Home Page

نيوزيلندا...البلاد السابحة في المحيط الهادىء

نيوزيلندا, المحيط الهادىء, آبل جانسزون, أستراليا, ولينغتون, مبنى بيهايف, كاثرين مانزفيلد, أوكلاند, القمم البركانية, خليج هوراكي, جزر رانغيتو, محمية أرخبيل

09 مارس 2010

ليس أجمل من أن تعبر القارات جوًا لتستلقي على شاطئ يغمره دفء الشمس، وتسبح مع الدلافين، وتبحر بالقرب من البطريق وتراقب الحيتان وهي تخترق مياهًا فيروزية، وتتسلّق قممًا جليدية وبركانية منبثقة وسط المحيط الهادئ، تتلألأ وسطها بحيرات كريستالية، وتغتسل بمياه حارة في ينابيع تفجّرت من أحشاء الأرض البركانية، وتعيش مغامرات استكشافية في غابات تحضن أشجار نادرة... إنها نيوزيلندا البلاد التي دفع طاقم سفينة البحار الهولندي آبل جانسزون تسمان عام ١٦٤٢ حياته ثمنًا  من أجل رسو سفينته عند مينائها، فسمي البحر الذي يفصل بينها وبين أستراليا بحر تسمان.

ونيوزيلندا التي تقع جنوب غرب أستراليا تتكوّن من جزيرتين ترتفع فيهما القمم الجبلية التي تمتد على مسافة ١٦٠٠ كيلومتر من الشمال إلى الجنوب. تبلغ مساحة جزيرة الشمال ١١٥٠٠٠ كيلومتر مربع تحضن غالبية السكان وتتمركز فيها المدينتان الرئيسيتان أوكلاند و العاصمة ولينغتون. ولا يزال بعض براكينها نشطًا. أما جزيرة الجنوب التي تبلغ مساحتها  ١٥١٠٠٠ كيلومتر مربع فتخترقها على امتداد طولها سلسلة جبال مهيبة يطلق عليها اسم الألب النيوزلندية.

ولينغتون العاصمة
عند أقصى جنوب جزيرة الشمال تقع العاصمة ولينغتون على مرفأ رائع عند فوّهة بركان مغمور بالماء، ويطلق عليها تسمية ويندي ولينغتون بسبب الرياح العاصفة التي تجتاحها خلال فصل الشتاء. الفن والثقافة حاضران بقوة في هذه المدينة التي تحيي مهرجانًا فنيا أو ثقافيًا كل شهر تقريبًا، مما يجعلها تضج بالحيوية. فالمقاهي والمطاعم الإثنية التي تنتشر فيها تحوّلها إلى مدينة معولمة من دون قصد. 
تتمركز في ولينغتون الدوائر الحكومية والمتاحف التي تضم الكنوز الوطنية. يضم مبنى بيهايف الجناح التنفيذي للبرلمان وهو معلم عصري، أما مبنى الحكومة القديم فقد شيد من الخشب ليدهش من يزوره. وفي منزل الكاتبة النيوزيلندية كاثرين مانزفيلد التي ولدت عام  ١٨٨٨ يتعرّف زائر المكان إلى هذه الأديبة الشاعرة التي شغلت الصحافة الأوروبية خلال سنوات حياتها القصيرة، فيتفحّص أشياءها التي تحكي تفاصيل يومياتها. و في شارع كوبا لاو والحي التاريخي ثورندون يطلق السائح العنان لرغبة التسوق ترقص على وقع السالسا. أما التسلّق إلى هضبة فيكتوريا فيعني اكتشاف مشهد عز نظيره للمدينة. وتضم الهضبة الفنادق الفخمة والمطاعم التي تقدّم ما لذ وطاب بأسعار معقولة.

أوكلاند
أوكلاند مدينة محاطة بالماء تكللها القمم البركانية، ويجذب مرفأها الرائع هواة الرياضة الشراعية البحرية. إنها المدينة التي تستقطب كل سكان جزر المحيط الهادئ لذا تتميّز بطابعها الكوزموبوليتاني، وفيها تعيش أكبر مجموعة بولينيزينية في العالم. يضم متحف أوكلاند مجموعة قيمة من قطع الفن الماوري. ويمكن اكتشاف عالم البحار النيوزيلندي في متحف Kelly Tarlton's Underwater World & Antarctic Encounter . أما الحي التجاري في المدينة فهو شارع كوين حيث معظم الفنادق والمقاهي. وفي منطقة بارنيل التي تبعد كيلومترين عن وسط المدينة  يقع نيوماركت الذي يتحوّل التجوال فيه مغامرة فريدة فيحار زائره بين الجلوس في أحد  المقاهي أوالتنقل بين غاليريات الفنون والبوتيكات التي تعرض لأهم دور الأزياء العالمية. ويتيح البركان القديم وان تري هيل مشهدًا باروناميًا للمدينة.
أما هواة السمرة والرياضات البحرية فإن شاطئي كوهيماراما أو ميشن باي هما ملاذهم. وأوكلاند تقع على خليج هوراكي الذي تنتشر في أروقته البحرية جزر رانغيتو وغراند باريير و وايهيك التي توفر المسكن الرائع وممرات دغلية جميلة ومواقع لممارسة الغطس. وتعتبر أوكلاند نقطة انطلاق جيدة لزيارة أرخبيل كوروماندل ومنطقة سهول هوراكي.

أوتوغا
عند جنوب شرق جزيرة الجنوب تقع أوتوغا التي تضمّ ثلاثة أماكن جذب فريدة: كوينز تاون للقيام بالرياضات الخطرة التي ترفع منسوب الأدرينالين، فيمارس الهواة رياضة التزحلق على الجليد شتاء على ضفة بحيرة واكاتيبو في إطار خلاب، أو القفز بالمظلة أو الحبل المطاط أو الهبوط السريع لرياضة الرافتينغ. ومتنزه فيور لاند الوطني الذي يوفر تجوالا رائعاً في حضن طبيعة دغلية حيث تقف قمم جبلية مهيبة، وغابات شجر الزان أو قمم جليدية. 

ومحمية أرخبيل أوتاغو التي تقف فيها قمة ميتر التي يبلغ ارتفاعها  ١٦٩٥ مترًا يكون الوصول إلى أقدامهاعبر المراكب التي تحمل زوّرًا يجذبهم غناها بالنبات الوحشية والحيوانات الغريبة مثل القطرس والبطريق ذي العينين الصفراوين والبطريق الأزرق والفقمة المكسوة بالفرو.

وهناك دونداين وهي مدينة جامعية تقع في الأرخبيل تهتم بالنشاطات الفنية المتنوّعة، بقيت وفية لأصولها الأسكوتلندية وتملك غنى وطنيًا تاريخيًا.
هذه هي نيوزيلندا التي قالت عنها أديبتها كاثرين مانزفيلد:

في عمق المحيط
تسكن محّارة قوس قزح
هنا تسكن تلمع بسلام
تحت أمواج العاصفة العالية
مثلما تسكن بغبطة تحت الأمواج الصغيرة
التي سمّاها الإغريق القدماء تجاعيد الضحك
تصغي في عمق المحيط
محّارة قوس قزح تغنّي
تسكن هنا إلى الأبد وتغني بصمت.