الطبيعة في السيشيل لا يضاهيه ترف صنعه الإنسان مهما ابتكر، فالجمال المحتشد فيها يفوق المخيّلة إلى حد أنها تقف عاجزة أمام جزيرة أفلتت من معادلات التاريخ والجغرافيا.