جماهيريتهنّ تضاهي نجومية الفنانات والفاشونيستا مصابات بالسرطان يكشفن أسرار حياتهنّ على الإنستغرام

ميشال زريق 27 أكتوبر 2018
لم تعد النجومية عبر مواقع التواصل الاجتماعي حكراً على الفنانين والممثلين والمشاهير، بحيث طفت منذ سنواتٍ عدّة على سطح هذه المنصّات ظاهرة مدوّنات الجمال والموضة واللايفستايل، أو ما بات يُعرف بالـ”فاشونيستا”. والمفاجأة كانت مع بدء خفوت نجم أولئك النجمات اللواتي لا يتمتّعن بغالبيّتهن بمواهب، ولا حتى يملكن قصصاً أو ما يؤثّر في الجمهور، على حساب ظهور مجموعة سيّدات مؤثرات حقيقيّات على الصعيد الاجتماعي، اخترنا اليوم منهنّ 4 سيدات، كنّ مصابات بمرض السرطان وحاربن للبقاء على قيد الحياة ومن أجل أنفسهنّ.


ميشيل حجل: من عالم الجمال والتغذية إلى محاربة المرض

اسم ميشيل حجل، لم يعد غريباً على روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، فهي ثالث وصيفات ملكة جمال لبنان 2016، وابنة الـ 24 عاماً التي تحوّلت من اختصاصية تغذية إلى محارِبة لمرض السرطان الذي أصابها مرّتين في حالةٍ نادرة جدّاً وفق تشخيص الأطباء. ميشيل في بداية إصابتها بالمرض لم تكن مدركة أنّه السرطان، بل ظنّت أنها مصابة بأعراض الزكام والالتهاب الرئوي، ولكنّها صُدِمَت عندما علمت بحقيقة مرضها، ونجحت في التغلّب عليه بعد خضوعها لسادس جلسة علاج. إلّا أنّ السرطان باغتها مرّة جديدة فاشتدّت عزيمتها وسافرت إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث بدأت بتلقّي العلاج، وقد عمد اليوم العديد من الجهات والجمعيات الى جمع التبرّعات بهدف أن تستكمل ميشيل علاجها والذي تبلغ قيمته حوالى 750 ألف دولار أميركي.

ميساء رعد: كافحت السرطان مرّتين

“أم نديم” كما تُحبّ أن يُناديها المقرّبون، هي ميساء رعد التي كافحت السرطان وانتصرت عليه في المرّة الأولى منذ سنوات، قبل أن يُعاودها منذ فترة، وتُصبح واحدة من أكثر الشخصيات المؤثرة في مواجهتها للسرطان حول العالم. تقول ميساء إنّها حلقت شعرها بنفسها لتتجنّب الألم النفسي الذي يرافق تساقط الشعر بسبب العلاج الكيميائي. وفي المرّة الأولى التي واجهت فيها السرطان، عندما كانت في سنّ الـ 21، كانت أخفّ حزناً من المرّة الثانية، إذ إنّها رُزِقَت بطفلها الوحيد “نديم” ولا تريد له أن يعيش المأساة التي عانتها بعد أن خطف الموت والدتها وهي بعد طفلة صغيرة. حصدت ميساء إعجاب الكثيرين، في مقدّمهم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، وهي اليوم تواكب مراحل علاجها وتطوّر حالتها الصحية وحتى أسلوب حياتها الجديد من خلال السوشيال ميديا، وقد باتت قدوة للكثيرات من المصابات بالسرطان حتى لا يفقدن الأمل.

Mama Cax: حملت الأمل في المرض إلى عروض الأزياء

وبعيداً من المجتمع اللبناني، وفي نظرةٍ إلى الغرب، برز أخيراً اسم Mama Cax أو Cax كما تُحبّ أن تُنادى، وهي تعتبر مثالاً للمرأة المناضلة بحيث هزمت السرطان وتحوّلت إلى مدوّنة موضة وعارضة أزياء وملهمة للكثيرات. حكاية Mama Cax مع السرطان قديمة، فقد كانت في سنّ الرابعة عشرة عندما تمّ تشخيص إصابتها بنوع سرطان خطير جدّاً، وأعطاها الأطباء مهلة 3 أسابيع تفارق الحياة بعدها، ولكنّ المفاجأة أنّها تخطّت هذه المدّة وبقيت على قيد الحياة، لكن تمّ بتر قدمها اليسرى. تقول Cax إنّها تدافع دائماً عن ذوي الاحتياجات الخاصة ومريضات السرطان، وتتعاطف كثيراً مع الذين لا يستطيعون تلقّي العلاج، هي التي حظيت بتعاطف كبير جعلها تصرّ على متابعة علاجها... إلى منصات عروض الأزياء حملت أملها وعكّازها وقدمها الاصطناعية، وسارت في عرض أزياء Chromat خلال عرض أزياء موسمَي ربيع وصيف 2019.

ماريا فرح: الجميع أحبّ “اللوك الجديد”

الشابة اللبنانية ماريا فرح، اسمٌ ليس غريباً على العاملين في مجال الموضة والأزياء والعلاقات العامة في لبنان، وهي أيضاً ملكة جمال لبنان في أونتاريو، وملكة جمال لبنان المغترب عام 2011، التي تخوض هذا العام تحدّياً جديداً بعيداً من الحياة المهنية وعالم الجمال، ألا وهو التغلّب على مرض سرطان الثدي. ماريا تقبّلت فكرة مرضها، ولا تزال تشعر بالرهبة كلّما تذكرت اللحظة التي علمت فيها بخبر إصابتها، وهي اليوم في سنٍّ صغيرة جدّاً، بدأت تشعر بتورّم في الثدي الأيسر وشخّصه الطبيب بأنّه سرطان خبيث. ماريا تقول إنّها سعيدة جدّاً بـ”اللوك الجديد” وقد حلقت شعرها للمرّة الأولى بنفسها، حتى أنّ الكثيرين من أصدقائها لا يحبّذون أن تعود إلى شعرها الطويل، وتدعو النساء دائماً من خلال ما تنشره على السوشيال ميديا الى عدم الاستسلام للمرض.